الأربعاء 26/يونيو/2024

معهد الأمن القومي الصهيوني.. مَعقِل جنرالات الحرب

معهد الأمن القومي الصهيوني.. مَعقِل جنرالات الحرب

تشكل مراكز الأبحاث الاستراتيجية في دولة الكيان الصهيوني مصدراً أساسياً للتخطيط المستقبلي، حيث يستقي منها صنًاع القرار خطط إدارة الكيان في جميع النواحي.

هذه المراكز التي ينفق عليها الاحتلال الصهيوني الملايين، تمثل عصبا مركزيا لكيانه، حيث يديرها مجموعة من القادة العسكريين والأمنيين المتقاعدين.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” ألقى الضوء على أبرز المراكز البحثية للكيان الصهيوني، والتي سيتم عرضها على شكل حلقات متسلسلة.

“معهد الأمن القومي الصهيوني”

تأسس مركز الدراسات الاستراتيجية في عام 1977 بمبادرة من جامعة “تل أبيب” من قِبَل البروفيسور حاييم بن شاحار واللواء أهارون ياريف (كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وعمل كملحق عسكري في الولايات المتحدة وكندا، قائدا للواء غولاني سابق، مستشار رئيس الأركان خلال يوم الغفران) ترأس أيضا المعهد منذ تأسيسه وحتى وفاته في عام 1994.

ويقدَم المركز باعتباره إنجازا عظيما لـ”إسرائيل” في دراسة الأمن، وبالتالي تأسست قضية “الدفاع والأمن الوطني في مجال البحوث”،  وفي عام 1983 تم تغييراسم المعهد من مركز الدراسات الاستراتيجية إلى مركز “جافا” للدراسات الاستراتيجية.

في أكتوبر 2006 أُنشأ “معهد دراسات الأمن القومي” على نفس فكرة  مركز جافا، وهو مؤسسة بحثية مستقلة تعمل في “إسرائيل”، وهيئة خارجية صادرة عن جامعة “تل أبيب” ويعمل في مجالات متنوعة تتعلق أساسا بالأمن القومي للكيان وكجزء من أنشطته.

يَعقد المعهد ندوات ومؤتمرات ويصدر مختلف المنشورات بما فيها الدراسات والمجلات، وتستند ميزانيته على صندوق المعهد، وبدعم من مجلس التعليم العالي والتبرعات والمنح الخارجية.

المدير الحالي للمعهد هو اللواء عاموس يادلين من مواليد 20 نوفمبر1951 هو ضابط متقاعد في جيش الاحتلال، وفي عام 1989 عُين رئيسا لقسم التخطيط في الجيش الصهيوني ثم رئيس الأركان، وفي أبريل 1990 تمت ترقيته إلى رتبة عقيد، وفي عام 2000 عُين رئيسا لقيادة سلاح الجو، وعين بعدها رئيسا للاستخبارات العسكرية “أمان”، وبعد خروجه من الجيش ما زال يرأس للآن معهد الأمن القومي، وهناك توقعات كبيرة إن توسعت حكومة نتنياهو أن يكون هو رئيس الدفاع خلفاً ليعلون.

أهداف المعهد

أهداف معهد الأمن القومي؛ إجراء البحوث الأساسية التي تلبي المعايير الأكاديمية، من أعلى المعدلات في الأمور المتصلة بالأمن القومي لـ”إسرائيل” والشرق أوسطي والنظام الدولي، وأهداف أخرى تساهم في النقاش العام والمداولات الحكومية و جدول أعمال أمن “إسرائيل”، وكذلك تقديم توصيات بشأن السياسات لصانعي القرار وقادة الرأي في “إسرائيل”.

ويبحث المعهد مجموعة متنوعة من المجالات؛ مع التركيز على القضايا ذات الصلة بالأمن القومي الإسرائيلي، ونشر نتائج كتبه وأبحاثه والمقالات والتقارير الخاصة والمذكرات، ونشر معظم المطبوعات باللغتين العبرية والإنجليزية بالتوازي، وهي موزعة في قائمة المطبوعات من المشتركين، و تحميلها على موقع المعهد، بالإضافة إلى ذلك فإن المعهد يعقد ندوات ومؤتمرات حول مواضيع مختلفة ومفتوحة للجمهور.

المشاركون في المركز هم ممن تراكمت خبراتهم في المجالات الأكاديمية والأمن وإدارة السياسة في “إسرائيل”،  ويحافظ على علاقة قوية مع البيئة الأكاديمية، مع الحفاظ على علاقات عمل مع المؤسسة السياسية والعسكرية.

ويركز معهد الأمن القومي على البحوث المتعلقة بالحرب الإلكترونية وحرب المعلومات، والبحوث المتعلقة بالأمن القومي والاستراتيجي، كذلك البحوث المتعلقة بالتوازن العسكري في الشرق الأوسط وقضايا الإرهاب.
 
نشاطه ومشاريعه البحثية

هناك مجموعة من الخطط والبرامج والمشاريع التي يعتبرها المعهد في سلم أولوياته:

أولا- الخطط العسكرية والاستراتيجية : يرأسها “غابرييل سيبوني” وهوعقيد احتياط وقائد سابق للواء غولاني، وهو مدير برنامج البحوث بالمعهد في مجالات الحروب العسكرية والإنترنت، ومتخصص وباحث في العمليات والتغيرات والاتجاهات في هيكل القوة الميدانية العملية والجيوش في جميع أنحاء العالم، فضلا عن الحروب والعمليات العسكرية في الماضي والحاضر، كذلك يدَرِّس أساليب  قتال المنظمات الإرهابية في “إسرائيل” وحول العالم، وهو واضع خطة لمجلة تحت عنوان”الاستراتيجية العسكرية”، وشارك في أبحاث السايبر والأمن.

ثانيا- مشروع الإرهاب وانخفاض كثافة الصراع: يرأسها (“يورام شفايتسر” خدم كضابط مدفعية، وهو أحد كبار الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي ) ويتعلق المشروع الذي يترأس فيه؛ بالأبحاث الذي تختص بالمنظمات الفلسطينية الإرهابية ضد “إسرائيل” في الأمن والسياسة، وأبحاث عن الجهاد العالمي وسوريا وإيران وحزب الله،  كذلك يتناول مشروع الاتجاهات وأساليب عمل المنظمات الإرهابية، بما فيها التفجيرات الانتحارية، فضلا عن أساليب التشغيل ومكافحة الإرهاب.

ثالثا- مشروع التوازن العسكري في الشرق الأوسط: يرأسه “يفتح شيفر” (رئيس برنامج البحوث في الميزان العسكري في الشرق الأوسط، الذي عمل كضابط في سلاح الجو؛ حيث أكمل خدمته برتبة عقيد، وله خبرة واسعة في مجال تكنولوجيا المعلومات وبحوث العمليات، وحاصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء والكيمياء من الجامعة العبرية، وماجستير في إدارة الأعمال من كلية إدارة الأعمال في جامعة ريكاناتي بايطاليا وتل أبيب) ومشروع شيفر عبارة عن قاعدة لجمع البيانات،  تشمل البيانات معلومات عن حيازة الأسلحة وإنتاج وتجارة الأسلحة بمنطقة الشرق الأوسط، فضلا عن التعاون بين مختلف الجيوش في المنطقة، وهذا المشروع يعطي “إسرائيل” مصدرا دقيقا عن كل ما يتعلق بالقوات العسكرية في الشرق الأوسط.

رابعا- برنامج العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية : برئاسة (العميد احتياط “شلومو بروم” شغل منصب رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في مديرية التخطيط بالاستخبارات العسكرية، شارك في حروب الاستنزاف، وحرب يوم الغفران في عملية الليطاني وحرب لبنان الأولى وفي الانتفاضة الأولى) وهو نائب مستشار الأمن القومي، وباحث بارز في معهد دراسات الأمن القومي، برنامجه يتناول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في محاولة لتشكيل التوصيات المتعلقة بالسياسة العامة في مجال الأمن والوضع السياسي، وهناك مشاركين معه في البحوث.

خامسا- خطة لضبط التسلح والأمن الإقليمي: برئاسة (الدكتور”إميلي لانداو” تُدرس استراتيجية التفاوض، والحد من التسلح في المجال النووي في جامعة “تل أبيب” منذ عام 2004، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس والماجستير من جامعة “تل أبيب”، وعلى شهادة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس) مجالات اهتمامها في البرامج التي تشمل التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، وبرنامج إيران النووي، والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وأوروبا لمنع انتشارها، والإرهاب البيولوجي.

سادسا- خطة الجبهة الداخلية الإسرائيلية : برئاسة الجنرال “مئير إيرلان” كان برتبة عميد في الجيش وشغل منصب نائب رئيس الاستخبارات العسكرية، شارك في مفاوضات اتفاق السلام بين “إسرائيل” ومصر، وشارك في حرب الأيام الستة وحرب الاستنزاف وحرب يوم الغفران وعملية الليطاني وشارك في حرب لبنان الأولى والانتفاضة الأولى، عمل كمستشار استخباراتي خاص للجنة “فينوغراد”، ويحمل درجة البكالوريوس في دراسات الشرق الأوسط والعلوم السياسية من الجامعة العبرية، وعلى درجة الماجستير من جامعة إنديان، يعمل في المعهد ببرنامج قضايا مختلفة في مجال الحماية من حالات طوارئ الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مع التركيز على جاهزية الجبهة الداخلية للحرب والتعامل مع الحوادث الإرهابية.

سابعا- القانون الدولي وخطة الأمن القومي: برئاسة الدكتور” يهودا بن مئير” (ولد في نيويورك وجاء لإسرائيل مع عائلته، والده هو شلومو بن مئير كان زعيم الحزب القومي الديني، درس يهودا في جامعة يشيف، حاصل على شهادة دكتوراه في علم النفس، من عام 1961 وهو محاضر في جامعة بارايلان، انضم في عام 1962 للحزب القومي الديني) يُجري برنامج مسح سنوي للرأي العام فيما يتعلق بالأمن القومي، ويعمل بحوثا حول قضايا مثل الجبهة الداخلية ومسألة القوة الوطنية، والعلاقات العسكرية والاجتماعية مع صنَاع القرار، والأقليات في “إسرائيل” وتأثيرها على صنَاع الرأي والأمن ووسائل الإعلام الوطنية في قضايا الأمن القومي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات