الأحد 04/مايو/2025

قمح غزة.. حبوب بالسنابل تنشد تحريرها

قمح غزة.. حبوب بالسنابل تنشد تحريرها

ابتسامة عريضة ارتسمت على ملامح المزارع إياد قديح، الذي يتخذ من المناطق الحدودية في حي الفراحين أقصى شرق مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة) مساحةً لزراعة محاصيله من القمح والشعير والبقوليات الأخرى.

ويؤكد “قديح” أنّ موسم القمح لهذا العام يبشر بخير، حيث يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ نسبة الأمطار العالية ودرجة الحرارة الجيدة ساهمت بوفرة محصول القمح، بل وجنيه في وقتٍ مبكرٍ عن السنوات الماضية.

ويتابع، والعرق يتصبب من جبينه ابتهاجاً بما أثمرته أرضه: “كنا في الأعوام السابقة نحصد ما نسبته 200-300 كيلو من القمح للدونم الواحد، أما في هذا العام فحصدنا بفضل الله ما يقارب 400-500 كيلو، وهذه زيادة تبشر بموسم مميز وقوي”.

مضايقات الاحتلال
ويشكو المزارع “قديح” كما هو حال المئات من أقرانه على طول الحدود الشرقية من مضايقات الاحتلال لهم بشكلٍ شبه يومي، مؤكداً أنّ ممارسات الاحتلال تكاد تحرمهم فرحتهم بمحاصيلهم.

ويشير إلى أنّ الاشتباكات والمناوشات التي حدثت قبل أيام كانت تشكل له ولزملائه المزارعين هاجساً مقلقاً من ضياع موسم الحصاد لهذا العام.

وكحال صديقه، يتمنى المزارع نضال أبو دقة (43 عاما) أن تعود أرضه لحيويتها ورشاقتها الزراعية حيث تضاهي مساحتها (50 دونماً)، بعد أنّ كان الاحتلال يحرمه من الوصول إليها قبل انتهاء الحرب الأخيرة على غزة.

ويأمل أبو دقة، أن تشكل الزراعة الحدودية منبعاً خصباً للشعب الفلسطيني بأكمله، داعياً الجهات الحكومية والحقوقية والإنسانية إلى الاهتمام بمزارعي الحدود، مؤكّداً أن محصول القمح هذا العام يفوق كل الأعوام الماضية.
وكان الاحتلال قد شن الأسبوع الماضي حملة توغلات شملت مناطق حدودية متفرقة في قطاع غزة؛ مما استدعى المقاومة للرد عليه ووضع حد لتوغلاته، حتى انسحبت آلياته عن المناطق الحدودية بشكل كامل.

وتجاوزت خسائر القطاع الزراعي خلال حرب صيف 2014 بحسب إحصائية مشتركة لوزارة الزراعة وشبكة المنظمات الأهلية، 550 مليون دولار منها 350 مليون دولار أضرار وخسائر مباشرة و200 مليون دولار خسائر غير مباشرة.

موسم وفير
مدير عام التربة والري في وزارة الزراعة المهندس نزار الوحيدي، أكّد أن كمية الأمطار التي هطلت خلال فصل الشتاء المنصرم، ساهمت بموسم زراعي مثمر ووفير.

وأشار الوحيدي في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هناك نسبة زيادة واضحة في إنتاج محصول القمح بنسبة تزيد عن 30% مقارنةً بالسنوات الماضية، مبيناً أنّ نسبة الإنتاج كانت في السنوات الماضية لا تزيد عن 350 كيلو للدونم الواحد، لكنها تعدت هذا العام 500 كيلو في بعض المناطق للدونم الواحد.

ويوضح أنّ نسبة الأراضي المزروعة بمحصول القمح بغزة تقّدر بأكثر من 23 ألف دونم، فيما يتمتع محصول الشعير بمساحة زراعة تقّدر بأكثر من 10 آلاف دونم.

ويُقدر احتياج قطاع غزة من محصول القمح بأكثر من 200 ألف طن سنوياً، فيما يوفر الإنتاج الزراعي المحلي ما نسبته 6% فقط من الاستهلاك العام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات