السبت 10/مايو/2025

عسل غزة .. المناحل تتعافى بعد عامين من الحرب

عسل غزة .. المناحل تتعافى بعد عامين من الحرب

يدخل مربّو النحل في قطاع غزة، هذه الأيام، المراحل الأخيرة لجني العسل من خلايا النحل المنتشرة في أرجاء القطاع، وسط استبشار بوفرة الإنتاج مع تعافي المناحل بعد عامين من حرب 2014،  وقلق من صعوبات التسويق في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.

ويؤكد مدير الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة طاهر أبو حمد، في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”  وفرة إنتاج العسل بغزة، مقارنة بالأعوام السابقة؛ بسبب سقوط الأمطار المبكر، حيث تصل نسبة الإنتاجية للعسل في قطاع غزة إلى 220 طنا.

ويبدأ موسم جني العسل بعد 20 من إبريل/ نيسان من كل عام، حيت توجد الخلايا في الحقول الزراعية خاصة في الأطراف الشرقية لقطاع غزة.
 
إنتاج وفير
ويشير مدير الجمعية التعاونية لمربِّي النحل في غزة، عماد غزال، إلى أن عدد خلايا النحل في قطاع غزة يقدر بـ25 ألف خلية، لافتاً إلى أن إنتاجية الخلية الواحدة وصل هذا العام إلى 12 كيلو من العسل.

وقال غزال لمراسلنا إن الإنتاج المحلي من العسل لا يكفي؛ حيث تم إعطاء تصاريح لعدد من الناس باستيراد العسل، لكّنه أكّد أنّ غزة كانت سابقاً لديها فائض في الإنتاج إلى أن تدهورت حالة الإنتاج بسبب تجريف الغطاء الزراعي الذي كانت تعتاش منه خلايا النحل.

وجرفت قوات الاحتلال على مدار سنواتٍ آلافَ الدونمات الزراعية على امتداد السياج الأمني من جنوب القطاع إلى شماله وبعمق يصل إلى مئات الأمتار، وهي المنطقة التي تكثر فيها خلايا النحل.

تعافٍ بعد الحرب
ونبّه غزال، أحد أكبر مربي النحل في غزة، أنّ كميات النحل كانت سابقاً في غزة، تُقدر بأكثر من 30 ألف خلية، إلى أن انخفضت خلال الحرب الأخيرة (2014) إلى 13 ألف خلية، ولكنها سرعان ما عادت إلى 25 ألف خلية؛ بسبب اعتماد عدد من العوائل الفلسطينية عليها كمصدر دخل أساسي.

ويعتاش أكثر من 500 عائلة فلسطينية على مهنة تربية النحل وجني العسل، فيما تعتمد أكثر من 150 عائلة – بحسب غزال – اعتماداً أساسياً على هذه المهنة، عدا عن المهن الأخرى التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمهنة تربية النحل.

ويؤكد مدير الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة، أنّ قطاع غزة كان يستهلك سابقاً كميات أكبر من العسل حيث كان يصل معدل الاستهلاك إلى 500 طن سنوياً، فيما تراجعت نسبة الاستهلاك بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية حتى باتت تصل الآن إلى نحو 300 طن سنوياً.

شحّ المراعي
ويشكو مربّو النحل في غزة من شح المراعي، حيث طالب غزال بضرورة اهتمام الجهات المعنية والجهات المحلية والدولية ذات العلاقة بضرورة تبني مشاريع تدعم مربي النحل وتهتم بدعم منتجاتهم.

ويؤكد غزال أنّ جودة العسل المنتج في غزة، عالية جداً؛ مقارنة بما يتم استيراده، داعياً الجهات الحكومية والأهلية إلى تبني فحص العسل المنتج من مناحل غزة وتقديمه للناس ودعمه كونه يتمتع بجودة عالية.

ويعترف مربّو النحل الفلسطيني، أنّ هناك حالات تجاوز فردية ومحدودة لغش العسل في قطاع غزة، مؤكدين أنّ هذه الحالات يجري كشفها أولاً بأول وضبطها في مهدها غالب الأحيان.

ويدعو غزال المستهلك الفلسطيني إلى الانتباه إلى أنّ ما شهدته السنوات الأخيرة هو انخفاض نسبة إنتاج العسل وليس نسبة جودته، مؤكّداً أن حال العسل كما هو سابقاً حيث كانت تنتج الخلية الواحدة سابقاً ما نسبته من 20-30 كيلو من العسل، فيما لا تتجاوز كمية إنتاجها في هذه المرحلة 12 كيلو بسبب نقص المراعي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات