السبت 03/أغسطس/2024

الشيخ سليم: اعتقالي استفزازي وواجب الخطيب توعية المواطنين

الشيخ سليم: اعتقالي استفزازي وواجب الخطيب توعية المواطنين

أكد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ محمد سليم، أن قوات الاحتلال الصهيوني، التي اعتقلته يوم أمس بعض الوقت، اتهمته بالتحريض، وهددته بالاعتقال؛ في حال تكرار مضمون خطبته، التي تناولت المخططات الصهيونية التي تستهدف المسجد.

وشدد الشيخ سليم، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” على أنه من حق خطيب المسجد الأقصى تناول كافة هموم ومشاكل المواطنين والعمل على توعيتهم في الدين”، واصفًا الاعتقال بـ”الاستفزازي”.  

ونفى سليم التهمة التي وجهت إليه بـ”التحريض والدعوة إلى العنف”، مؤكدًا أن الإسلام “دين السلام والأمن والاستقرار، وقد حرم الظلم”.

إلى ذلك، استنكرت ثلاث مؤسسات مقدسية، اعتقال الشيخ سليم والتحقيق معه بتهمة التحريض.

وقالت الهيئة الإسلامية العليا، ومجلس الأوقاف الإسلامية والمؤسسات العاملة في القدس، في بيانٍ مشتركٍ اليوم السبت: “من الواضح بأن هذه التهمة باتت جاهرة ضد كل خطيب؛ لأنه ينتقد الممارسات الاحتلالية العدوانية ضد الأقصى وضد مدينة القدس وأهلها”.

وشددت المؤسسات على أن ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال من اعتقال خطيب المسجد الأقصى المبارك، والتحقيق معه بعد صلاة الجمعة “أمر خطير غير مسبوق، وهو تكميم للأفواه، وتدخل في الشؤون الدينية للمسلمين”.

وشدد البيان على “أن الخطابة في الأقصى لها حرمتها، ولها احترامها، وأن إجراءات الاحتلال ضد الأقصى لن تكسب اليهود أي حق فيه، كما أن الممارسات والملاحقات من الاحتلال ضد المصلين المسلمين لن تثني المسلمين عن الصلاة في الأقصى، وسيبقون محافظين عن الأقصى ومدافعين عنه؛ لأنه يمثل جزءا من إيمانهم وعقيدتهم وعبادتهم.

وأكدت المؤسسات المقدسية وقوفها “إلى جانب خطباء الأقصى لأنهم يؤدون واجبهم الديني بكل أمانة وإخلاص”.

وفيما يلي نص الخطبة التي اعتقل بسببها الشيخ سليم:

خطبة الجمعة
القدس في شهر رجب
8/4/2016م

 الحمد لله رب العالمين قال وهو أصدق القائلين:” وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون”. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل من سنّته في القدس أن تكون أرض رباط إلى يوم القيامة ،فنحن بسنّة الله فينا راضون ، ولأمره صابرون مرابطون ،فيا ربنا أعنّا ولا تعن علينا ، وانصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى  إلينا ، وانصرنا على من بغى علينا . ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، وخيرته من خلقه ، وأمينه على وحيه ، عاشت القدس في قلبه وفكره ، وحفلت بها سيرته ،وأمر بالرباط فيها فقال :” عليك ببيت المقدس لعل الله يرزقك فيها ذرية يغدون إليها ويروحون”.
 
محبوبنا   ونبينا   وشفيعنا            يدني إلى ورد الرضى ويقرب
المصطفى أعلى البرية منصبا            قد جلّ في العلياء ذاك المنصب
حاز السيادة والكمال محمد                  فإليه أشتات المحامد تنسب
منا  السلام  على  النبي وآله               ما أسفرت شمس وأشرق كوكب

 اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله الطاهرين  وعلى أصحابه الغر الميامين ، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان ،وعلى المسلمين المرابطين إلى يوم الدين .
أما بعد ، أيها المسلمون

شهر رجب الذي دخلنا فيه نستطيع أن نصفه بأنه شهر القدس وشهر المسجد الأقصى ،فعلى مدار التاريخ شهدت القدس وشهد المسجد الأقصى  فيه أحداثا عظيمة وجسيمة لا بد من الوقوف عند بعضها لأخذ الدروس والعظات منها ، وقد قال الله تعالى : وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ  وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”…  

