الأربعاء 07/مايو/2025

مقاومة السايبر.. قتال الاحتلال بـالميدان الافتراضي

مقاومة السايبر.. قتال الاحتلال بـالميدان الافتراضي

بموازة المقاومة التي يخوضها الفلسطينيون على الأرض ضد الاحتلال الصهيوني، تشتد يوما بعد يوم وتيرة المواجهة الإلكترونية (السايبر) التي تدور رحاها بـ”ميدان افتراضي” لا يستعمل فيه السلاح ولم يطلق فيها رصاصة واحدة، لكن خسائرها كانت فادحة، حتى باتت تشكل “صراع أدمغة تخوضها “إسرائيل” ضد خلايا مجهولة، الأمر الذي أثار حالة من القلق والإرباك الكبيرين لدى مستويات الاحتلال المختلفة وخاصة العسكرية، كونها باتت تشكل خطرا قويا على أمنها القومي.

الأماكن الحساسة
المهندس والمختص بتقنية المعلومات أشرف مشتهى وصف طبيعة هذه المواجهة بأنها “عملية اختراق للمواقع الإلكترونية الإسرائيلية، وهي قد توازي في خطرها الحرب العسكرية، لأنها تصل لأماكن حساسة في الدولة مثل القواعد العسكرية والمطارات والبنوك التي قد تؤدي إلى خسائر فادحة، مشيراً إلى أن “إسرائيل” أعلنت مسبقاً حالة من الاستنفار في صفوف الجهات المختصة لديها لمواجهة تلك العمليات”.

ووفقا لما نقله موقع “المجد الأمني” عن مشتهى فإن “تأثير هذه العمليات على “إسرائيل” يعتمد على الجهة التي تتعرض للاختراق؛ فإذا كانت للحسابات المصرفية والبنكية فالخطر شديد لأن ذلك يعتبر تهديداً مباشراً لأمن الدولة الاقتصادي قد تسبب قيام عملاء تلك البنوك بسحب كافة أموالهم منها”، موضحاً أن تعرض المواقع العسكرية والأمنية الإلكترونية المختلفة للاستهداف المباشر في عمليات الاختراق، يهدد الأمن القومي أيضا “لإسرائيل”.

ميدان افتراضي
المجال الإلكتروني أصبح بمثابة مجال قتال جديد يضاف إلى المجالات البحرية والجوية والبرية التي تخوضها المقاومة ضد الاحتلال، إلا أنه في “ميدان افتراضي” لتصبح شبكة الإنترنت ساحة معركة حقيقية، وليست مجرد ذراع إضافية.

في المقابل، فإن الاحتلال بات يدرك أهمية خوض هذا الميدان أو مواجهته، وهنا باتت تظهر التعليمات التي يتعامل معها الاحتلال من خلال الاستعداد لجعل أسلحته مستعدة لهذا العصر، حيث يقوم بصياغة تصورات، وبناء نظريات، وتأسيس وحدات تعمل على رصد حوادث “السايبر” على شبكة الإنترنت، في إطار عملية الاستعداد وبناء القوة لهذه الجبهة الجديدة التي فتحها “مقاومو السايبر”.

مخابرات الاحتلال بدأت تستعد لهذا النوع من وسائل المواجهة، وتحرص على مواكبتها جيداً، كما أنها باتت ترصد مواقع التواصل الاجتماعي فهي كنز معلوماتٍ كبير بالنسبة لهم، ومن خلالها تستطيع الحصول على كثيرٍ من المعلومات الهامة، وهو ما دفعها لإنشاء وحدات متخصصة بمتابعتها لجمع البيانات وتحليل المعطيات.

قلق “اسرائيلي”
تشير التقارير والتقديرات أن الاحتلال، وعلى الرغم من امتلاكه الخبرة والقدرات العلمية في مجال تكنولوجيا المعلومات، إلا أنه وقع في مشكلتين تقنيتين أمنيتين لدى شروعه في الحرب الإلكترونية الدفاعية والهجومية.

أولى هذه المشكلات أن الاحتلال يعمل ضمن منظومة إلكترونية متكاملة، حيث أصبح كل شيء يدار بواسطة الشبكات المحوسبة، ومن الصعب تحديد سلم الأولويات كشبكة الكهرباء، والمنظومة البنكية، والبورصة، والطيران. وثانيهما أن المس بإحداها سيلحق ضرراً هائلاً، وكلها تعتمد على الاتصال المتواصل مع الخارج، مما يجعل من الصعب توفير الحماية لها.

