فهد حسين: هناك سحب لكل الإنجازات التي انتزعها الأسرى

يمرّ هذا العام يوم الأسير الفلسطيني، والأسرى أكثر ثقة في عودتهم القريبة إلى أسرهم، بفعل عمل مقاوم أدّى إلى أسر عدد من جنود الصهاينة، رغم كل الآلام التي تعتريهم.

وبهذه المناسبة كان لقاء مع المنسق العام للحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي “تضامن” فهد حسين. وهي حملة دولية تعمل على إبراز معاناة الأسرى الفلسطينين  في سجون الاحتلال الاسرائيلي وذلك بالتعاون والشراكة مع المؤسسات والجمعيات العاملة في العالم للأسرى في فلسطين. كما تهدف الحملة إلى تذكير الناس بقضية الأسرى وتحفيزهم للتضامن معهم، وإلى حشد التأييد الشعبي والرسمي في سبيل هذه القضية.

يوجز المنسق العام للحملة أبرز ما حققته بالمشاركة في جلسات مجلس حقوق الإنسان الثلاث للعام ٢٠١٥ في جنيف، وإثارة قضية الأسرى المرضى والأطفال والنساء والاعتقال الإداري. وكذلك المشاركة في أكثر من ٤٥ مؤتمراً وملتقى في بيروت وإستطنبول وتونس والمغرب وماليزيا وجنيف وبرلين وغيرها، وتعريف المؤتمرين بقضية الأسرى. كما نظمت الحملة أكثر من ٩٨ فعالية واعتصاماً تضامنياً في عشرين بلداً، إضافة إلى  إصدار ونشر عشرات التقارير والمذكرات والإنفوغراف المختصة بشؤؤن الأسرى ونشرها لتصل إلى أكثر من مليوني مهتم.  ويضيف حسين إلى قائمة الإنجازات تنظيم زيارات وجولات لأسرى محررين ومبعدين للعديد من الدول بهدف التعريف بقضية الأسرى.

يضيف حسين، في توصيفه للتفاعل العربي مع هذه القضية، بأن الحالة التي تعيشها الدول العربية جعلت التفاعل مع قضية فلسطين عموماً وقضية الأسرى خصوصاً ضعيفاً، لولا انتفاضة القدس. أما التحرك الدولي فهو في ازدياد مقبول، وخاصة مجموعات المقاطعة BDS)) لكل ما هو منتج صناعي وزراعي إسرائيلي وحتى الجامعات الأكاديمية.

أما عن سبب تركيز حملة هذا العام على “المرضى والأطفال والنساء”، فيقول حسين إنه جاء بسبب الأبعاد الإنسانية العميقة لهذه الشرائح والفئات. كما أن الأعداد كبيرة. فالاحتلال اعتقل ٢١٧٩ طفلاً خلال ٢٠١٥، و٢٧١ طفلاً منذ بداية ٢٠١٦، يضاف إلى أن هناك ٤٥٠ طفلاً أسيراً دون الثامنة عشر. أما بالنسبة للنساء فهناك ٢٩١ حالة اعتقال خلال ٢٠١٥، كذلك ١١٨ حالة خلال انتفاضة القدس ٢٠١٥ – ٢٠١٦.

وعن المرضى يشير المنسق العام لحملة “تضامن” إلى أن هناك قرابة (1700) أسير يعانون من أمراض مختلفة، وأن من بين هؤلاء المرضى نحو (180) أسيراً يعانون من أمراض صعبة، وبحاجة إلى تدخل عاجل وعمليات جراحية لإنقاذ حياتهم، بينهم (25) أسيراً يعانون من مرض السرطان، بالإضافة الى أكثر من (70) أسيراً يعانون من إعاقات جسدية ونفسية وحسية دون مراعاة لأوضاعهم، ودون توفير الحد الأدنى من احتياجاتهم والأدوات المساعدة.

ويصف حسين الأوضاع الحالية للأسرى في السجون بالصعبة “وهناك اقتحامات وسحب لكل الإنجازات التي انتزعها الأسرى من إدارات السجون مثل التعليم، وتمديد مدة الزيارة وغيرها مما يجعل الأسير بقلق دائم وخاصة أسرى المؤبدات، لذلك نرى الحراك في أكثر من سجن، وإضرابات عن الطعام وخاصة ضد العزل الانفرادي.

وعن الحالة المعنوية للأسرى بعد تمكن المقاومة من أسر عدد من الجنود الصهاينة، يقول حسين إنه “لا شك ان أسر شاليط والتبادل الذي حصل بعد خمس سنوات ماثل أمام هؤلاء الأسرى. وأعطى لهم الأمل بالإفراج”. وناشد وسائل الإعلام بتحري الدقة عند نقل أخبار المفاوضات، لأن ذلك ينعكس على نفسية الأسرى. 

يعدّد المنسق العام لحملة “تضامن” فهد حسين بعض المشاريع المستقبلية للحملة ومنها: مشروع سفراء الحرية؛ وهو مشروع يهدف لحمل قضية الأسرى من خلال إيجاد متخصصين فيها، وعمل دورات تثقيفية وتخصصية للوصول إلى إيجاد خبراء في شوؤن الأسرى، وكذلك العمل على مشروع قرار للإفراج عن الأسرى الأطفال والنساء والمرضى من خلال إقناع ثلاث دول بتبني  مشروع، القرار لدى مجلس حقوق الإنسان في دورته القادمة في حزيران/يونيو القادم.