الثلاثاء 08/أكتوبر/2024

التواطؤ يطال الأراضي.. نفايات صهيونية خطرة تدفن بالضفة

التواطؤ يطال الأراضي.. نفايات صهيونية خطرة تدفن بالضفة

 
لم تكن قضية اكتشاف شاحنات تحمل نفايات خطرة صهيونية متوجهة إلى مكب زهرة الفنجان في جنين شمال الضفة الغربية، سوى حالة من عديد حالات حولت خلالها سلطات الاحتلال الضفة الغربية إلى مكب نفايات خطرة لمخلفات الاحتلال.

وبحسب نشطاء ومراقبين فإن تلك العمليات تتم بطرق تهريب غير قانونية وبتواطؤ من ضعاف النفوس بمستويات مختلفة لتصل إلى أراضي الضفة وتدفن فيها.

وكانت مصادر مطلعة في جنين قالت  لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن تحقيقا  يجري هذه الأيام في تواطؤ أطراف في مكب زهرة الفنجان في مدينة جنين لنقل نفايات خطرة للمكب مصدرها صهيوني.

تحقيقات
وأضافت المصادر إن تحقيقات موسعة تجري بعد شكاوى عديدة من رصد شاحنات نفايات تحمل لوحة تسجيل صهيونية تنقل مواد خطرة تسعى سلطات الاحتلال للتخلص منها لخطورتها ويتم دفنها في المكب.

وأشارت المصادر إلى أن بعض الأشخاص معتقلون لدى أجهزة السلطة الأمنية على هذه القضية التي لم تتضح خيوطها بعد بشكل كامل.

ونقلت المصادر أن المعتقلين على ذمة القضية يتم التحقيق معهم حول كيفية دخول تلك النفايات، علما أن شكاوى أثيرت منذ سنوات حول ذلك ولم يتم تعقبها.

ومكب زهرة الفنجان هو المكب الرئيسي لنفايات محافظات شمال الضفة الغربية وأنشأ قبل أكثر من عشر سنوات بمواصفات عالمية.

وبدأت القضية حين رصد مراقبو سلطة جودة البيئة شاحنات تحمل لوحة تسجيل فلسطينية تدخل من حاجز نتانيا في طولكرم علما أن هذا الحاجز لا يسمح للشاحنات بلوحة تسجيل فلسطينية بدخوله، حيث تم تتبع الشاحنات والتي دخلت بدورها لمكب زهرة الفنجان، وتبين أنها تحمل نفايات من مخلفات مصانع جاشوري الاستيطانية الكيماوية غرب مدينة طولكرم.

وبتتبع القضية فإن تلك المصانع التي نقلت من داخل أراضي 48 للضفة بسبب خطورتها وتلويثها العالي، وتشهد مدينة طولكرم احتجاجات مستمرة لآثارها الصحية والبيئية المدمرة على سكان المنطقة. 
أرخص للاحتلال
ويشير الخبير البيئي في مركز العمل التنموي جورج كرزم، إلى أن عملية نقل النفايات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية أرخص بكثير للشركات الصهيونية من دفنها داخل الأرض المحتلة عام 1948.

وأردف لمراسلنا: أن “ما لا يقل عن نصف كمية نفايات المنشآت الصهيونية لا تصل إلى المكبات في داخل أراضي 48؛ حيث يتم نقلها إلى الضفة الغربية عبر المعابر والحواجز، وتدفن في أراضي الضفة بتواطؤ من بعض المتعاونين الفلسطينيين”. 

ونوه إلى أن أبرز أراضي الضفة التي دفنت أو لا تزال تدفن فيها النفايات الصهيونية هي تلك الواقعة في مناطق قرى نعلين وشقبا ورنتيس الكائنة بمحاذاة ما يسمى الخط الأخضر، والقريبة من منطقة “تل أبيب”.

 كما أن العديد من الأراضي الفلسطينية المحيطة بالقدس المحتلة تستخدم أيضا لدفن كميات كبيرة من النفايات الصهيونية.
 
أضرار جسيمة
ويشير الخبير البيئي الدكتور عقل أبو قرع أن عدم معالجة النفايات بطريقة صحيحة له أثر مدمر على النظام البيئي، فكيف إذا كانت هذه النفايات طبية أو كيماوية خطرة.

ويتابع: “مع الزمن سوف تتراكم المكونات الخطرة في التربة وتدريجيا تنزل للأسفل، وتعمل على تلويث المياه الجوفية بمساعدة تغلغل مياه الأمطار في باطن الأرض، فلو فحصنا التربة على عمق 10 سم وبعد فترة على عمق 20سم وهكذا، سنجد أن هذه الجزيئات الخطرة تتغلغل في التربة تدريجيا، ولا تبقى فقط على السطح”.

وشدد أبو قرع على  خطورة تلك النفايات على الزراعة والنباتات لامتصاصها تلك الجزيئات السامة المتراكمة في التربة، والتي بالمحصلة تنتقل إلى الإنسان وتسبب له الكثير من الأضرار الصحية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات