السبت 06/يوليو/2024

بعبع ليبرمان

د. خالد معالي

بتسليمه حقيبة الجيش؛ وتعيين البلطجي “أفغدور ليبرمان” – نمر من ورق- وزيرا للحرب والعدوان وسفك دماء الأطفال والشيوخ والمتوقع مستقبلا في الضفة الغربية؛ وغزة بشكل أكبر وأكثر حقدا؛ فان كيان الاحتلال يكون قد عرى نفسه بنفسه؛ وكشف أكثر عن حقيقة إرهابه وإجرامه أمام المجتمع الدولي؛ الذي يعي ويعرف أن” ليبرمان” ماضيه كان بلطجيا وحارسا لبيوت الدعارة؛ وهو ما صرح به وزير حرب الاحتلال المستقيل “يعلون”؛ من أن كيانه يسير ويتجه بسرعة نحو الفاشية.

من خلال استعراض مراحل وحروب الاحتلال؛ فقد كان كيان الاحتلال وقت ما كان في أوج قوته؛ كان يفعل؛ ومن ثم يقول ويهدد؛ لكن الآن الملاحظ؛ انه يهدد شمالا ويمينا؛ ولا يفعل؛ كون التغييرات المتسارعة في العالم؛ أوجدت معادلات جديدة تختلف عما سبق من معادلات؛ كانت الكلمة العليا فيها لكيان الاحتلال الغاصب؛ وعلى ما يبدو أن “ليبرمان” ما زال يعيش في الماضي.

عبر التاريخ؛ كانت على الدوام تصاحب مرحلة الإفلاس والضعف؛ إطلاق التهديدات على اليمين والشمال؛ وهو ما يقوم به الإرهابي “ليبرمان”، الذي هدد بقصف السد العالي في مصر، وبتصفية الأسرى الفلسطينيين وقتلهم؛ وغيرها من تهديدات غير قابلة للتطبيق.

يبدو أن “ليبرمان” ما زال يظن نفسه “بعبعا” وأنه ما زال حارسا لإحدى البارات الليلية؛ ومن السهولة إطلاق التهديدات بقصف غزة والقيام بأعمال البلطجة، إلا أنه يرتكب هنا خطأ فادحا وقاتلا؛ فغزة اليوم ليست هي غزة الأمس.

لرفع رصيده لدى جمهوره الإرهابي مثله؛ راح “أفغدور ليبرمان” يتصور أنه بإطلاقه التصريحات التي تهدد غزة بشن حرب عليها؛ يعلو نجمه ويرهب أعداءه، وما عرف أن الأيام دول، وان ما كان يصلح للأمس لا يصلح لليوم.

تهديدات “ليبرمان” كثيرة جدا ولم يطبق ولو واحدا منها؛ فهي جعجة بلا طحين؛ وهي تصريحات للمزاودة وسط جمهور صهيوني حاقد؛ يحب أن يسمع التهديد والوعيد، لرفع شعبيته التي تقوم على التشجيع من قبل عصابات لا عمل لها سوى البلطجة.

كثرة التهديدات من دولة الاحتلال وتحديدا من “ليبرمان” دون تنفيذها؛ يشير إلى أن مرحلة اليد الطولى للاحتلال قد قصرت بشكل كبير، وباتت أقوال الاحتلال أكثر من أفعاله، عكس الماضي، حيث كانت أفعاله تسبق أقواله.

في جميع الأحوال؛ وبرغم كثرة الاحتمالات والمتغيرات؛ لن تسمح دولة الاحتلال بسهولة جدا؛ بنقل المعركة مجددا لمدنها؛ عبر قصفها بصواريخ غزة؛ لمجرد مهاترات وتهور ليهودي روسي متعطش لسفك الدماء؛ ولا يعرف عواقب تهديداته ولا أعماله العدوانية.

حياة وعالم “ليبرمان” الخاص به قائم على الزعرنة والبلطجة وسفك الدماء. عالم اليوم لا يفهم إلا لغة القوة ولا يحترم الضعفاء، وذرف الدموع لا يجدي نفعا في استرداد الحقوق؛ بل يجب البحث عن أسباب القوة ومصادرها وامتلاكها لمواجهة بلطجة “ليبرمان”.

في كل الأحوال ما لا يريد فهمه “ليبرمان” أن التهديد شيء؛ والفعل شيء آخر، وغزة قادرة على أن تؤلم وتوجع دولة الاحتلال أكثر بكثير من الأوقات السابقة.

وجود دولة الاحتلال في جسم الأمة العربية والإسلامية هو أمر طارئ وغريب، وقرع “ليبرمان” لطبول الحرب في المنطقة هذه المرة هو تسرع وعمل طائش غير محسوب وغير مدروس النتائج؛ فالمعادلة الآن تختلف كلية.

سريعا؛ سيتبخر في الهواء “بعبع” وزير حرب الاحتلال “ليبرمان” على أعتاب غزة؛ إن هو شن حربا عدوانية جديدة عليها؛ وما عجز وفشل به الجيش الذي لا يقهر على أبواب غزة؛ ثلاث مرات في حروب عدوانية إجرامية؛ لن ينجح فيه “ليبرمان” ضعيف الخبرة العسكرية، والشاطر فقط؛ في التهديد والوعيد والجعجعة، وإطلاق التصريحات الصادمة والمثيرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات