جامعة النجاح تستضيف وتتصدر مسابقة تطبيقات الفضاء لوكالة ناسا

(في مكانٍ ما، هناك شيء مذهل ينتظر أن يُكتشف).. تحت هذا الشعار أطلقوا العنان لخيالهم، كيف لا؟ والخطوة الأولى للحقيقة تبدأ بالخيال، عملوا لـ 48 ساعة متواصلة دون نوم، ليمثّلوا جامعتهم خير تمثيل في المسابقة التي تعقد لأول مرّة في فلسطين وعلى أرض جامعة النجاح الوطنية لتكون بوابتهم للعالم.

فقد نظّمت الجمعيات العلمية في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح الوطنية، ولأول مرّة في فلسطين مسابقة (تحديات تطبيقات الفضاء التابعة لوكالة ناسا) التي تعتبر من أشهر المسابقات على مستوى العالم، بمشاركة طلبة من جامعات أخرى وطلبة مدارس من مختلف أنحاء الضفة الغربية، لتكون جامعة النجاح من بين 11 نقطة جغرافية فقط على مستوى الوطن العربي قامت باستضافة المسابقة.

ولم يقتصر تميّز جامعة النجاح على الاستضافة فقط، بل أبت إلا أن تتوج استضافتها بالفوز الذي حققه فريقان من الجامعة سيمثلانها على المستوى العالمي.

المسابقة

انطلاقًا من رؤية وكالة ناسا الأمريكية للفضاء أن الإبداع في كل مكان، أطلقت الوكالة عام 2012 مسابقة في كل أرجاء العالم حملت عنوان “تحديات تطبيقات الفضاء التابعة لوكالة ناسا”.

وتتضمن المسابقة عدّة مجالات وهي: “التكنولوجيا، والأرض، ومحطة الفضاء الدولية، ورحلة إلى المريخ، وعلم الطيران، النظام الشمسي”، ويندرج تحت هذه المجالات عدّة تحديات ليكون مجموع التحديات في المسابقة 25 تحديًا.

وتستمر المسابقة عادةً لمدة 48 ساعة متواصلة، حيث يتنافس في المسابقة عدّة فرق يختار كل فريق تحديا من التحديات ويعمل على إعطاء حلول له من خلال مشروع مقدمة.
 
يتم اختيار مكان المسابقة وفقًا لمعايير تحددها وكالة ناسا، وتعتبر جامعة النجاح النقطة الجغرافية الأولى في فلسطين ومن بين 11 عربيًّا تستضيف المسابقة، بعد أن حصلت على الترخيص من وكالة ناسا.

“النجاح” تدخل التصفيات العالمية

شارك في المسابقة  70 شخصًا من جامعة النجاح وجامعات أخرى وطلبة مدارس، وتم توزيعها على تسعة، ومع اشتداد المنافسة وانسحاب بعض الفرق بقي ستة فرق تنافسوا حتى النهاية، واستطاع فريقان من جامعة النجاح الفوز بمشروعين جديدين قاما من خلالهما بإيجاد حلول لتحديات طرحتها وكالة ناسا.

فقد استطاع الفريق المكون من الطلبة: يحيى خويرة، ومحمد شديد، وسليمان خريشي، وغيث خنفر، ويزن طيّاح، وسراب عوّاد، ومنار عوّاد، وجميعهم طلبة من جامعة النجاح، أن يصمموا بدلة رائد فضاء وفق التحدي والمعايير المحددة من وكالة ناسا، كما أنهم اختاروا مواد ستستخدم لأول مرة في تصنيع البدلة.

كما خرج الفريق المكون من: ملاك أبو دراع، وأمينة أبو بكر، وشيماء عوّاد، وعبد الله حبيب، ومحمد الصالحي/ بمشروع محاكاة العيش في كوكب المريخ عبر تصميم لعبة ثلاثية الأبعاد توضح طرقا يمكن من خلالها استغلال الظروف السيئة في كوكب المريخ من برودة وانخفاض في معدل الأكسجين لظروف مناسبة للعيش والزراعة، الأمر الذي أثار إعجاب لجنة التحكيم التي تكونت من الدكتور سامر العرندي، نائب عميد كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، وعضو هيئة التدريس في قسم الحاسوب في جامعة النجاح، والدكتور سليمان الضعيفين عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة الصناعية في جامعة النجاح.

آراء حول المسابقة

يرى الدكتور سامر العرندي ، عضو لجنة التحكيم في المسابقة ونائب عميد كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، أن المسابقة التي استمرت لمدة يومين في جامعة النجاح الوطنية تميزت في كونها ضمت متسابقين من مختلف التخصصات والكليات، كما أنها شملت طلاباً من جامعات أخرى وطلبة من المدارس الأمر الذي زادها تميّزاً.

ويضيف الدكتور العرندي ” لفت انتباهي المستوى الإبداعي والتميز الكبير في الأفكار التي طرحها الطلبة، بحيث قدّمت حلولاً لمشاكل على مستوى وكالة ناسا الفضائية، كما أظهر الطلبة مستوى عالٍ من الثقافة التقنية والخيال العلمي المدروس”.

وبدوره يشير الدكتور عماد النتشة، المشرف على المسابقة، إلى أن طلبة جامعة النجاح المشاركين في الفعالية كان لهم الدور الأكبر في تنظيم الفعالية ونجاحها، مشيراً إلى أن حماس هؤلاء الطلبة شجّع المدرسين على دعمهم في التنظيم، مشيراً إلى أن طلبة جامعة النجاح لديهم الطموح الكبير والقدرة على تمثيل الجامعة خارجياً.

كما يقول الدكتور عماد النتشه “رأيت الالتزام الكبير لدى الطلبة المشاركين خصوصاً المتنافسين حتى النهاية، الجمال في المسابقة يكمن في ضمها لطلبة من مختلف التخصصات، والعمل بروح الفريق كان السائد على أجواء المنافسة”.

بطموحٍ حدوده السماء خرجوا بأفكارٍ إبداعية، يتمنون أن تطبق في يومٍ من الأيام ليكتشفوا ما يُنتظر أن يُكتشف في مكانٍ ما..هناك.