الأربعاء 30/أبريل/2025

النكبة الفلسطينية .. إحلال ديموغرافي ونكبة ثقافية

النكبة الفلسطينية .. إحلال ديموغرافي ونكبة ثقافية

بموازاة الإحلال الديموغرافي الناجم عن تهجير مئات آلاف الفلسطينيين من بلداتهم داخل الأراضي المحتلة عام 1948، عمدت العصابات الصهيونية إلى سرقة عشرات آلاف الكتب والمخطوطات الفلسطينية لتقترف أكبر سرقة ثقافية في ذلك الزمن.

وفي الذكرى الـ68 للنكبة، ينشط فلسطينيون داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948، من أجل استعادة الكتب المسروقة من منازل المثقفين الفلسطينيين والمكتبات الوطنية خلال “النكبة” عام 1948.

نكبة ثقافية
وقال رئيس جمعية “فلسطينيات”، جهاد أبو ريا، إن نكبة عام 48، “والتي انتهت بسيطرة العصابات الصهيونية على الأرض الفلسطينية”، رافقها “نكبة ثقافية”، تمثلت في سرقة عشرات آلاف الكتب، مؤكدا الشروع في حملة توعية حول قضية الكتب المسروقة والتخطيط لتنظيم حملات شعبية واسعة، لإثارتها على المستوى المحلي والدولي للمطالبة باستعادة تلك الكتب.

ونقلت “قدس برس”  عن أبو ريا قوله إن النكبة الثقافية تمثلت بـ “سرقة أكثر من 100 ألف كتاب ومخطوطة ثقافية من البيوت والمساجد والمؤسسات والمكتبات العامة الفلسطينية”.

ولفت جهاد أبو ريا، إلى أن بعض أصحاب الكتب المسروقة من رام الله والقدس، حاولوا استعادتها، لافتًا إلى أن هذه العملية “لن تكون سهلة”، وفق تقديره.

ويُحيي الفلسطينيون اليوم الأحد الموافق 15 من أيار/ مايو الجاري، ذكرى الـ “النكبة”، التي تزامنت مع تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين داخليًّا (للعديد من المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس)، وخارجيًّا (لبعض الدول العربية)، وقتل آخرين.

وأكد أبو ريا أن هناك مشاورات مع “أصدقاء للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج”، من أجل التوجه إلى “اليونسكو” للضغط على سلطات الاحتلال واستعادة الكتب.

نهب وسرقة
وطالب جهاد أبو ريا بـ”تفعيل سلاح المقاطعة” ضد المؤسسات “الإسرائيلية”، وضد الجامعة العبرية؛ حتى يتم استعادة الكتب المسروقة وإعادتها لأصحابها الشرعيين “الشعب الفلسطيني”.

وأشار إلى أن وحدة خاصة تابعة لـ”العصابات الصهيونية” كانت مسؤولة عن “نهب وسرقة” الكتب والمخطوطات من بيوت الفلسطينيين، وتطهير البلاد من كل ما يتعلق بالثقافة الفلسطينية.

وأضاف “بهذه الطريقة تم نهب عشرات الآلاف من الكتب والمخطوطات من البيوت والمكتبات الفلسطينية؛ خاصة في القدس الغربية ويافا وحيفا وغيرها”.

وبيّن المحامي الفلسطيني أن سلطات الاحتلال جمّعت بعد سرقة ونهب المواد الثقافية الفلسطينية كل المسروقات في المكتبة الوطنية بـ”الجامعة العبرية” في مدينة القدس على “أنها أملاك غائبين”.

وتابع “استهداف الثقافة الفلسطينية تواصل بعد نكبة عام 48، واستمرت عملية سرقة الكتب والثقافة الفلسطينية لسنوات، بالإضافة لاستهداف المثقفين الفلسطينيين بالاعتقال والاغتيال”.

سرقة الثقافة وملاحقة المثقفين
وأكد رئيس جمعية “فلسطينيات” أن العصابات الصهيونية أقدمت على سرقة الثقافة وملاحقة المثقفين؛ “بهدف خلق شعب بدون ثقافة، ترى فيها دولة الاحتلال خطرًا عليها”.

وأفاد أن 30 ألفًا من “الكتب المسروقة، سُرقت من القدس الغربية لوحدها، وموجودة حاليًّا في المكتبة الوطنية التابعة للجامعة العبرية في القدس المحتلة  تحت مسمى أملاك مهجرين”.

وشدد أبو ريا، على أن مكتبة الجامعة العبرية “شريكة في عملية النهب والسرقة، ومحاولة تطهير وطمس ثقافة الفلسطينيين”، داعيًا جميع المؤسسات إلى الضغط عليها لإعادة الكتب إلى أصحابها وفرض مقاطعة عليها.

وقال “الكم الهائل من الكتب والمخطوطات الثقافية، يدل على أنه كان يعيش في هذه البلاد شعب مثقف، يحب الثقافة والكتب، بعكس دعايات الحركة الصهيونية”.

وذكر أن 75 في المائة من الفلسطينيين قبل النكبة، كانوا أغنياء وميسوري الحال، وكانت أوضاعهم الاقتصادية ممتازة بشكل يتيح لهم اقتناء الكتب والمحافظة عليها إلى أن جاء الاحتلال وسلبهم إياها.

جهود لاستعادة الكتب المسروقة
وأكد أن الفترة السابقة (منذ نكبة عام 48)، لم تشهد حملات جدية تطالب بإعادة الكتب المسروقة، رغم أنه لا يزال أسماء أصحابها عليها حتى اليوم.

وقال: “حان الوقت لإعادة الكتب والمخطوطات الثقافية، وإعادة أملاك المهجرين لأصحابها”، مشيرًا إلى أنه إضافة إلى الجامعة العبرية، هناك كتب ومخطوطات في جامعات إسرائيلية أخرى وفي مراكز جيش الاحتلال.

وأكد الناشط الفلسطيني أن “السكوت عن سرقة ثقافة شعب مشاركةٌ للاحتلال في عملية السرقة والتزوير (…)، وهذا لا يليق بشعب نُهبت ثقافته وكتبه”.

وذكر أبو ريا أن عملية سرقة الكتب “لم تكن محض الصدفة، وإنما بناء على خطة ممنهجة ومدروسة للعصابات الصهيونية، وكانت تتم تحت حراسة أفراد هذه العصابات وبتوجيه منهم”.

وبيّن أن العصابات الصهيونية كانت تدرس الكتب والوثائق الفلسطينية “كمرحلة أولى لصقل عقلية وهوية جديدة للفلسطينيين، تتلاءم مع مصلحة الحركة الصهيونية وتثبت روايتها لهوية هذه الأرض، ولاستخدامها في محاربة الفلسطينيين”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات