عائلة الأسير زيد عامر.. إرادة تتحدى دمار الحجر والجدران

بالرغم من مشاهد الخراب والدمار التي حلت في منزل الأسير زيد عامر من نابلس بعد سويعات قليلة من هدم آليات الاحتلال لأركانه وجدرانه، إلا أن معنويات عائلته كانت مثار فخر لكل المتضامنين الذين غصت بهم باحة المنزل، في ساعات مبكرة من الصباح.

بدت الشقة التي تتوسط بناية من عدة طبقات تطل على مساحات واسعة من مدينة نابلس، وبخاصة ضواحيها الشرقية وأطراف المدينة الغربية، كأنها تعرضت لزلزال مدمر، فيما صوت شقيقه غسان المتكرر “الحمد لله، الحجر بروح وبتعوض”.

دمار وخراب
 
وقال شقيق الأسير لمراسلنا، إن قوات الاحتلال اقتحمت منزل شقيقه في تمام الساعة الثانية فجرا، ووضعت علامات داخل المنزل تمهيدا لهدمه، ثم شرعت بتدمير جدران المنزل ونوافذه، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالطوابق السفلية.

وأكد عامر أن شقيقه سكن في هذه الشقة قبل اعتقاله بـ 40 يوما فقط، أي أنه عريس جديد، وأضاف إن العائلة قدمت استئنافا قبل 14 يوما للمحكمة العسكرية “الإسرائيلية”، لكنها رفضت ذلك وأصدرت قرارا بهدم المنزل.

ورغم ما حل في البيت من دمار وخراب، فقد توجه أطفال عائلة عامر إلى مدارسهم، لإعطاء رسالة كما يقول غسان “أن مسيرة الحياة ستتواصل، والهدم لا يثنينا عن التمسك بالحياة والتعلم والبهجة”.

وقال مسئول في إطفائية البلدية، إن الطواقم الخاصة بها، قامت فور انسحاب قوات الاحتلال بتفقد المكان ومعاينته تمهيدا لرفع الركام والبقايا، منعا لأي إضرار على حياة المدنيين، خاصة أن هناك مخلفات لعملية الهدم تناثرت في الأرجاء المحيطة.

وقام رئيس لجنة إدارة بلدية نابلس المهندس سميح طبيلة بتفقد المنزل، والتعبير عن تضامنه مع أفراد أسرة عامر.

صبر وثبات
 
وقالت والدة الأسير التي تم إجلاسها على كرسي بلاستيكي أمام مدخل الشقة، إن قوات الاحتلال فجرت منزل ابنها الأسير زيد عامر داخليا، وألحقت أضرارا جسمية فيه وتصدعات، مؤكدة “أن قوات الاحتلال هدمت الجدران، لكن لن تهدم قلوبهم وصبرهم وإصرارهم على مواصلة الحياة”.

وأضافت إننا في كل مرة كنا تزور زيد في سجن جلبوع، بعد أن مكث  عدة أشهر في سجن مجدو نؤكد له أن هدم المنزل لا يعنينا شيئا، فكل شيء يتم تعويضه، وكنا نصبره من خلال التواصل معه في برنامج الأسرى عبر إذاعة النجاح، ونرسل له الرسائل لنصبره.

وأضافت اليوم سيعلم بنبأ هدم المنزل عبر الإذاعات، ونسأل الله له الثبات والصبر، وإنشاء الله قريبا سنبث له خبر ولادة زوجته التي تنتظر مولودهم البكر قريبا.

وختم عامر كلامه “أوجه ثلاث رسائل للأسرى بأن الهدم لن يثنينا، وأخرى للاحتلال أن مهما فعلت لن تنل من عزيمتنا، ورسالة للعالم لماذا الصمت تجاه ما يحصل لنا؟!”.