الأحد 04/مايو/2025

معركة جنين.. ذكريات بطولة وعهد على مواصلة المسير

معركة جنين.. ذكريات بطولة وعهد على مواصلة المسير

يستذكر أهالي مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة الذكرى الرابعة عشر لمعركة مخيم جنين البطولية، التي شكلت ملحمة بطولية تمكن خلالها بضع عشرات من المقاتلين الأشداء وسط حاضنة شعبية من التصدي لجيش الاحتلال وقهره وإلحاق خسائر فادحة إلى أن قرر هدم المخيم حتى يدخله.

ويقف بذكرى المعركة مجموعة من الفتية على أطلال مقبرة الشهداء في مخيم جنين متفاخرين  بإرث عظيم من التضحية والفداء، متباهين بأنهم وفتية المخيم ما زالوا يقارعون الاحتلال ويرشقونه بالحجارة كلما اقتحم المخيم للتدليل على استمرارهم على عهد شهداء المعركة.

ويرى مواطنون وأهالي في جنين ومخيمها أن إرث المعركة ما زال حاضرا رغم كل تلك السنوات؛ لأنه شكل ظاهرة ومرحلة فارقة في تاريخ المقاومة المعاصر.

وكان 26 جندياً صهيونياً قتلوا في هذه المعركة وجرح 130 آخرون، فيما استشهد نحو 60 مواطناً وجرح المئات، وهدمت غالبية منازل المخيم.

واستعصى المخيم على الاقتحام على مدى 11 يوماً بفعل بسالة المقاومين ووحدتهم إلى أن أخذ رئيس وزراء الاحتلال أريئيل شارون ورئيس أركانه شاؤول موفاز قراراً بهدم المخيم حتى تتمكن قواته من دخوله، وهو ما حصل.

وحدة وإيمان
ويشير القيادي في حماس الشيخ الأسير جمال أبو الهيجاء –وهو أحد قادة معركة مخيم جنين – إلى أن الوحدة والإيمان كانتا الركيزتين الأساسيتين في الثبات في معركة المخيم.

وأضاف لمراسلنا أن معركة مخيم جنين مثلت درساً في أن القضية لا تموت، وأن جيلاً إيمانياً من الشباب قرر المواجهة حتى النهاية ليسطر ملحمة بطولية في تاريخ الصراع مع الاحتلال.

وأكد على عظمة الشعب الفلسطيني في مقارعة الاحتلال ولو بأقل الوسائل والأدوات، مشدداً على أن المعركة حلقة من حلقات الجهاد الفلسطيني الطويل على طريق النصر.

وبرى النائب في المجلس التشريعي –وأحد مقاتلي معركة المخيم – جمال حويل أن مشهد الوحدة الميدانية بين فصائل المقاومة في معركة المخيم كان عظيماً وشكل درساً للجميع.

وقال لمراسلنا إن توحد المخيم والمدينة والريف في أروع وأبهى صور الوحدة والتعاون والتعاضد والتكافل، وبالتأكيد لم نكن نتوقع أن تكون معركة المخيم معركة تحرير، ولكنها كانت معركة شموخ وانتصار للإرادة.

وشدد على أن معركة مخيم جنين ستبقى علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، والتي أكدت أن الإيمان بالله وحتمية النصر والقرار والوحدة الوطنية والتحام المقاومة مع الجماهير، والإعداد الجيد للمعركة وتوفر الغطاء السياسي  يحقق المستحيل أمام أعتى  القوى الصهيونية الظالمة.

رجال لا تمحوهم الذاكرة
وبحلول ذكرى معركة المخيم يستذكر أهله قادتها العظماء ممن رسموا تلك اللوحة العظيمة، وهم الشهيد محمود أبو حلوة، قائد كتائب القسام في المخيم، والشهيد محمود طوالبة، قائد سرايا القدس، والشهيد زياد العامر، قائد كتائب شهداء الأقصى، والضابط في الأمن الوطني وقائد العمليات في المعركة يوسف ريحان “أبو جندل” والشهيد القائد القسامي نصر جرار.

كما ويستذكر الأسرى الذين رسموا برصاصهم لوحة المعركة ومنهم القيادي في سرايا القدس الشيخ علي الصفوري والمحكوم بالسجن المؤبد، والقيادي في السرايا الأسير ثابت مروادي، والقيادي في حماس الشيخ جمال أبو الهيجاء.

وتكتمل اللوحة بنحو 60 شهيدا سطروا بدمائهم حكايات تلك المعركة التي أصبحت مصدر إلهام للمقاتلين الباحثين عن الحرية .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات