طالبتان بغزة تبتكران مشروعاً للتحكم بالأجهزة الكهربائية عن بُعد

“الحرب ملهمة”.. بهذه العبارة المقتضبة عبرت مريم شبير الطالبة في مدرسة ابن خلدون الأساسية (أ) للبنات بخانيونس، جنوب قطاع غزة، عن السبب الذي دفعها وزميلتها إسراء شبير لتصميم مشروعهما الخاص بالتحكم في كهرباء المنزل والأجهزة الكهربائية من خلال هاتف نقال.

عاشت الطالبتان أجواء الحرب، وشاهدتا أن المواطنين في المناطق “الحدودية” أو المناطق الداخلية يخاطرون بأنفسهم عندما يصلون لأراضيهم الزراعية لتشعيل مضخات المياة لسقايتها في الصيف، من هنا شعرتا بأهمية وجود ابتكار علمي يمكّن الناس من التحكم بريّ أراضيهم الزراعية عن بعد، كما يمكن أن يفيد بالتحكم بالأجهزة الكهربائية في البيت أيضا من خلال إنارة أو إطفاء البيوت عن بعد.

توضح الطالبتان شبير -حسب بيانٍ عن وزارة التربية والتعليم- أن فكرة المشروع الرئيسة “تكمن في تشغيل أو إطفاء إضاءة المنزل أو مضخة المياه باستخدام الهاتف النقال الملحق بنظام إلكتروني خاص؛ حيث إن اتصالاً على هذا الهاتف برنة واحدة يعني تشغيل، ورنتين يعني إيقاف التشغيل”.

وعبرت الطالبتان عن سعادتهما الغامرة وهما تشاهدان نجاح الفكرة ورؤيتها النور، وما زادهما سعادة وفخراً هو حصول المشروع على المركز الثاني في مسابقة الابتكار العلمي الأولى من نوعها على مستوى الوزارة وحصوله على المركز الأول على مستوى المديرية.

وتمنت الطالبتان أن يتحول النموذج الذي قدمتاه إلى تطبيق يخدم الفكرة التي عملتا لأجلها طوال الوقت.

من جانبهما أكدت المعلمتان المشرفتان على المشروع سلمى الأغا وسها الأزعر أنهما قدمتا المساعدة الكاملة للطالبتين بهدف تنفيذ الفكرة التي تستحق هذا العناء والاستعانة بالمتخصصين لترجمة الفكرة إلى واقع.

“أحلامهما تستحق منا تعزيز إبداعهما”.. هكذا عبرت مديرة المدرسة عايدة النجار عن دعمها المطلق للطالبتين في احتضان فكرة مشروعهما وتعزيز ثقتهما بالفكرة والمشروع، مؤكدةً أن الطالبتين قدمتا واجهة مشرقة للمدرسة.

أما أسماء أبو موسى رئيس قسم التقنيات بمديرية خانيونس، فقد أكدت أن المشروع يحمل فكرة إنسانية قبل أن يحمل إبداعًا علميًّا، ويؤكد على مدى انتماء الطالبتين في تلمّس احتياجات مجتمعهما، وأنهما تعملان على تسخير العلم في الحد من مشكلاتنا التي فرضها علينا الاحتلال.

بدوره؛ أكد عبد القادر أبو علي مدير تعليم خانيونس أن طاقات طلبتنا إبداعية وقدراتهم لامحدودة، داعيًا الجميع لتحمل مسؤولياته تجاه هؤلاء الطلبة؛ من حيث توجيه طاقاتهم بما ينفع مجتمعهم وأمتهم، وأنهم يؤكدون كل يوم أن شعبنا الفلسطيني يستحق الحياة الفُضلى.