  أيها المؤمنون ، أيها المرابطون
ارتكبت في شهر رجب من عام ثمانية وأربعين من القرن الماضي ثلاث مجازر  شملت ثلاث قرى من قرى محافظة القدس وهي قرية دير ياسين وقرية أبو شوشة وقرية بيت ثول حيث تمّ تدمير الأخيرة تدميرا كاملا وتشريد أهلها منها ، وأما  دير ياسين وأبو شوشة  فعدا عن تدميرهما فقد استشهد فيهما ما يزيد عن الأربعمائة  شهيد أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ ،ولا زالت آثار هذه المجازر إلى وقتنا الحاضر أهما  تشرد و لجوء أهالي هذه القرى المقدسية  داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها ،  وإذا كنا  نطالب شعبنا بالثبات على الحق فإننا نطالب الأمم التي تزعم العمل للأمن والسلام بين الشعوب  بالإقلاع عن غيها وباطلها وظلمها وإنصاف قضيتنا وشعبنا ،فإن الله عز وجل أمر الناس في الأشهر الحرم والتي منها  شهر رجب  اجتناب الظلم والإقلاع عنه فقال سبحانه :” إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم”.
 
يا عباد الله ……وإذا كان العرب في جاهليتهم يعظمون شهر رجب ويعرفون له حرمته ،فلا تسمع فيه في أيام جاهليتهم قعقعة سلاح ، ولا تراق فيه دماء ، ولا تشن فيه غارات وحروب ، فلماذا أهل الكتاب يجترؤن على الله الذي حرم الظلم عامة وفي الأشهر الحرم خاصة ؟ولماذا لا يتخلقون حتى بأخلاق أهل الجاهلية في هذا المقام  فيسفكون الدماء ويهدمون البيوت ويعتقلون ويشردون ؟ ألم يقرع مسامعهم بعد قول الله تعالى فيهم :” وباءوا  بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون”

أيها المسلمون ….
ولم يسلم المسجد الأقصى من الاعتداء والإيذاء هو والمصلين فيه من شر الاحتلال في كل الشهور وبخاصة  في شهر رجب ،ففي الثاني عشر من شهر رجب من عام ألفين دنّس رئيس وزراء الاحتلال حينئذ المسجد الأقصى بزيارته الاستفزازية  له التي أدت إلى  اندلاع الانتفاضة الثانية التي كشفت طبيعة المؤامرة على المسجد الأقصى ، ولا يزال هذا الاستفزاز للمسلمين قائما فها نحن في شهر رجب ولا زالت اقتحامات المستوطنين له  ،ولا تزال دعواتهم من أجل ذبح القرابين  فيه تمهيدا لإقامة ما يسمى بالهيكل بعد هدم المسجد الأقصى لا سمح الله ، ولا يزال الحاخامات يحرضون على انتهاك حرمة مسجدنا ويدعون إلى  استباحة دمائنا  ، وقد وبخهم الله ونهاهم عن هذا فقال سبحانه :” وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون”.

يا مسلمون يا مرابطون….
وفي شهر رجب نالت القدس والمسجد الأقصى تكريما كبيرا  ، ففيه على قول من رجح ذلك كانت معجزة الإسراء والمعراج  ، وفيه تمّ تحويل القبلة من القدس إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة ، فصارت القدس والمسجد الأقصى  آيتين من القرآن الكريم ، وعقيدة من عقائد المسلمين ، وتاريخا مجيدا من أعظم تواريخهم ، وفي ظل هذه الحقائق والمسلمات فإن تهديد المسجد الأقصى هو تهديد للمسجد الحرام والاعتداءات اليومية والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى هي اعتداءات على المسجد الحرام وإن هدم المسجد الأقصى لا سمح الله بداية لهدم المسجد الحرام ، ألم يخطط أرناط الصليبي للاعتداء على  قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بل أرسل من يعتدي عليه ؟ فاستيقظوا يا  مسلمون من غفلتكم ؟ وأدركوا خطورة ما  تتعرض له قبلتكم وأرض إسراء رسولكم صلى الله عليه وسلم ومعراجه؟ أما آن لكم أن يعظكم قول ربكم عزّ وجلّ :”واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب”
 
أيها المؤمنون…..وفي شهر رجب  حرر صلاح الدين بيت المقدس والمسجد الأقصى بعد احتلال الصليبين له ثمانية وثمانيا عاما ، وهذا يعطينا الأمل أن المسجد الأقصى مهما طال احتلاله فمصير الاحتلال  إلى زوال وكما قال القائل قديما :

المسجد الأقصى له آية        سارت فصارت مثلا سائرا
إذا كان بالكفر مستوطنا         أن يبعث الله له  ناصرا

فاللهم أتم علينا وعلى المسجد الأقصى هذه النعمة وارزقنا فتحا له عاجلا وقريبا

يا مسلمون ، يا مرابطون……
وإذا كان صلاح الدين اغتنم  شهر رجب لتحرير المسجد الأقصى فإن على المرابطين فيه وبخاصة أهل القدس وضواحيها أن يحسنوا رباطهم فيه، فبحجة الرباط تنتهك حرمة المسجد الأقصى ، وممن ؟ من المسلمين أنفسهم؟ وممن؟ من أهل القدس أنفسهم ، وسأذكر بعض الأمثلة لهذه الانتهاكات منها عقد القران في المسجد الأقصى الذي ينتهك فيه العريسان وذووهم حرمة المسجد الأقصى بالتبرج أولا وبالتقاط الصور التي تشبه الأفلام الهندية وكأن المسجد الأقصى استوديو أو حديقة أو قاعة أفراح ! إذا كنت تعقد قرانك في المسجد الأقصى للبركة فأنت تذهب هذه البركة بانتهاك حرمة الأقصى؟ وإذا كنتم تحبون الأقصى فإنه  مكان للرباط بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ،فلماذا تكتفون من الرباط بساعة عقد القران فقط ،   فاتقوا الله فمن أراد أن يعقد قرانه في المسجد الأقصى فليعقده من غير معصية لله تعالى فيه ، وإن دائرة الأوقاف الإسلامية ترحب بكم في المسجد الأقصى لعقد الزواج وللرباط فيه فأنتم مطالبون بالرباط فيه والتواجد للعبادة في كل الأوقات فهو مسجدكم ومكان رباطكم . .. وأما الانتهاك الثاني من المسلمين لحرمة المسجد الأقصى فهو الذي يجري عند المطهرة في باب القطانين حيث يجلس بعض الرجال يدخنون ويشربون القهوة والشاي وينشغلون عن صلاة الجمعة وآدابها وسننها ، كالاشتغال بتلاوة القرآن وبذكر الله أو بصلاة النافلة أو بالاستماع إلى المواعظ والدروس  ، فهل المسجد الأقصى أو بعض رحابه التي تعد جزءا منه ولها نفس الحرمة هل صارت مقهى أو مكان استراحة للاهين؟فأين الإيمان والتقوى يا مسلمون؟…….وأما الانتهاك الثالث فهو من العائلات وأولادهم الذين اتخذوا المسجد الأقصى للنزهة وللعب كرة القدم والسباب والشتائم بألفاظ تتنافى مع أخلاق المسلمين وقيمهم
 
 
 يا مرابطون….إن هذه الانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى تغري المحتلين بمسجدكم  وتجعلهم يتمادون في التطاول عليه ، ولذلك فإنني أناشدكم  الله أن تتقوا الله في مسجدكم وأن تحسنوا رباطكم فيه ،وأن تكثفوا وجودكم وبخاصة في هذا الشهر ، وأن تحافظوا على أملاك الأوقاف وعدم التخريب في المسجد الأقصى فالله سبحانه وتعالى يقول”وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.

فالله أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ووفقنا لما تحبه وترضاه واجعلنا من أهلك وخاصتك في المسجد الأقصى وفي بيت المقدس وأكنافه يا رب العالمين .عباد الله

“إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”

الخطبة الثانية
القدس والمسجد الأقصى في شهر رجب

الحمد لله رب العالمين ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ،ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله  ، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات