إعدام خارج القانون

في كل محفل دولي؛ يسارع “نتنياهو” لوصف جيشه بأنه الأكثر أخلاقية من بين جيوش العالم؛ وبأنه الجيش الذي لا يقهر -جنوده يهربون من سكين مطبخ-، ويحاول جاهدا في كل مرة ربط الإرهاب وداعش؛ بالمقاومة الفلسطينية المشروعة بحسب القانون الدولي.
ما جرى فجر الجمعة 2532016؛ من إعدام قوات الاحتلال الشاب الفلسطيني الشهيد عبد الفتاح الشريف من مسافة الصفر في منطقة تل الرميدة في الخليل، وأمام الكاميرات وبرصاصتين في الرأس؛ يعدّ إعدامًا خارج القانون بحسب القانون الدولي، وهو جريمة من بين جرائم كثيرة لم تصوَّر، ولم توجد كاميرا تغطي الجريمة وقتها؛ لتفضح وتكشف وحشية وجرائم جنود الجيش الأكثر أخلاقية.
تهديد المستوطنين بقتل الفلسطيني الذي صور الجريمة، ونفي جيش الاحتلال أن الجندي الذي أطلق النار لم يتلقَّ تعليمات من الجيش؛ لن يعفي الاحتلال من جريمته، ولن يوقف محاولات الفلسطينيين من إعلاميين ومواطنين كشف إجرام الاحتلال.
ما بني على باطل فهو باطل؛ والاحتلال باطل بحسب القانون الدولي؛ ومن هنا فإن وجود الجيش في الضفة الغربية باطل، وما يقوم به من عمليات هي باطلة، والاحتلال لا يعدم فقط أشخاصًا خارج القانون؛ بل يعدم شعبًا بأكلمه بإصراره على مواصلة البطش والقتل والاعتقال ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات.
الجندي الذي أطلق رصاصتين على رأس الشهيد الشريف، لم يتصرف بشكل شخصي؛ بل تصرف نتيجة التعبئة الحاقدة التي تلقاها من قيادة ومدربي جيش الاحتلال، وتهرّب قيادة الجيش من المسئولية لا يجدي نفعا، ولا ينطلي على أحد.
ألم يقتل جيش الاحتلال قرابة 400 طفل في غزة في الحرب العدوانية الأخيرة عام 2014، وتسبب بمحو عائلات بأكملها من السجن المدني؛ نتيجة قصف الطيران لعشوائي لمنازل المواطنين في قطاع غزة؟!
“نيكولاي ملادينوف”؛ منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، وصف عملية الإعدام بالفعل الشنيع، وغير الأخلاقي ولن يغذي سوى المزيد من العنف وتصعيد الموقف المتفجر بالفعل؛ وبأن بناء مزيد من الجدران والاعتقال الإداري والتدمير العقابي والقيود على الحركة، كلها عوامل تغذي الغضب بين الناس الذين يشعرون بأنهم يتعرضون بشكل جماعي للإهانة والعقاب والتمييز ضدهم.
نستطيع أن نخرج بعبرة من حادثة استشهاد الشريف وقتله بدم بارد؛ بأن سلاح الإعلام سلاح فعال جدا في مواجهة الاحتلال؛ ولكن للأسف لم يرقَ المستوى والأداء الإعلامي الفلسطيني لمستوى الحدث وانتفاضة القدس؛ فلو لم يتواجد المواطن الفلسطيني في منطقة الحدث لما تم تصوير جريمة الجندي الحاقد، وبمقارنة ميزانيات الإعلام بين إعلام الاحتلال وإعلام الفلسطينيين نخرج بنتيجة صادمة وفوارق كبيرة جدا؛ في الوقت الذي فيه نحن الفلسطينيين أصحاب حق وأرض وأخلاق، وهم طغاة ظلمة، ومحتلون مجرمون.
ما لم ينتبه له الإعلام الفلسطيني أن نشر صور الشهداء بصور صعبة جدا واقتباسها من إعلام الاحتلال، له تأثير نفسي سلبي على من يفكر مستقبلا في القيام بأي عملية، ولكن للأسف يقوم الإعلام الفلسطيني بسرعة الاقتباس ويقع في الفخ “الاسرائيلي”، فكل صورة لها تأثير نفسي؛ وخبراء الإعلام في دولة لاحتلال والرقابة العسكرية لا يستهان بها؛ ومن هنا وجب الحذر، وأخذ العبر والدروس.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...

منظمات أممية تعلن رفضها الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفضت منظمات أممية وغير حكومية، المشاركة في الخطة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة بخصوص توزيع...

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...

شركات طيران دولية تلغي رحلاتها لتل أبيب عقب قصف مطار بن غوريون
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركات طيران دولية، صباح اليوم الأحد، إلغاء رحلاتها إلى "تل أبيب"، عقب قصف مطار بن غوريون الدولي. وبحسب...

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...