السبت 03/مايو/2025

القيادي المحرر محمد صبحة.. أديب المقاومة والسجون

القيادي المحرر محمد صبحة.. أديب المقاومة والسجون

طوي الأسير القيادي محمد صبحة (40 عاما) الثلاثاء (3-5-2016)، مسيرة طويلة من الاعتقال امتد آخرها لـ15 عاما كانت حافلة بالعطاء لقيادي فاعل ومؤثر في الحركة الأسيرة.

ويعتبر محمد نجل المرحوم ناجي صبحة (أحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين) قائدا مثاليا، نال إعجاب كل من عرفه سواء في مسيرته داخل الحركة الطلابية قبل اعتقاله أو داخل سجون الاحتلال التي شغل فيها عضوا في الهيئة القيادية لأسرى حماس لفترات طويلة.

وعلى خطى والده الكاتب والمؤلف والذي كان يشغل موقعه حتى وفاته مسئولا عن المكتبة الجامعية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، فإن محمد يترك في سجون الاحتلال بصمات عديدة، حيث قضى جل وقته في التأليف، فأنتج سلسلة كتب وعشرات الدراسات خلال فترة اعتقاله.

مكتبة متنقلة
وتزخر مكتبة الأدب المقاوم بكتب القيادي محمد مع إسداله الستار عن اعتقاله، إذ ألف وأصدر أول سلسلة له، وكانت تحت عنوان “نحو وعي فلسطيني مقاوم” وحوت أربع كتب.

والكتاب الأول هو “أمن المطارد”، ويتحدث عن تعريف المطارد وسماته المثلى، وأهم سبل تحقيق الأمن له لتحويل نقاط ضعفه إلى نقاط قوة يؤذي بها عدوه.

وكتاب حرب العصابات بين النظرية العلمية والتطبيق الفلسطيني: وهي دراسة يسعى من خلالها الكاتب إلى إلقاء الضوء على أبرز تجارب (حرب العصابات الحديثة) وإجراء مقارنة سريعة بين النظرية العملية لهذه الحروب والتطبيق الفلسطيني لقواعدها.

وكذلك كتاب “صفحات من جهاد أبناء القسام بجزأيه الأول والثاني”: وهو كتاب يجمع فيه الأسير قصص هؤلاء الأبطال من شهداء وأسرى، وكل ما قدموه من تضحيات لا يعرف بعضها أبناء الشعب الفلسطيني، فضلاً عن أبناء الشعوب الأخرى. وختم السلسلة بكتاب ” الخيانة سرطان الشعوب”. 

ثم أتبعها بسلسلة أخرى بعنوان “نظريات في عمليات المقاومة” تحوي كتباً ثلاثة في أشكال المقاومة وعناوينها: “صناعة الحياة” و”بارود القسام ” و”براكين المقاومة”. كما أصدر كتاب دليل الأسير.
 
خلية نحل لا تهدأ
ويشير مدير مركز أحرار فؤاد الخفش إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال يطلقون على الأسير صبحة لقب خلية النحل، فهو كنز متحرك في كل شيء، ولا يضيع أي وقت إلا في القراءة والكتابة.

ويضيف أن “صبحة  سبق وأن اعتقل ثماني مرات، وأمضى سنوات متفرقة في سجون الاحتلال كان آخرها عام 2001، وحكم بحكم رادع وجائر وصل إلى 15 عاماً، وذلك بعد أن أمضى ثلاثة أشهر في التحقيق”.

ويبين الخفش أنه “مورس بحق الأسير أبشع ألوان التعذيب، حيث نزع الشعر عن صدره وسال دمه، وفي كل يوم كانوا يأتون له بصورة أحد رفاقه الذين تم اغتيالهم ويمارسون معه أشكالا كثيرة من الشبح، وما لا تطيق الجبال تحمله”.

وكان محمد قبل اعتقاله رئيسا لمجلس طلبة جامعة النجاح، وكان رئيساً لمجالس الطلبة لكل الجامعات حينها، وقد توفي والده وهو داخل سجون الاحتلال.

واعتقل الاحتلال محمد  بتاريخ 4-5-2001، أثناء توجهه ورفيقه معتصم سمارة لتنفيذ عملية مقاومة ضد الاحتلال بالقرب من بلدة سبسطية قضاء نابلس.

وتستذكر والدة الأسير محمد صبحة معاناتها مع اعتقاله فتقول “إن اعتقال محمد كان صعباً جداً عليّ وعلى العائلة، ورغم أن لي أولادًا كثرًا غيره؛ إلا أن محمد كان مختلفاً، فقد كان يملأ البيت علينا، وكان دائماً إذا تكلم لا يتكلم إلا بالفائدة”.

وتؤكد أنها تذهب لزيارته بنفسية وتعود بنفسية أخرى؛ تأثراً بحديثه وسعة أفكاره ومعنوياته العالية، وما يتمتع به من نفسية مطمئنة وإيمان قوي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...