الأربعاء 30/أبريل/2025

طائرة هيرمس.. تكنولوجيا الاحتلال أمام رجال الأنفاق

طائرة هيرمس.. تكنولوجيا الاحتلال أمام رجال الأنفاق

سيطر هوس أنفاق المقاومة على صناع القرار في الكيان الصهيوني، وباتوا يسعون بشتى الطرق للقضاء عليها وعلى مجهزيها، وينفق الملايين في سبيل مكافحتها، وكان من آخر هذه الوسائل طائرة بدون طيار تسمى “هيرمس”، مجهزة على حد زعمهم لتنتظر المقاومين عند خروجهم من الأنفاق.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما نشره موقع “والا” حول هذه الطائرة تحت عنوان “النار في عيونهم..السرب ينتظر مخربي حماس حتى يخرجوا من الأنفاق”.

هيرمس 450
ففي لقاء أجراه موقع “والا” مع ضباط في قاعدة طائرة هيرمس 450  يقول أحدهم “عندما يخرج المخرب من الأنفاق سنكون متابعين الوضع تماما ونراقب؛ نذهب ونصعد السلالم المعدنية بحذر وندخل الشاحنة، ونقوم بتشغيل السرب غير المأهولة (الطائرات بدون طيار)، وتبقى الهواتف خارج السيارة خوفا من الاستماع وتسرب المعلومات السرية”.

ويتابع: “ونغلق  الباب بإحكام ويتم تشغيل المكيف لأن الهواء يُبقي على جو من اليقظة، ويشرف “ثلاثة مشغلين” بمراقبة الطائرات من خلال الشاشات بدرجة كبيرة في عدة محاور تكون أمامهم، ويرون صور الفيديو بالأبيض والأسود”.

يضيف الضابط: “هذه الطائرة بدون طيار تسمى “هيرميس 450″ تم تصميمها لمتابعة وتوثيق البيانات من غزة، وما يحدث من خلال الكاميرات المتقدمة؛ ترى المنازل المزدحمة جدا والمظاهر في مخيمات اللاجئين، في حين يقوم المشغلون على إدارة النقاش المهني حول المعلومات التي تحصل عليها تلك الطائرات بشكل واضح على الشاشة”.

ويقوم الضابط بشرح معاينة أهداف الطائرات؛ فيقول “الخطوة الأولى هي تحديد المناطق الهيكلية التي تشتبه بها الاستخبارات حيث يجري النشاط الإرهابي، فكل هدف هو عبارة عن سلسلة من 12 رقم على ورقة بيضاء، والقائمة تطول، يتم تدريب القوة على تحديد الأهداف وتحديد المشتبه بهم في الفضاء، واكتشاف المعلومات الاستخباراتية الأكيدة عن المخربين وعملهم تحديدا في الأنفاق”.

قاعدة متنقلة
ويتابع الضابط: “يقوم مبدأ تشغيل الطائرة من داخل شاحنة تتحرك من مكان لآخر أثناء سقوط القذائف والصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لحظة الحقيقة يشمل المسح الضوئي معاينة العوامل التي يمكن أن تساعد في تحديد طائرات سلاح الجو لمهاجمة الهدف، ويقوم مشغل النظام بتحديد المدنيين الذين لم يشاركوا في العماليات الإرهابية ويعلن”منطقة مسح نظيفة”.

ضابط كبير في السرب تحدث في مقابلة خاصة مع موقع “والا” يقول “إنه بعد الجرف الصامد فهمت حركة حماس وفقا لنطاق الأهداف التي تم ضربها، قامت حماس بعملية التحقق وتعلمت الدرس، ولا أحد يعلم متى تكون المواجهة القادمة، وبطبيعة الحال إن حدثت ستشارك تلك الطائرات في العملية”.

وينقسم السرب -وفقا للضابط- إلى عمليات طبيعية وطوارئ: يتم جمع المعلومات الاستخباراتية عن العدو والأهداف الإنتاجية الجارية في الوقت الحقيقي ومن بنك الأهداف، وإطلاق النار تجاه تلك الأهداف، واكتشاف أي تفاصيل حول الذين يعملون في الأنفاق التي شيدتها حماس بعناية في غزة.

ويشير الضابط، “في الماضي كنا منشغلين في كمية الأهداف، والآن نتعامل مع نوعية منها واستكشاف تأثيرها على المنظمات التي نحاربها، ونحن نسميها الحرب البرية المتكاملة، ونقوم بمتابعة ليس فقط أسلوب قتال الطائرات بدون طيار وطائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة والدبابات، وجنود المشاة والمدفعية والهندسة، بل يتعدى ذلك”.

ويقول قائد السرب “نحن فخورون بأن نتعاون مع القوات العسكرية الأخرى، إذ أنها في ضائقةعلى نحو متزايد؛ فتوسيع التدريب مع القوات البرية يصبح ذا مغزى، اليوم القادة يحصلون على قرص مضغوط حيث يمكنك أن ترى الفيديو وصور أماكن مناورة الحرب، الجميع يعرف أن هناك أهمية كبيرة لهذه النوع من الطائرات لتغطية هجوم الجيش على الأرض، لذلك نحن نفعل كل شيء متاح من تسجيل المعلومات للقوات المناورة والتي ستكون أكثر دقة”.

عقيدة حماس القتالية
ضابط  أخر ضمن السرب يقول “وهناك واحدة من التغيرات في التفكير ينعكس في تدريب وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي وهي وحدة ماجلان، تقوم بتدريبات وغارات على أهداف إرهابية مصحوبة باستخدام طائرات بدون طيار من السرب، على افتراض أن حماس سوف تستخدم الطائرات لموقع عمليات الجيش، والهدف من هذه الطائرات بدون طيار هو لتحديد موقع النشاط على الأرض أثناء إستعداد مقاتلي ماجلان للقتال، وفي نهاية التمرين نقوم بإرسال قرص مضغوط مع لقطات الفيديو التي أخذتها الطائرات بدون طيار مع ردات الفعل المهنية”.

ضابط آخر في السرب يقول “تهديد الجيش الإسرائيلي في تغير مستمر، وقد تعلم وتحسنت قدراته على الرسم البياني التابعة للعدو، لذلك يمكن للعدو أن يستخدم الاحتيال والخداع، وكمثال على ذلك عملية “الجرف الصامد”، كان مقاتلو وحدة النخبة التابعة للقسام مجهزة ومشابهة جداً لقوات الجيش الإسرائيلي في القتال، وتلبس خوذة مع الأربطة المطاطية للأحذية”.

يمضي بقوله “كان هذا يشكل مصدرالقلق الرئيسي لتحديد الإرهابيين وقوة الجيش الإسرائيلي واتجاه إطلاق النار، وقد زودتنا في السنوات الأخيرة المعدات التكنولوجية المتقدمة، حيث نتمكن من خلال لمبة صغيرة تعطينا إشارة قبل لحظات وقوع الخطر، لكن هناك تحدٍّ كبير لنا وهو لأي وقت سنبقى نساعد الطائرات والقوات على تحديد الأهداف في ظل هذه المخاطر المحدقة”.

وختم قائد السرب بالقول”عقيدة حماس القتالية الجديدة هي نقل ساحة القتال لداخل إسرائيل؛ في عملية “الجرف الصامد” جاءت سيطرة حماس من خلال الأنفاق الهجومية التي حفرت لتصل لداخل إسرائيل، والتحدي الذي يواجهنا تحديد المخربين الذين يخرجون على شكل مجموعات صغيرة من الأنفاق، لمحاربة إطارات كبيرة وهم يرتدون زيا مشابها لجيشنا، وهي تحاول أن تفعل كل شيء لتضليلنا، وإذا هاجم سلاح الجو الإسرائيلي عن  طريق الخطأ مواطني إسرائيل سيكون خطأ لا يمكن رفعه، ويجب أن تكون متأكد ألف في المائة، وليس هناك مجال للخطأ”.

نفسية مضطربة
محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” يرى في ما سبق ذكره عن الطائرة التي تم الإفصاح عن أهدافها؛ أن هذا يصب في خانة التسرية عن خوف الكيان وهوسه بقضية الأنفاق الهجومية، ومحاولة تطمين لسكان غلاف غزة الذين باتوا يحلُمون ليل نهار بأن مجاهدي القسام قادمون إليهم من تحت الأرض.

وأضاف المحلل؛ يأتي الإفصاح عن تلك الطائرة من قبيل التهديد والتخويف لقطاع غزة بشكل عام والمقاومين بشكل خاص، في أسلوب للحرب النفسية يصب في “صراع الأدمغة” بين المقاومين والكيان، وقد سبق تلك الطائرة الكثير من الوسائل والمعدات كما “القبة الحديدية وقبة الأنفاق وطائرة الكميكاز” والكثير من الأسلحة التكنولوجية.

ويختم المحلل؛ إن هذه الأسلحة لتعبر بشكل واضح عن نفسية الكيان المضطربة؛ وأنه يعيش في دوامة وصراع نفسي مع أنه يحاصر القطاع منذ أكثر من عشرة أعوام، وخاض ثلاثة حروب ضد مقاومته، واستخدم أكبر ترسانة عرفها الشرق الأوسط وخرج يجر أثواب الهزيمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حملة دهم واعتقالات في الضفة

حملة دهم واعتقالات في الضفة

الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات بعد...

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني عبر منع الماء والغذاء...