الإثنين 01/يوليو/2024

القيق حرًّا.. ثلاثية الفرح تغيظ المحتل

كانت عيون الجماهير، ومحبيه تذرف دموع الفرح، وهم ينظرون إليه، وهو يحتضن أطفاله، ووالده وزوجته وإخوانه.

محمد القيق أطلّ على الجماهير المحتشدة ملوحًا بيده لمحبّيه ومناصريه من أنصار الحركة الإسلامية الفلسطينية وأنصار الحرية، كانت الشوارع تضج بالسيارات التي أضاءت أضواءها وأطلقت صافراتها.

فرحة محمد بالإفراج عنه من سجون الاحتلال، بعد معركة الإضراب عن الطعام التي استمرت 3 شهور، وفرحة ذويه، وشعبه، تشكل ثلاثية أغاظت الاحتلال، ويدلل على ذلك هاجس الاحتلال من تلك الفرحة حينما أقدم على الإخلال بمكان الإفراج المعتاد (معبر الظاهرية بالخليل)، والإفراج عنه بالقرب من مفترق الفوار.

كسر هيبة “الشاباك”
ففي حديث خاص، مع مراسلنا، أكد الأسير المحرر محمد القيق، أن الإفراج عنه كسر هيبة الشاباك الصهيوني الذي يدفع باتجاه ملاحقة الشعب الفلسطيني، ومصادرة رأيه وموقفه.

وقال القيق: “كنت على قناعة بأنني سأنتصر مهما طال الإضراب، وإن لم يتحقق ذلك فالنتيجة الأخرى أعظم؛ إنها الشهادة”.

“كان محققو الشاباك الصهيوني يدركون أنني جادّ في إضرابي وصمودي، وحاولوا تركي وحدي في منتصف إضرابي وحولي بعض الطعام والشراب ظنًّا منهم أنني قد أتناول خلسة بعض الطعام.. كاميراتهم الخفية أكدت لهم أنني جادٌّ جدًّا في صبري وصمودي وإضرابي”، يقول الأسير المحرر.

يتابع القيق، أن الامتناع عن أخذ المدعمات أحبط الشاباك، وإدارة السجون وأشعرهم أنهم أمام معركة حقيقية، وليس مناورة مطلبية.

“الانتصار تحقق”
فيحاء شلش زوجة الأسير القيق كانت في قمة الفرح، وهي بين النسوة تنظر إلى هذا الفارس، الذي ترجّل، والذي كادت تفقده بين لحظة وأخرى.
 
تقدمت بين الجماهير وهي تستقبل زوجها وتعانقه بكل رباطة جأش وثقة، ثم تعود إلى الوراء لتكمل رسالتها كعادتها أيام المعركة؛ فتدلي بالعديد من التصريحات لوكالات الأنباء والفضائيات والمحطات الإذاعية.

تقول لمراسلنا، وهي تحتضن طفلها: “إنني اليوم في قمة السعادة وأنا أستقبل زوجي الذي أدار معركته بعزم وإصرار، رغم أنني كنت خائفة جدا عليه، وكان يساورني هاجس بين لحظة وأخرى وخاصة عندما أسمع جرس الهاتف ربما يكون خبر استشهاد محمد”.

وأضافت الصحفية شلش: “اليوم وأنا أراقب وأشاهد محمدا أمامي وهو يلوح للجماهير وقد استقبلته واحتضنته، أدركت أن الانتصار تحقق، وأن محمدا انتزع حريته من براثن العدو”.

“الفرحة تكتمل بحرية باقي الأسرى”
الشيخ أحمد القيق، والد محمد، يقول لمراسلنا، إنه فرح باستقبال نجله محمد حيًّا بعد أن أشرف على الشهادة، ولكنه أشار أنه لن تكتمل فرحته إلا بحرية باقي الأسرى.

ووجه الشيخ القيق، التحية والشكر للشعب الفلسطيني، “الذي أبلى وفاءً، ووقف إلى جانب محمد في معركته”.
 
وفاء للحركة الأسيرة
 النائب محمد مطلق أبو جحيشة، أشار إلى أن هذا الاستقبال المميز للأسير القيق يعكس الوفاء للحركة الأسيرة.

وقال لمراسلنا: “لقد تمكن الأسير محمد القيق بأمعائه الخاوية أن يكسر قيده، وأن يقهر سجانه، وأن يرسم معادلة جديدة في مواجهة الاعتقال الإداري الظالم، كما تمكن أيضا من توحيد الشارع الفلسطيني حول قضيته العادلة”.

وعدّ القيادي في الجبهة الشعبية عبد العليم دعنا أن الإفراج عن الأسير محمد القيق يشكل انتصارًا للحركة الأسيرة التي تحتاج منا الكثير.

وأضاف دعنا في حديث خاص لمراسلنا: “لقد تمكن الأسير القيق من كسر حاجز الصمت وتفعيل قضية الأسرى أمام السياسيين الذين أهملوها ولم يعطوها أدنى اهتمام في سياساتهم.. فجاء إضراب الأسير القيق وزملائه الآخرين ليشكل إشراقة جديدة في قضيتهم وإبرازًا لها في ظل الصمت السياسي”.

انتصارا لخيار المقاومة

أما الأسير المحرر والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، فيقول، إن انتصار القيق، يعد انتصارا لخيار المقاومة القادر على مواجهة الاحتلال ومخططاته.

وتابع في حديث لمراسلنا، “إن حرية القيق تأتي رفضًا للاحتلال، وكسرًا لهيبة المؤسسة العسكرية الصهيونية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات