عاجل

السبت 27/يوليو/2024

جبل البابا.. تجمع بدوي يواجه نكبة تطهير عرقية جديدة

جبل البابا.. تجمع بدوي يواجه نكبة تطهير عرقية جديدة

تتعرض التجمعات البدوية الواقعة شرق القدس المحتلة إلى حملة  تطهير عرقي تهدف إلى السيطرة عليها وإقامة المشاريع الاستيطانية على أنقاضها.

وتبرر سلطات الاحتلال مخططاتها الاستيطانية بأن السكان ليس بحوزتهم وثائق تثبت ملكيتهم للأرض، وأن الترحيل سيحسّن من ظروفهم المعيشية، فيما يتمسك هؤلاء بحقوقهم في العيش بأرضهم ومنازلهم.

ومن التجمعات المستهدفة، جبل البابا المهدد بالهدم والترحيل، ويسكنه عرب الجهالين منذ خمسينيات القرن الماضي، ويبلغ عدد سكانه في يومنا الحالي حوالي 400 نسمة مقسمين على 56 عائلة.

وتمت في الجبل حديثا 37 عملية هدم، بالإضافة إلى وجود 55 إخطارا بالهدم، ويقع جبل البابا على مساحة جغرافية مقدرة بـ 2500 دونم.

نكبة جديدة
وقال عطا الله مزارعة رئيس لجنة حماية جبل البابا لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” إن جبل البابا يقع في قلب منطقة التجمع الاستيطاني “E1” وقوات الاحتلال معنية بطرد السكان الفلسطينيين منها والسيطرة على المنطقة، مشيرا إلى أن عمليات الهدم المستمرة والاقتحامات المتواصلة بهدف الضغط على السكان وتهجيرهم منها.

وأكد مزارعة رفضه لكل الضغوط والمحاولات الصهيونية، وقال: “لن نستجيب لضغوطات الاحتلال في الرحيل عن المنطقة. سنبقى هنا لأنه لا يوجد بديل لنا سوى البقاء والاستقرار فيها”.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال تعاود تنفيذ نكبة جديدة بحق أهالي التجمع البدوي، لافتاً إلى قيام الاحتلال وطواقم الإدارة المدنية الصهيونية يوم الأحد الماضي باقتحام منطقة جبل البابا وحصار المنطقة بالكامل.

وشرع الاحتلال وقتها بإخراج السكان من منازلهم، وهدم 12 كرفانا مقدمة من الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى تشريد حوالي 90 شخصا أغلبيتهم من الأطفال.

وقال إنه “في أعقاب عملية الهدم الأخيرة، يعيش المتضررون منطقة الجبل في خيام مقدمة من مؤسسة الصليب الأحمر الدولي”، مؤكدا عزم الأهالي إعادة بناء المنازل المهدومة للسكن فيها.

وأشار مزارعة إلى أن تجمع جبل البابا أقيم بعد نكبة عام 48 وانتقل ممثلو التجمع للعيش إلى هنا، مبيناً أن معاناة التجمعات البدوية بدأت عندما بنت قوات الاحتلال مستوطنة “معاليه ادوميم”.

الوضع الاقتصادي
وأكد أن المجتمع البدوي شريحة مهمة من الشعب الفلسطيني، والأرض التي نعيش عليها فلسطينية، ومن حقنا العيش عليها، ولن نقبل أي بديل عن هذا المكان، وإن كانت قوات الاحتلال الصهيوني لا تريد بقائنا هنا فلتسمح لنا بالعودة إلى أرضنا في النقب التي شردنا منها قسرا عام 48، كما قال.

ونوه مزارعة إلى أن أهالي التجمع يعتمدون في مصدر رزقهم على الثروة الحيوانية وبسبب جدار الفصل العنصري لا يوجد سوى مدخل وحيد للتجمع.

وحاصرت قوات الاحتلال التجمع اقتصاديا منذ عشر سنوات، ومنعت الكثير من أبنائه من الحصول على تراخيص للعمل داخل مدينة القدس، مشيرا إلى اضطرار السكان للقبول بإغراءات الاحتلال من خلال منحهم الأموال مقابل إخلاء المنطقة إلا أنهم رفضوا ذلك.

وتوجه رئيس لجنة حماية جبل البابا للمجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال لوقف مجازره بحق أبناء التجمع والوقوف إلى جانبهم ومناصرتهم على اعتبار أن قضيتهم عادلة.

وقال مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية  في إيجاز صحفي، إن تجمع جبل البابا يقع ضمن منطقة مخطط لها أن تكون جزءا من توسعة مستوطنة معاليه أدوميم (خطة شرق1)، وهو تجمع من بين 46 تجمعا وسط الضفة الغربية، يعتبر الأكثر عرضة لخطر الترحيل القسري.

ويؤدي تدمير المنازل ومصادرة كسب الرزق إلى خلق ضغوط على الأسر للرحيل، مما يفاقم خطر الترحيل القسري الذي قد يُعتبر انتهاكا خطيرا لاتفاقية جنيف الرابعة.

وحذر حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح خلال زيارة تضامنية للعائلات البدوية في تجمع جبل البابا، من خطورة التصعيد الصهيوني في تهويد القدس والتهجير القسري بالجملة الذي يمارسه الاحتلال ضد التجمعات البدوية لصالح المشاريع الاستيطانية وخاصة مشروع E1؛  والذي يهدف لربط مستوطنة معالي أدوميم بمستوطنات القدس وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.

ويؤكد عبد القادر على ضرورة دعم التجمعات البدوية في بادية القدس بصورة جادة وفعالة من أجل تمكينها من الصمود أمام المشاريع الاستيطانية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات