نيران خامدة
مهما كثرت التحليلات عن خمود انتفاضة الفلسطينيين وتراجع زخمها، فإن هذه الآراء تبقى حبيسة اللحظة، ولم تضبط ضمن سياق نضالهم. فالفلسطينيون لطالما خالفوا التوقعات وأشعلوا انتفاضات أذهلت كل شاهد ومتابع؛ فهم كالجمر المتّقد تحت الرماد، وما انتفاضة الأقصى عام 2000 وانتفاضة القدس 2015 إلا خير دليل.
رغم خفوت زخم جبهة الضفة إلا أن الوضع الميداني يبقى على رمال متحركة، فأبطال العمليات لا يتبعون فصيلاً ولا يندرجون ضمن مخططات مسبقة تابعة لأحد تقيد أعمالهم، إنما أفعالهم فردية بامتياز، وهذه الأفعال لا يمكن السيطرة عليها أو قياسها، ولا حتى توقعها والتنبؤ بها، فالتخطيط ينبع من الشخص والتنفيذ كذلك. ولذا فإن تعويل الاحتلال على تراجع الفلسطينيين هو محض وهْم لا يلامس الواقع بشيء.
الانتفاضة ماضية حتى تحقيق أهدافها، أو على الأقل الانعتاق من القيود الصهيونية ولو جزئياً، وأيضاً إجبار الكيان على عدم المساس بالمقدسات أو الاقتراب منها. جميع المؤشرات تقول الآن إن الضفة قد تواجه زخماً ميدانياً أقوى وأشد، وأهم تلك الدلالات إمعان الاحتلال في تقييد الفلسطينيين، باقتحام مدنهم وزجّ العشرات في معتقلاته، إضافة إلى استمرار قطعان مستوطنيه في تدنيس المقدسات وتقديم «قرابينهم» فيها.
القادم ينبئ بمزيد من الدماء؛ فجهود الحلول السياسية تحطمت بفعل العناد «الإسرائيلي»، فحكومة نتنياهو، ما زالت متمسكة بموقفها بعدم تقديم التنازلات، وتمعن في وأد حلم الدولة، كما أن الأمر وصل بها إلى محاربة ومهاجمة كل من ينتقد سياستها التي لا تجلب استقراراً.
الانتفاضة كانت متوقعة بعد أن أعطوا فرصة كافية للسلام الذي كان يُعوّل عليه أن يوجد حلاً منصفاً للقضية، ولكن بعد الإسفاف الصهيوني لم يبق أمامهم خيار سوى المقاومة، وجاءت استفزازات المستوطنين في الأقصى لتشعل شرارة الحراك. إلا أن الشعب كان وحده دون قيادة فاعلة توجهه، لذا اتسم الحراك بالصعود والنزول، ولم يحافظ على زخمه، وهذا تحديداً ما عانت منه “الهبّة”، إذ إنها حُرمت من قيادة موحدة تديرها للوصول بها لتحقيق نتائج ملموسة؛ فالفصائل اكتفت بالمشاهدة والتحريض دون خوض غمار المواجهة، وهذا سبب مهم وجوهري لتراجع الجماهير عن حماسها الكبير.
المعطيات تشير إلى أن منجزات أطفال السكاكين والحجارة خلال أشهر معدودة فاقت ما حققه المفاوض الفلسطيني خلال سنوات عمله العجاف.
كما المطلوب من الفصائل هو الاندماج في مواجهة المحتل، وعدم الانكفاء والاكتفاء بالتصفيق والإدانات؛ فعلى كاهلها مسؤوليات كبيرة لا بد من تحملها، وإلا فإنهم فاقدون لأسباب وجودهم.
المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لليوم الـ268.. القسام يواصل استهداف آليات العدو وتحشداته
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 268 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
صحة غزة: المستشفيات ومحطات الأوكسجين ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأحد، من أن "ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين بعموم القطاع سيتوقف...
هكذا استخدم جيش الاحتلال مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية في غزة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أظهرت صور حصرية جديدة، اليوم الأحد، حصلت عليها فضائية الجزيرة، استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمعتقلين من...
الدويري: 12 عملية مميزة للمقاومة كل 24 ساعة بحي الشجاعية
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري، إن فصائل المقاومة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، شمالي...
جبارين: لن نستسلم ولا خيار أمامنا سوى المقاومة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة حماس في الضفة الغربية زاهر جبارين، إنه لا يوجد أمامنا إلا خيار واحد وهو خيار المقاومة لأن الخيار...
إصابة 9 إسرائيليين بانفجار مسيرة مفخخة في الجولان
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 9 إسرائيليين، اليوم الأحد، جراء انفجار طائرة مسيرة أطلقت من جنوب لبنان، وسقطت في الجولان السوري المحتل....
حماس تنعى الشهيد سعيد جابر: العدوان لن يفلح في ردع المقاومة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، "الشهيد البطل سعيد جابر، الذي ارتقى إلى العلا ظهر اليوم جراء القصف الصهيوني الغاشم...