المرابطة سحر النتشة.. حبس منزلي بتهمة حب الأقصى

مناضلة فلسطينية، واجهت الاعتقال في سجون الاحتلال بذات الثبات الذي تواجه به الجنود الصهاينة على أبواب الأقصى،  بحثوا عن تهمة لها فلم يجدوا إلا الرباط على أبواب المسجد المبارك.. إنها المقدسية سحر النتشة.

تلك السيدة المرابطة التي كان أهل الأقصى وحماته عند الأبواب يرتشفون الشاي الساخن من تحت يديها بشكل يومي، تعرضت لسجن فعلي لمدة أحد عشر يوماً أفرج عنها بشروط مجحفة من بينها السجن المنزلي المفتوح ليبقيها مرابطة في المنزل بعيدة عن الأقصى.

حب الأقصى

تقول شقيقتها “إكرام” في حديث خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، حيث لا تستطيع المرابطة “سحر” الحديث بسبب شروط الاحتلال التي من بينها عدم التواصل مع الإعلام: “أختي الكبرى سحر المرابطة والمبعدة منذ ثمانية شهور وأكثر عن المسجد الأقصى، هي أم لسبعة أبناء وتبلغ من العمر 45 عاماً، ومنذ خمس سنوات رابطت في ساحات المسجد، فقد شاهدت مجموعة من المستوطنين تقتحم ساحاته، وعندها قررت الرباط لأن المسجد الأقصى مسؤولية كل مسلم حر يغار عليه”.

وأوضحت إكرام النتشة أن “سحر تعرضت لاعتقال دام أحد عشر يوماً سجنت فيه بزنازين فردية لا تصلح للاستعمال الآدمي، ولم تعامل بشكل سوي، فلمدة يومين لم ترتشف الماء، كما قاموا بوضع فرش وغطاء مبلل بالماء لها كما، كانت تنبعث الرائحة الكريهة من المرحاض وأنابيبه الصحية، وأن معاملتها كانت كإنسانة منبوذة، وكأنها اقترفت عملا غريبا ألا وهو حب المسجد الأقصى”.

وأضافت أن “الإفراج عن شقيقتها سحر كان  وفق شروط من بينها السجن المنزلي المفتوح، وعدم استعمال الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر، ودفع كفالة مالية بقيمة خمسة آلاف شيكل حتى انتهاء القضية؛ حيث تتهمها سلطات الاحتلال فيها بالتحريض على شبكة التواصل الاجتماعية “الفيس بوك”.

وأشارت إكرام النتشة أنه وخلال السجن الفعلي لشقيقتها سحر اقتحمت قوات الاحتلال منزلها، وقامت خلالها بتحطيم وتفتيش ومصادرة 6 من أجهزة الحاسوب، قائلة إنهم لم يتركوا شيئا إلا وفتشوه، وقاموا بعد المصادرة بإحضار هذه الأجهزة لسحر خلال التحقيق، رغم أن هذه الأجهزة ليست لسحر بشكل شخصي”.

وأكدت إكرام أن: “الاحتلال يتحايل بوسائل واهية متحايلاً ومفرغاً طاقاته متذرعاً بالتحريض على الفيس بوك، موضحةً أن التهمة الرئيسية هي الرباط في المسجد الأقصى وهي النقطة المحورية”، مستذكرة ما قالت لها سحر أن المحقق في غرف التحقيق قال لها :”سأسحب كل المرابطات إلى هون واحدة واحدة”.

وعن سحر تقول شقيقتها “اليوم شعرت بالضجر، قالت لي انخنقت من شان الله أنا متعودة أروح على الأقصى وأعود لبيتي، كان الأقصى من أساسيات سحر اليومية للعيش والحياة، تستيقظ لصلاة الفجر، تحضر الطعام لأولادها، ومن ثم تنطلق للأقصى اليوم أصبحت حبيسة المنزل لا هواء ولا أقصى”.

وتابعت إكرام النتشة أن العائلة تحاول وبناتها وصديقاتها التخفيف عنها؛ فلا أحد يتركها لوحدها، الكل يأتي بشكل يومي ويجتمع عندها لمؤازرتها ومواساتها والاطمئنان عليها بعد تعرضها ومكوثها في السجن لمدة أحد عشر يوماً.

القائمة السوداء

وأشارت إكرام النتشة أن المقدسية سحر تعرضت للتحقيق المتواصل من قبل أربعة محققين، ووجهت لها تهم عديدة من بينها أنها تتبع منظمة محظورة غير شرعية، وأنها مؤيدة للمنظمة، والتحريض على الفيس بوك، وإثارة الشغب في المسجد الأقصى، ومنذ أكثر من ثمانية شهور منعت من الدخول إليه؛ حيث أدرج اسمها ضمن القائمة السوداء.

وتشير إلى أن محامي سحر النتشة لم يوضح عن موعد محاكمتها القادمة ولم يقل شيئا بهذا الخصوص، ومتى سينتهي السجن المفتوح بحقها، موضحة أن قضية سحر وسجنها قد رفعت لما يسمى ب “المحكمة العليا” والتي قامت هي بالبت بقرار الإفراج عنها وفق الشروط السابقة.

وعن عائلتها كيف واجهوا سجن سحر تقول إكرام: “أحد عشر يوماً مروا وكأنهم إحدى عشرة سنة، فقد كانت دموع بناتها لسحر لا تكف عن الانسكاب على خدودهم طيلة فترة سجنها.

أحسست بالفراغ عند سجنها فأنا لم أترك سحر يوماً فهي أختي أولاً وزوجة شقيق زوجي، وهي نصفي الثاني بكل شيء، كنا نذهب سوياً للرباط في الأقصى وعلى أبوابه، وخلال سجنها كنت أحضر في كل محاكمة حتى تشعر بوجودنا وأنها ليست وحدها الكل معها  حتى لحظة الإفراج عنها.

وعن سحر ورسالتها للمرابطين والمرابطات دعتهم للثبات والصبر والمرابطة و”إن كل ما يحصل ما هو إلا من الفلس الذي يعاني منه المحتل، فهو استطاع أن يبعدنا بأجسادنا خارج المسجد الأقصى ومساحته المكونة من 144 دونما ولكنه لم يستطع أن يبعد أرواحنا، وبسبب رباطنا وبشكل يومي عند أبوابه مدافعين عن حقنا بالدخول إليه قام بشن حملة لإبعادنا عن البلدة القديمة وتعرضنا للسجن؛ إلا أننا لو أبعدنا سنرسل أبناءنا وأحفادنا مدافعين ومرابطين عن المسجد الأقصى، لأن المسجد الأقصى عقيدة وهو قرآن يتلى”.