أطفال غزة.. تضامن بالشموع وحلم بمستقبل بلا خوف

انتشر عدد من الأطفال في ساحة الجندي المجهول يمثلون في مشهدٍ مسرحي ما حدث مع أطفال عائلة الهندي علّهم يذّكرون العالم بحقيقة ما جرى مع “يسرى ورهف وناصر”، وكيف قضت الشموع على أحلامهم البريئة.

جلس الأطفال، في وقت متأخر مساء الأحد، حول عدد من الشموع التي أشعلوها، مطالبين العالم بمنحهم الأمان والحصول على أبسط حقوقهم.

24 طفلًا ماتوا حرقاً!
الطفل أسامة ديبة (10 أعوام) تساءل عبر “المركز الفلسطيني للإعلام” عن الذنب الذي اقترفه هو وأقرانه من أطفال غزة حتى يحرموا من أبسط حقوقهم، وقال: “ليش كل أطفال العالم بيلعبوا ويمرحوا مثل ما بدهم في النور والكهرباء وإحنا محرومين؟!”.

وعلى أنغام أغنية “أعطونا الطفولة أعطونا السلام” تساءل أيضاً عن ذنب أطفال عائلة الهندي الذين قضوا حرقاً بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ومضى يتساءل: “كم عدد الأطفال اللي بدهم إياهم يحترقوا حتى يفكوا عنا الحصار، ويجيبولنا الكهرباء”.

وبحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان؛ فإنّ (29) شخصاً قضوا حرقاً أو اختناقاً، جراء أزمة نقص إمدادات الكهرباء في قطاع غزة، بينهم (24) طفلاً منذ عام 2010 وحتى اليوم.

وأشار المركز في تقريرٍ له وصل “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة عنه، إلى أنه في حادث هو الأسوأ منذ أكثر من عام توفي ثلاثة أطفال من عائلة واحدة (أطفال الهندي) في مخيم الشاطئ غرب غزة، جراء احتراق منزلهم بعد إشعال شمعة وسط انقطاع التيار الكهربائي أول أمس.

سنوات الحصار
“على مدار أكثر من 12 ساعة نخاف أن تحرقنا الشموع، أو تتوجع عنينا من ضوء البطاريات الخافت”.. هذا ما عبرت به الطفلة ملاك السويركي (11 عاماً) لتؤكد أنها لن تناشد، ولن تزعج قادة العالم كثيراً.!

وتساءلت ببراءة وعبرات خنقها الحزن: “ألهذا الحد الإنسان لا قيمة له عندكم ؟، لماذا لديكم مؤسسات وهيئات لحقوق الإنسان؟، وإحنا محاصرين من 10 سنوات”.

وقالت: “نخاطب العالم وقد فُقد الأمل فيه، فهو يهتم ويقوم ولا يقعد إذا ما مات جندي إسرائيلي يسفك دماءنا، ويصاب بالعمى والطرش والخرس إذا ما احترقت أجسادنا”.

وبحزنٍ شديد عبرت الطفلة صبا أحمد (13 عاماً) عن حزنها الشديد لما يعانيه من العالم من ما وصفته “قصر النظر”.

وقالت لمراسلنا: “3 حروب عشتها وأنا عمري بس 13 سنة، معقول أقضي باقي عمري كله حروب، أو حتى يمكن أكون أنا الضحية التالية بعد أطفال عائلة الهندي”.

ويعاني قطاع غزة من حصار مشدد منذ أكثر من 10 سنوات تخللها ثلاث حروب كانت الأشرس في تاريخ الشعب الفلسطيني.