حكايتي لم تنته.. معرض تشكيلي بجنين لذكرى النكبة

أحيت الفنانة التشكيلية فدار سمار الذكرى الـ (68) للنكبة الفلسطينية، على طريقتها من خلال مبادرتها لإقامة معرض للفن التشكيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية عرضت فيه لوحاتها الفنية التي جسدت من خلالها حكايات النكبة وحلم العودة.

وأمام لوحات متعددة عكفت سمار طويلا على تصميمها ورسمها، تتجسد حكايات النكبة بيد فنان تشكيلي لتعبر عما يدور في خلد الإنسان الفلسطيني حيال هذه المؤسسة.

ويرمز اسم المعرض “حكايتي لم تنته” إلى عنوان يعبر عن رسالة كل فلسطيني في ذكرى النكبة حسب سمار، فهو يورد الحكاية من وجهة نظر فلسطينية، ولكنه يؤكد أنها لم تنته فما زال في القصة بقية، وهي “العودة” حتمية الحدوث.

الفن المقاوم

وتستعرض سمار التي قامت بهذا العمل بجهدها الخاص مسارات المعرض ولوحاته المختلفة أمام المشاركين؛ ليكون معرضها أول نشاط ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة بجنين.

وتقول سمار إنها رسمت لوحاتها في مناسبات مختلفة لتجسد هذه الذكرى من زواياها المختلفة، فهو تعبير عن النكبة بريشة فنان شاب.

وتشير سمار إلى أن الفن يلعب دورا هاما في الصراع مع الاحتلال، حيث لعبت الأغنية والكاريكاتور والرسم والنحت والموسيقى أدوارا مختلفة في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

ولا يغيب المفتاح عن لوحات سمار، تماما مثلما لم يغب المفتاح عن كافة فعاليات النكبة، حيث غدا المفتاح الرمز الأول لهذه الذكرى، حيث ما زال كثير من اللاجئين يحتفظون بمفاتيح منازلهم قبل النكبة ويورثوها لأبنائهم وأحفادهم.

ويشير محمد خلف وهو يرنوا ببصره إلى صورة المفتاح إلى أن شعورا خاصا يتشكل لديه كلما نظر إلى لوحة تحمل مفتاح العودة، فهو يعزز اليقين لديه بأن العودة حتما ستتحقق.

مبادرات تستحق الدعم

ويضيف خلف إن المعارض الفنية والتشكيلية توسع دائرة توثيق النكبة من زوايا مختلفة، ولكنها لا تحظ بالاهتمام الكافي، شاكيا من نمطية أساليب وأدوات إحياء ذكرى النكبة من قبل المؤسسات عبر نماذج عمل تقليدية تتكرر كل عام.

ويؤكد الإعلامي علي السمودي وهو يجول في زوايا المعرض أن المعرض مبادرة رائعة تستحق التقدير والاحترام من الفنانة سمار.

وأردف: يغرس المعرض فيك لوحة يجب أن يعايشها كل فلسطيني في هذه الذكرى وهو لوحة الألم والأمل، فهذا تاريخنا وتاريخ قضيتنا الذي يجب أن نجسده بكل أشكال الفن.

وترى خلود السعدي أن هذا المعرض يسلط الضوء على قصية الإهمال التي يعانيها الفنانون الذين يجسدون أعمالهم في خدمة القضية، بحيث لا يحظون بالرعاية الكافية، فمثل هذه الأعمال تتم على نفقتهم الخاصة جهدا ووقتا ومالا.

وأردف: هذه رسالة لا تقل بلاغة عن أية رسالة أخرى بذكرى النكبة، لذلك يجب أن يشجع أصحابها ويدعمون بكافة الوسائل.