المفاوضات اليمنية بالكويت تعيش لحظات حرجة

تعيش مباحثات السلام اليمنية المنعقدة بالكويت، منذ 21 أبريل/نيسان الماضي، “لحظات حرجة”، مع تواصل الانسداد في الرؤى بين الأطراف وتعثر بدء جلسات جدول الأعمال المقرر بعد توزيع المفاوضين إلى 3 لجان؛ أمنية وسياسية وإنسانية (المعتقلين والسجناء).

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر مقربة من أروقة المباحثات، أن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عقد صباح الأحد جلسات منفصلة مع رئيسي وفدي الحكومة الشرعية، والحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لتذليل الصعوبات التي تسببت في تعثر جلسات أمس السبت، وتم إقناعهم بالعودة إلى المباحثات.

واستدركت المصادر، أنه كان من المقرر أن تبدأ مساء اليوم جلسات مشتركة للجان الثلاث (الأمنية، السياسية، الإنسانية)، لكنها تعذرت أيضاً بعد حضور ممثلي الحكومة في اللجان الثلاث، وتخلف ممثلا الحوثيين وصالح، حيث تم إلغاؤها من قبل المبعوث الأممي، ليتعذر البدء في عمل اللجان لليوم الثاني على التوالي.

ووفق المصادر، لم يعلن عن موعد لأي جلسات قادمة، وهو ما يجعل مباحثات الكويت تعيش “لحظات حرجة”.

ويطالب الحوثيون وحزب صالح، بالبدء في مناقشة المسار السياسي الذي يفضي إلى تشكيل حكومة توافق يكونون شركاء أساسيين فيها، ومن ثم الانطلاق في مناقشة الترتيبات الأمنية التي تناقش انسحاب المليشيا من المدن وتسليم السلاح الذي تتمسك به الحكومة الشرعية في المقام الأول، وفقاً للمصادر ذاتها.

وتبادل طرفا الصراع، اليوم، الاتهامات بعرقلة المشاورات، ففي حين أكد مصدر حكومي للأناضول، أن “وفد الحوثيين – صالح هو من يرفض الخوض في عمل اللجان الثلاث، وانقلب على ما تم الاتفاق عليه الخميس الماضي”، قالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، مساء اليوم: إن من تسميه بـ”وفد الرياض” ( في إشارة إلى وفد الحكومة القادم من الرياض)، هو من يعرقل مسار المشاورات من خلال رفضه الخوض في المسار السياسي.

ويقول الحوثيون، إن عودة الضربات الجوية لمقاتلات التحالف يعكس نوايا لإفشال المشاورات، ووفقاً لمصادر مقربة من الحوثيين، فقد أبلغ وفد الحوثي – صالح، المبعوث الأممي، أن “طيران التحالف شن اليوم 5 غارات على بلدة نهم، شمالي العاصمة صنعاء، ما أسفر عن مقتل 7 مدنيين وإصابة 13 آخرين”، دون أن يتسنى الحصول على تعليق فوري من التحالف حول تلك الأنباء.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن قال في بيان له، فجر اليوم، إن الجلسات المشتركة المباشرة “ضرورية” لطرح القضايا العامة وإشراك الجميع في معالجتها، بعد إعلانه تعليقها مساء أمس بعد عدم تنفيذ الحوثيين التزاماتهم.

وفيما أقر بوجود “تحديات وصعوبات”، قال ولد الشيخ، إنهم مصرون على التقدم بالرغم من كل ذلك، داعياً الأطراف على الأرض “للتحلي بالهدوء والاحتكام للعقل، ووضع مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار”.

ومنذ انطلاقتها في 21 أبريل/نيسان الماضي بعد تأخر 3 أيام عن موعدها الأصلي، لم تحقق مشاورات الكويت أي اختراق جوهري لجدار الأزمة اليمنية، وكان الإنجاز اليتيم هو الاتفاق على تشكيل اللجان الثلاث (الأمنية، السياسية، الإنسانية)، والتي أوكل إليها مناقشة النقاط الخمس المنبثقة من القرار الدولي 2216.

وفي السياق ذاته، حمّلت 7 قياديات يمنيات، اليوم الأحد، الأطراف اليمنية المتفاوضة في مشاورات السلام، المسؤولية عن التوصل إلى اتفاقية سلام تغلب مصلحة كل فئات الشعب اليمني.

وشددت الباحثة في علم الاجتماع، رشا جرهوم، في بيان صحفي نشرته على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، نيابة عن النساء اليمنيات السبع، على ضرورة التزام الأطراف اليمنية بالمرجعيات الدولية المتمثلة في مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وجددت الدعوة إلى “أهمية مشاركة النساء والشباب ومكونات المجتمع المدني في صنع سلام شامل وعادل في اليمن، بدءاً بالالتزام بوقف الأعمال القتالية، وفتح الممرات الآمنة للإغاثة الإنسانية، والاستجابة لمطالب الأمهات في الإفراج عن السجناء والمعتقلين والأسرى”.