حافلة المعتمرين.. المشهد يتكرر والإهمال مستمر

مع بزوغ  فجر اليوم الخميس (17-3) استيقظ الفلسطينيون على كارثة وفاة 16 معتمرًا من أبناء الضفة الغربية في حادث سير مروع، أسفر عن انقلاب حافلتهم على طريق معان – المدورة قرب الحدود الأردنية السعودية وهم متوجهون لأداء مناسك العمرة.

وفي تصادف غريب فإن ذات التاريخ عام 2013 شهد فاجعة مماثلة قضى فيها 16 معتمرًا من محافظة جنين خلال عودتهم من أداء العمرة على طريق العدسية في أول نزول طريق الأغوار باتجاه معبر الكرامة.

ويشير الحاج محمد أبو زيد والذي توجه لأداء مناسك العمرة والحج في عديد قوافل إلى أن ظروف الحادثتين متشابهة، وأنه صدم حين سمع بالخبر اليوم، ففي ذات التاريخ قبل ثلاث سنوات كانت فاجعة مماثلة.

وأضاف لمراسلنا: “يوجد مشكلة حقيقية في إجراءات السلامة العامة المرتبطة بقوافل الحج والعمرة، وأهمها وجود سائق واحد في الحافلة، وهذا أمر طالما تذمرنا منه”.

وأردف: “أن تسير 3000 كلم بسائق واحد يسابق الزمن هذا أمر غير منطقي.. عادة وفي هذه الرحلات الطويلة يجب أن يكون سائقان يتناوبان على الطريق وينبه أحدهما الآخر.. ينام أحدهما ويقود الآخر كل ست ساعات، وهكذا..”.

وعزا القصور في بعض إجراءات السلامة إلى سعي بعض شركات الحج والعمرة إلى التوفير قدر الإمكان في المصاريف التشغيلية لتحقيق مزيد من الربح.

طريق دولي خطربدوره طالب الناشط الأردني عماد أبو صالح عبر موقعه على “فيس بوك” بإعادة وتأهيل طريق المدورة والبالغ طوله (115 كم تقريبًا)، وهي المسافة بين مركز مدينة معان وحدود المدورة، كي لا يحصد المزيد من الأرواح في الأردن.

وأضاف، تعقيبًا على حادثة المعتمرين: “للأسف.. أن يكون هذا طريقًا دوليًّا (خط واحد باتجاهين) يربط الأردن بالسعودية، فهذا الطريق المتهالك الذي حصد أرواح المئات عبر السنوات الماضية، والذي لا يتوفر فيه أدنى معايير السلامة والأمان”.

ونبّه بأن “هذا الطريق  يعدّ الطريق الوحيد الذي يسلكه آلاف الحجاج والمعتمرين والمغتربين إلى الديار المقدسة، حيث سبق وشهد حوادث عديدة، ففي عام 2015 وقع حادث تدهور لحافلة معتمرين على نفس الطريق، وتسبب بإصابة 36 معتمرًا حينها”.

وكانت وسائل إعلام أردنية قالت اليوم الخميس إن اللجنة الفنية المرورية التي شكلت الليلة الماضية لمعرفة أسباب الحادث عزته إلى تغيير مفاجئ للمسرب من سائق الحافلة أدى لفقدانه السيطرة عليها وانقلابها على الجهة اليسرى.

وقال رئيس شعبة التحقيق، المقدم ياسر الهباهبة أن السائق أفاد بأنه فقد السيطرة على الحافلة وحاول الرجوع إلى المسرب، ولكن الحافلة انقلبت وانزلقت عدة  أمتار، مشيرا إلى أنه من التحقيق الأولي لم يكن هناك سرعة زائدة من السائق.

مزيد من الرقابةوطالب المواطن أحمد شلايدة من بلدة برقين قضاء جنين، وهو قريب أحد المعتمرين الذين قضوا في حافلة المعتمرين الأخيرة، بمزيد من الرقابة على شركات الحج والعمرة والتشديد في إجراءات السلامة.

وأضاف: “نحن لا نشعر أن هناك رقابة فعلية، ولا حتى إجراءات عقابية رادعة لأصحاب الشركات المخالفين للمواصفات أو لتعاقداتهم مع المواطنين”.

وشدد على أن التحقيق الشفاف لا يجب أن يشمل فقط سلوك سائق الحافلة، بل يجب أن يشمل نوعية الحافلات وعدد السائقين والبنية التحتية للطرق، وما يجب أن يتوفر في هذه الرحلات حسب المواصفات الدولية.