الأحد 01/سبتمبر/2024

التوت والفقوس.. المذاق البلدي في أراضي سلفيت

التوت والفقوس.. المذاق البلدي في أراضي سلفيت

يشدك جمال لوحة سهل دير بلوط غرب سلفيت، ومشهد النسوة الفلسطينيات في السهل، وهن يقمن مع ساحات الصباح الباكر بجمع وقطف ثمار الفقوس؛ وتقول خديجة (أم موسى)، “بأن موسم الفقوس يغنيها عن بقية المواسم، فهو الأفضل من حيث السعر والوفرة”.

وتضيف: “الكثير من الزبائن يأتون من القرى المجاورة لشراء الفقوس الطازج اللذيذ، وآخرون يقومون بتخزينه لشهر رمضان”، فيما يعتمد سعره، بحسب (أم موسى) على مدى حجمه، حيث يتراوح سعر الكيلو من الفقوس  بين (3 – 7) شيكل.

قرى وبلدات سلفيت، كما بقية محافظات فلسطين تنعم بخيرات وفيرة وهبها الله لها، وتمتاز سلفيت بزراعة الفقوس والتوت؛ نظرا لملائمة طبيعة التربة لهذين النوعين من الفواكهه والخضار.

كما وتسهم شجرة التوت الأبيض والأحمر في تحسين المستوى المعيشي لربة الأسرة “علا مصطفى” من سلفيت، والتي تبيع الفائض في فناء منزلها، وتجني يوميا قرابة 40 شيكلا، وتقول: “قطاف ثمرة التوت يتطلب خبرة وممارسة طويلة في عملية الجني، وإلا تسبب القطف في عصر الثمار وتلفها”.

وتتميز شجرة التوت بأنها لا تحمّل المزارع أي أعباء مادية مقارنة بزراعة الفقوس الشاقة، وآفاتها قليلة مقارنة بالأشجار المثمرة الأخرى كالتفاح والإجاص والعنب والزيتون، وتبقى لأسابيع وهي تعطي ثمارا طيبة المذاق.

وعلى الرغم من فوائد شجرة التوت الاقتصادية؛ إلا إنه لا يوجد مَزارع لها في سلفيت، حيث يعزو المُزارع “أحمد خل” في حديث لمراسلنا، إلى سرعة تلف ثمار التوت في حالة لم يتم بيعها في نفس اليوم؛ لعدم وجود ثلاجات لحفظ الثمار، فضلا عن عدم وجود دعم للمزارعين.

ويشكو مزارعو دير بلوط  من انتشار الخنازير البرية التي يطلقها المستوطنون لإتلاف حقولهم، وهي نفس المشكلة وإن كانت بشكل أقل لبائعي لتوت، حيث تتلف الخنازير الثمار، وتكسر الأغصان؛ كي تحصل على ثمار التوت وتأكلها.

ومن سهل “دير بلوط” يمكنك أن ترى وتسمع ضجيج جرافات المستوطنين في مستوطنة “ليشم” المجاورة، وهي تجرف الأراضي حول سهل دير بلوط؛ فيما يخشى المزارعون أن تصل أسنتها حتى حقولهم في السهل الخصب والغني بتربته. 

ويقول المهندس الزراعي  محمود غرايبه، لمراسلنا، أن ثمار التوت تعين ربات البيوت في مصاريف المنزل، كما أن هناك ثمارا أيضا تخفف من البطالة والفقر، ومتوفرة في فناء حدائق المنازل مثل: الاسكدنيا، والحمص، والخيار، والفقوس، وهو ما يساعد ويعزز صمود المواطنين في ريف الضفة.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات