عاجل

الأحد 30/يونيو/2024

القداسة اليهودية.. الهدف المستقبلي لاقتحامات الأقصى

القداسة اليهودية.. الهدف المستقبلي لاقتحامات الأقصى

تسارعت وتيرة اقتحامات المستوطنين الصهاينة للمسجد الأقصى، فيما تزايدت محاولات فرض طقوس تلمودية داخل ساحاته وارتداء ملابس معينة أو إدخال الشموع وزرع مقابر وهمية، الأمر الذي يشير إلى واقع جديد يحاول الكيان الصهيوني فرضه على المسجد المبارك.

وشهد الأقصى خلال الأسبوع الماضي ارتفاعا في عدد المقتحمين، حيث بلغ يوم الخميس الماضي 300 مستوطن بعد أن دعت إلى اقتحامه مؤسسات وجمعيات استيطانية، فيما تتزايد الانتهاكات الصهيونية بحقه وحق المرابطين المتواجدين بداخله من اعتقالات وتنكيل وإبعاد.

قداسة يهودية

من جانبه، قال د. ناجح بكيرات المدير السابق للمسجد الأقصى والمبعد عنه لستة شهور لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاحتلال في الآونة الأخيرة ركز على جعل القداسة في المسجد الأقصى،  ليست قداسة إسلامية؛ حيث يريد أن يخلق قداسة جديدة وهي القداسة اليهودية”.

وأضاف “يعمد الاحتلال ليحل القداسة باتباع ثلاثة أمور: أولها، أن يزيد عدد المقتحمين ونوعيتهم حيث يشهد المسجد الأقصى زيادة ملحوظة بعددهم وزيادة في الأساليب المتبعة، والممارسة بساحات الأقصى إن كانت دعوات لعقد قران يهودي أو إدخال الشموع والشمعدان أو الخمور والعلم الصهيوني، كما يحاول الاحتلال مع بداية عام 2016 أن يجعل من المسجد الأقصى ذا سيادة وطابع يهودي”.

وأضاف بكيرات: “الاحتلال يركز في الوقت ذاته على خلق حيز في محيط المسجد الأقصى من خلال زرع مقابر وهمية، وبنى المشاريع الاستيطانية في حي المغاربة وحائط البراق تحت اسم مشاريع تطويرية سالخاً المشهد الحضاري والعربي والإسلامي لمحيط الأقصى، مطلقاً ما يسمى الحوض المقدس”.

وأضاف: “الاحتلال بالإضافة للإحلال البشري اليهودي في المسجد الأقصى والجغرافي في محيطه يطرد مصلين ومرابطين وعاملين وموظفين والنشطاء ونساء المسجد الأقصى بإبعادهم عنه لعدة شهور، وإدراج النساء والرجال ضمن القائمة السوداء، حيث خلق الاحتلال قوة طاردة يريد إخراجهم من المسجد والبلدة القديمة والقدس المحتلة أيضاً “.

وأوضح بكيرات أن وسائل التصدي للاحتلال بجنده وعتاده وعساكره، وما تشهده الساحة الفلسطينية من انتفاضة القدس؛ هي جزء من المقاومة التي يقاوم بها الاحتلال، وثبات المقدسيين في متاجرهم ومنازلهم ومقاومتهم للتطبيع وكافة أشكاله والمقاومة لكل المشاريع والمخططات التهويدية. علينا أن نقاوم الاحتلال، وما دمنا نقاوم الاحتلال ما زلنا في حياة واستمرارية.

وقال: “علينا أن نوعي الشعب المقدسي والفلسطيني بأهمية التجذر في قضية القدس والمسجد الأقصى، وتبيان أهمية شد الرحال للرباط فيه ولو ليوم واحد فقط، وإبقاء المشهد العربي والإسلامي في القدس لتبقى الحياة بالمدينة حتى لا تجف المدينة رغم ما يفعل اليوم بباب العامود وأبواب البلدة القديمة من أجل تجفيفها” .

وقال بكيرات: “علينا إعادة الحاضنة إلى مدينة القدس، فالقدس ليست مسألة فقط للمقدسيين والفلسطينيين، بل هي مسألة عربية إسلامية، علينا إعادة هذه القضية إلى مربعها الأساسي وعلى العالم العربي والإسلامي والفلسطيني أن يتحمل مسؤوليته اتجاه مدينة القدس”، مضيفاً أن ترك القدس وحيدة أهلها يعني أننا أضعنا القدس.

خطر حقيقي

من جانبه، قال د. جمال عمرو الباحث في شؤون القدس لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” إن ما يشهده المسجد الأقصى لم يعد يخفى على أحد، فحكومة الاحتلال بكل مكوناتها وأذرعها جميعها تقيم خلف حركات دينية متطرفة هي التي تنظم اقتحامات المستوطنين برعاية الحكومة وأجهزة الأمن بكل تشكيلاتها؛ الشرطة والاستخبارات والقوات الخاصة، جميعهم يقفون في حماية وتسهيل مهمة المقتحمين.

وأشار إلى ما يمكن تسميته تثبيت حقوق دينية ذات تاريخ يهودي ديني لليهود في فضاءات الأقصى وليس في جزء منه.

وأكد عمرو أن المسجد الأقصى يشهد خطراً حقيقياً في المرحلة الجديدة التي دخل فيها الأقصى، وما يمكن تسميته ما بعد مرحلة الخطر الشديد هذه المرحلة من ملامح التقسيم المكاني للمسجد الأقصى؛ حيث تعمل المواقع العبرية على حشد وتكثيف الدعوات واللقاءات وعقد المؤتمرات، والتي يعمل وراءها 25 منظمة يهودية متطرفة تعمل على زيارة الأقصى وما يسمونه “جبل الهيكل “، في الوقت  الذي تساند فيه الحكومة هذه المنظمات وتسعى لإرضائها وتوفر للمقتحمين وسائل الأمن والراحة  من خلال عقد عقود القران، وإقامة الصلوات التلمودية “.

وأضاف إن حكومة الاحتلال تضغط باتجاه الحاخامات في المنظمات الصهيونية والتي لم تقتحم ساحات المسجد الأقصى لتشارك وتسارع من مشاركتها، في ظل الظروف السياسية  الفلسطينية والعربية والإسلامية ما يسمح بالتمادي بانتهاكات الأقصى وخاصة أن الدول العربية الواعدة والكبيرة تقف مع القرار الأمريكي الصهيوني الواحد.

كما أشار إلى أن الاحتلال يطرد مرابطين ومصلين في المسجد الأقصى ويضعهم تحت قائمة سوداء تحرمهم من الدخول للأقصى بجميع الأوقات ودون سقف زماني لانتهائها، في ذات الوقت الذي تحاول إدخال المتطرف يهودا غليك وهو تلميذ باروخ جولدشتاين الذي قام بذبح المسلمين في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل والذي قسم من خلاله المسجد لقسمين جزء للمسلمين و آخر اليهود، ما يسعى تلميذه يهودا غليك لتقسيم المسجد الأقصى على غراره.

وتابع عمرو “بلدية الاحتلال قامت بوضع لافتات مؤيدة تشير إلى المسجد الأقصى وقد وضعت المسجد الأقصى تحت مسمى “جبل الهيكل”، ما يعني أن حكومة الاحتلال تبنت الرواية التوراتية الدينية وهي أداتها التي تسعى من خلالها إلى ترسيخ الصراع الديني.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات