الأحد 11/مايو/2025

الشمس خلف النجوم.. معرض بنابلس يجسد ويلات الاعتقال

الشمس خلف النجوم.. معرض بنابلس يجسد ويلات الاعتقال

على درج حارة العقبة بالبلدة القديمة في مدينة نابلس، وقف حسام يونس (33 عاما) طويلا أمام ما يمثل غرفة تحقيق صهيونية، يسترجع ذكريات أليمة عاشها بنفسه قبل أكثر من عقد من الزمان.

كانت غرفة التحقيق تلك إحدى زوايا معرض بعنوان “الشمس خلف الغيوم”، أقامته جمعية الفتيات المبدعات في البلدة القديمة، بالتعاون مع اللجنة الوطنية لدعم الأسرى، الثلاثاء، ضمن فعاليات يوم الأسير الفلسطيني الذي حلت ذكراه قبل عدة أيام.

يونس الذي اعتقل خلال اجتياح الاحتلال لمدينة نابلس في مثل هذا الشهر من عام 2002، عبر لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن اعتزازه بصموده أمام المحققين، إلا أنه تمنى أن لا تتكرر تلك الأيام، نظرا لما لاقاه من أهوال التعذيب النفسي والجسدي، على حد وصفه.

المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام، تجسد زواياه بمجملها مراحل اعتقال المواطن الفلسطيني، بدءا من مداهمة بيته ليلا، وانتهاء بصدور الحكم عليه ونقله للسجون ليمضي سنوات الاعتقال.

وكان في افتتاح المعرض عدد من الأسرى المحررين وأهالي الأسرى وأعضاء من اللجنة الوطنية لدعم الأسرى وجمعية الفتيات، حيث تجولوا في زوايا المعرض الذي يعطي تصورا فعليا لمراحل الاعتقال التي يجهلها الكثيرون.

تجسيد مراحل الاعتقال

وتشير رويدا ربايعة مديرة جمعية الفتيات المبدعات إلى أن الهدف من إقامة هذا المعرض هو تجسيد مراحل الاعتقال بشكل مرئي يتيح للزوار إمكانية التعرف على مراحل الاعتقال ومعاناة الأسير بشكل فعلي، وليس مجرد كلام.

وقالت لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أردنا للجيل الجديد من أبناء شعبنا أن يرى مراحل الاعتقال التي يمكن أن يتعرض لها كل إنسان على هذه الأرض”، مضيفة: “إنها معاناة فعلية، وكان يجب أن نجسدها بكل ملموس”.

وترى ربايعة أن مثل هذه المعارض توجه رسالة دعم للأسرى القابعين في سجون الاحتلال، “هذه الفعاليات تقول للأسرى بأننا معكم، ولم ننسَ معاناتكم”، تقول ربايعة.

ولم يكن اختيار مكان المعرض صدفة كما تبين ربايعة، فهو يحاكي الواقع المأساوي الذي عاشته البلدة القديمة عام 2002، ويرمز لأعداد الشهداء والجرحى والأسرى وعشرات العائلات التي نكبت بسبب جرائم الاحتلال.
وحول تسمية المعرض، قالت ربايعة: “التسمية تحمل رسالة تفاؤل وأمل، فمهما طال غياب الشمس، حتما ستنقشع الغيوم وتشرق الشمس من جديد”.

ومن بين نحو سبعة آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال، هناك حوالي 1200 أسير من محافظة نابلس، بمدينتها وريفها ومخيماتها، بحسب اللجنة الوطنية لدعم الأسرى.

معاناة الأسرى أكبر من الوصف
ويقول عضو اللجنة عماد الدين اشتيوي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن معاناة الأسرى أكبر وأصعب من أن يجسدها معرض أو أكثر، لكن مثل هذه المعارض لها أهمية بالغة في جعل المواطنين يشعرون بمعاناة الأسير وعائلته.

ويؤيد اشتيوي ما ذهبت إليه ربايعة من أن هذه المعارض تعمل على رفع معنويات الأسرى، من خلال الشعور بأن هناك من يتابع معاناتهم اليومية داخل السجون، سواء في غرف التحقيق، أو العزل الانفرادي، أو الإهمال الطبي في عيادات السجون.

وأشار اشتيوي إلى أن فعاليات إحياء يوم الأسير هذا العام اتسمت بالتنوع والتجديد والتوزيع في العديد من المواقع، فضلا عن امتدادها على مدى سبعة أيام.

وكانت فعاليات يوم الأسير بمحافظة نابلس قد انطلقت من منزل أقدم أسير من المحافظة، وهو القيادي في كتائب القسام عبد الناصر عيسى من مخيم بلاطة، والذي اعتقل عام 1995 ويمضي حكما بالمؤبد مرتين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات