جبن نتنياهو وجنون ليبرمان.. المستقبل الغامض

أظهر اعتراض عدد من رجال السياسة والأمن الصهاينة على استلام أفيغدور ليبرمان حقيبة الجيش، انشقاقات كبيرة في الآراء وتفاوتات كبيرة في وجهات صناع القرار الصهيوني.

وتراوحت الاعتراضات ما بين الاتهامات الموجهة لنتنياهو، وبين السياسة التي سيتبعها القادم الجديد لوزارة الجيش دون رصيد يذكر من الناحية الأمنية والعسكرية.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما نشره الإعلام الصهيوني حول عقلية ليبرمان السادية المتهورة المتطرفة، وتوجيه الانتقادات اللاذعة لنتنياهو.

اليمين المتطرف
أفيغدور ليبرمان ولد في 1958 في بكيشيناو في مولدافيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق؛ وكان أحد مؤسسي المنتدى الصهيوني ليهود الاتحاد،  قدم إلى فلسطين المحتلة في 1978، وخدم في جيش الاحتلال لعدة أشهر، وهو سياسي وزعيم يميني متطرف.

كان ليبرمان يترأس منصب وزير خارجية الكيان منذ بداية 31 آذار2009 في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث قدّم استقالته في 2015 وصرح بعدم مشاركته في الحكومة المقبلة، وهو نائب رئيس الحكومة وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا”.

وتقول القناة الثانية في مقال للمحلل السياسي أودي سيغال إن “ليبرمان لم يأت من أجل الجلوس على الكرسي بل من أجل السيطرة على اليمين واستبدال نتنياهو في رئاسة الحكومة”.

وأما روني دانيئيل” المراسل العسكري للقناة الثانية، وأكثر الخبراء تطرفا، والضابط السابق في الجيش، أثار نقاشا عاصفا في “إسرائيل”، عندما قال “خضت كثيرا من الحروب، ولم أتردد مرة بالاستجابة لأمر عسكري، لكني للمرة الأولى في حياتي ليس لدي ثقة بأن يبقى أبنائي هنا في هذه الدولة بسبب ألاعيب السياسة، عقب إقصاء يعلون وتعيين ليبرمان. باختصار: لم أعد أصدق بعد اليوم أحدا من السياسيين!”.

جبن نتنياهو
وفي ذات السياق كتب يوفال ديسكن رئيس الشاباك السابق مقالا نقلته صحيفة يديعوت تحت عنوان “نهاية البداية أم بداية النهاية” وذكر فيه أن المستوى السياسي بقيادة نتنياهو طلب من الجيش عدم تقديم المساعدة لجهاز الشاباك في عملية مطاردة كلا من عادل وعماد عوض الله.

ويضيف ديسكن “المستوى السياسي كان متأثرا من قضية يحيى عياش الذي تمت تصفيته في بداية 1996 ومن عدد عمليات الانتقام التي أعقبت التصفية خشية من الفخ. بعد تردد كبير تم اتخاذ القرار أن العملية تحت مسؤولية الشاباك فقط، وأن الجيش لن يتدخل فيها، ولن يقوم بإرسال قواته للمساعدة”.

الانزلاق السريع
وتنقل الصحيفة كلاما مطولا يمتدح فيه ديسكن وزير الحرب السابق ويقول عن ليبرمان “هو عكس بوغي يعلون تماما فهو ليست له تجربة أمنية، ولم يسبق له أن أرسل أي جندي إلى المعركة أو أن يتحمل مسؤولية اتخاذ القرارات، وكوزير للخارجية قام بزيارة الدول التي ليست ذات صلة”.

ويتابع: “وعندما نرسل أبناءنا إلى الجيش وإلى الحروب، نريد أن يكونوا في أيدٍ أمينة وصاحبة تجربة. هذه الأيدي ليست أيدي ليبرمان، إنها أيدي يعلون ورئيس الأركان آيزنكوت ونائبه يائير غولان الذين أعرفهم جيدا، وباختصار، تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع يبين أنه ليس هناك شيء متجمد وأننا نستمر في الانزلاق بسرعة”.

وختم ديسكن كلامه “منذ الآن سيقاد جهاز الأمن من قبل رئيس الحكومة الذي لا يملك الأمن، ومن قبل وزير الدفاع الذي لا يملك التجربة، وأنا أتساءل بيني وبين نفسي هل هذه نهاية البداية أم هي بداية النهاية”.

ناحوم برنييع كتب على صحيفة يديعوت “تعيين لبرمان كوزير للدفاع يعتبر مشكلة ليست سهلة؛  ليس بسبب أصله الروسي أو قلة خبرته العسكرية، إنما بسبب كلام قيل عنه في أروقة المحاكم والأروقة الأمنية”.

انعدام التوازن
أما الكاتب الصحفي دان مرغليت يقول عن ليبرمان “ليس هناك من يعبر ويعكس أكثر من ليبرمان عن نزعة القوة والعدوان وقصر النفس وانعدام التوازن اللازم في إدارة معركة السلام والحرب والحياة والموت”.

ويتابع: “الأسوأ من ذلك؛ أن ليبرمان لن يصل إلى القرار في تل أبيب إلا محملا بالديون العامة والسياسية لممارسة القوة غير المحدودة للقضاء على حماس واحتلال القطاع دفعة واحدة، سيكون لديه دافع خطير للانجرار إلى معارك على مستوى غير متوازن فقط كي يثبت أنه يمكنه أن يفي بوعوده عمليا، ولكن هذه الوعود فارغة المحتوى ومفعمة بالديماغوجيا”.

وفي كلمته أمام مؤتمر “إسرائيل بيتنا” في 26/2 من هذا العام، قال ليبرمان إن “آخر شيء نحن مستعدون له هو حرب استنزاف؛  دولة إسرائيل ملزمة بأن تتطلع دوما إلى مواجهة قصيرة قدر الإمكان حتى بثمن استخدام قوة أكبر بكثير، نتيجة الهزال الذي أظهرناه في الجرف الصامد ونراه الآن يوميا في مئات العمليات”.

وتابع: “إذا قرر أحد ما استفزازنا فالرد يجب أن يكون فوريا وليس متوازنا، اللغة الوحيدة المفهومة في الشرق الاوسط هي رب البيت جن جنونه”.