المدمرة بيوتهم.. صرخة غضب تطالب بإدخال الأسمنت إلى غزة

“يا نعيش حياة كريمة .. يا نموت بلا ذل”.. لسان حال العشرات من المعتصمين المدمرة بيوتهم أمام مقر المفوض السامي للأمم المتحدة بغزة، صباح اليوم الأربعاء (20-4)، والذين طالبوا بإدخال الأسمنت والسماح لهم بإعمار بيوتهم المدمرة.

وخلال الوقفة، رفع المشاركون من الأطفال والرجال والنساء اللافتات المطالبة بحقوقهم وبفك الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة معتبرين أنه “جريمة حرب”، مؤكدين أنّ الأمم المتحدة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه ذلك.
 
انتصار أبو ناصر تحدثت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن بيتها المدمر منذ ما يزيد عن 8 أعوام، مطالبة العالم بالتحرك من أجل إعماره، وقالت: “الموت بكرامة أشرف لنا من أن نعيش بذل نطالب ونناشد ونرجو”، مؤكّدة، أنّ “استمرار الحصار من شأنه أن يفجر الغضب في وجه المحاصرين”.

وأشعل المعتصمون الغاضبون عددا من إطارات السيارات أمام مقر المفوض السامي، معبرين عن غضبهم الشديد لمنع دخول الأسمنت من قبل الاحتلال الصهيوني.

وكان رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو، أصدر قراراً بوقف دخول الأسمنت إلى قطاع غزة، عقب اكتشاف الاحتلال نفقاً للمقاومة في “كيبوتس أشكول” العسكري الصهيوني شرق خان يونس.

وبحسب وزير الأشغال مفيد الحساينة، فإنّ قطاع غزة بحاجة ماسّة لحوالي (210) آلاف طن من الإسمنت للإيفاء بمشاريع إعادة الإعمار الخاصة بمنازل المواطنين، الممولة من المانحين.

وبحسب صندوق النقد الدولي، فإنّ الكلفة الاقتصادية لخمسين يوماً من الحرب على غزة بلغت أربعة مليارات دولار، وقد عّبر في وقتٍ سابق عن قلقه من بطء إعادة الإعمار بسبب عدم احترام التعهدات التي قطعتها الأسرة الدولية.

أجرة السكن
وبحسرةٍ، يتحدث المواطن مفيد عبيد عن بيته المتواضع المدمر، والذي لم يبنَ منذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة صيف 2014؛ وهو “مسجل في المنحة الكويتية، ولم يحصل على أي شيء حتى اللحظة”.

ويقول “عبيد” لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “حتى اللحظة لم أحصل حتى على أجرة سكن من نهاية العام الماضي، وصاحب البيت الذي استأجر عنده طردني منه.. والآن أقيم في خيمة على أنقاض بيتي”.

ويشير”عبيد”، أنّ لديه 6 من الأطفال يتعرضون للبرد القارس في الشتاء والحر الشديد في فصل الصيف، معرباً عن أمله أن يجد آذاناً صاغية لمطالبهم وحل أزمة سكنهم بسرعة.

وكحال نظيره، طالب المواطن أبو العبد طروش، بصرف مستحقات الإيجارات للسكن حتى يستطيعوا السكن ولا يشردوا في العراء، مؤكّداً أنّ الحل الجذري يكمن في صرف منح الإعمار وإدخال كميات وافرة من الأسمنت.

من جهته، دحض وزير الأشغال، ادعاءات الاحتلال بأنّ هناك كميات ضخمة من الأسمنت في مخازن الموزعين، مؤكداً أنّ هذه الكميات لا تتجاوز (900) طن، “أما باقي الكميات الموجودة في المخازن، فهي خاصة بمصانع الباطون والبلوك ومشاريع وكالة الغوث ومشاريع المنحة القطرية، حيث إن هذه المشاريع يتم التنسيق لها بشكل منفصل.

وبحسب حسن الوالي، منسق عام رابطة النازحين والمهجرين، فقد أكّد في حديث سابقٍ لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ حجم البيوت المدمرة كلياً (11500)، فيما (6000) بيت غير صالح للسكن، موضحاً أنّه لم يتم إعادة إعمار سوى (1000) بيت من المنحة القطرية.