وبعيداً عن الخسائر المادية والأمنية التي يمكن أن يتكبدها الاحتلال جراء عمليات “القرصنة” أو “هجمات السايبر” التي تشنها المقاومة الفلسطينية أو المتضامنين معها، يأتي الخطر المعنوي، حيث إن الاختراق المتكرر للمواقع الهامة ونشر معلومات سرية تخص أمن الاحتلال يعنيان أن الأخير بات ﻋﺎﺟﺰًﺍ حتى عن ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴًّﺎ، على الرغم من امتلاكه جهازًا استخباريًّا كبيرًا وقسمًا خاصًّا لوقف هجمات السايبر.

 

أبرز العمليات “السايبرية”
• في 11 يوليو عام 2012 شن مجموعة من قراصنة الإنترنت بقطاع غزة هجمة إلكترونية على موقع الكنيست “الإسرائيلي”، وحينها قالت صحيفة هآرتس إن مجموعة تطلق على نفسها “Gaza Hacker Team”، نشرت على موقع الكنيست بيانًا جاء فيه أن بحوزتها أسرارًا كثيرة عن زعماء “إسرائيليين”، كما عرضت المجموعة قائمة بها عدة مطالب من بينها وقف أعمال الحفر أسفل المسجد الأقصى المبارك، ووقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، ووقف العدوان على غزة، والإفراج عن كافة السجناء الفلسطينيين.

• في يناير من نفس العام تمكنت المجموعة ذاتها من اقتحام الموقع الإلكتروني الخاص بنائب وزير الخارجية “الإسرائيلي” السابق داني أيالون.

• في 7 إبريل عام 2013 شن مجموعة من الهاكز تدعى “أنونيموس” أكبر عملية قرصنة معلوماتية ضد “إسرائيل”، وأدت إلى إسقاط مواقع وزارات ومؤسسات “إسرائيلية” بما فيها دائرة الهجرة اليهودية، والمحاكم ووزارة القضاء، إضافة إلى أنها استهدفت أكثر من 100 ألف موقع، و40 ألف صفحة في الفيس بوك، و5 آلاف حساب على تويتر تابعة لمسؤولين “إسرائيليين”، و30 ألف حساب مصرفي “إسرائيلي”، وتكبد الاحتلال أضرارًا قيمتها 3 مليارات دولار، وتعهدت المجموعة حينها بشن حملات مشابهة في ذات اليوم من كل عام؛ بهدف “شطب إسرائيل من شبكة الإنترنت”، ردًّا على جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

• في 7 إبريل 2014 بدأ قراصنة تابعون لمجموعة “أنونيموس” في شن هجمات إلكترونية ضد مواقع “إسرائيلية”، ضمن عملية واسعة النطاق لدعم القضية الفلسطينية، واستهدفت الهجمات الإلكترونية مواقع “إسرائيلية” حكومية وغير حكومية؛ بهدف الحصول على معلومات منها، أو إيقافها عن العمل عبر توجيه هجمات الحرمان من الخدمة، وتوقف حينها موقع وزارة التعليم “الإسرائيلية”، كما سقطت مواقع تابعة لعدة شركات “إسرائيلية”. وبجانب الهجمات الإلكترونية، سرب قراصنة مجموعة من أرقام الهواتف التابعة لشخصيات في الحكومة “الإسرائيلية”، إضافة إلى إرسال رسائل إلى هواتف عشرات الآلاف من الجنود، كما نجحت المقاومة في اختراق بث أهم القنوات الفضائية “الإسرائيلية” كالقناة الثانية والعاشرة لعدة مرات.

• في عام 2015 وعلى الرغم من الاحتياطات الهائلة التي كانت “إسرائيل” تتخذها بعد كل عملية قرصنة، إلا أن مجموعة أنونيموس نجحت في شن حملة شرسة على عشرات المواقع الإلكترونية “الإسرائيلية” ونجحت حينها في اختراق عدة مواقع أبرزها موقع الحكومة “الإسرائيلية”، ووزارات الدفاع والتعليم والاستخبارات، وسوق الأسهم للأوراق المالية، وشرطة “تل أبيب”.

• في ذات الشهر كشف مسؤول أمني فلسطيني أن أجهزة الأمن بغزة نجحت في كشف عشرات العملاء الذين تم تجنيدهم للمخابرات “الإسرائيلية” عبر موقع إلكتروني، بقيام خبراء تقنيين فلسطينيين باختراق سيرفرات الموقع الأمني “الإسرائيلي”، وحصوله على قوائم بأسماء العملاء المسجلين فيه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...