الأحد 04/مايو/2025

نقيق الضفادع

 وسام عفيفة

يتعرض الشارع الفلسطيني لسلسلة انتكاسات نفسية لا متناهية نتيجة نشر وترويج الأخبار التفاؤلية قبل حدوثها، أو تقديم تحليلات سياسية على طريقة ما يطلبه المستمعون، ثم يطيش السهم ويخيب الفأل.

فإذا زار مسئول غربي رفيع المستوى غزة، يخرج من يبشر أنه تحول في الموقف الأوروبي، وبمجرد التقاء قيادة حماس وفتح في الدوحة، تقول العصفورة للبعض إن أزمة رواتب موظفي غزة انتهت، وما أن “يخطرف” مسئول إسرائيلي بمقترحات إنشاء ميناء لغزة، حتى يدعو الغرقى لتحضير “الحسكات” للإبحار نحو قبرص.

وفي حال تدخل الرئيس محمود عباس لحل مشكلة إضراب المعلمين يتغزل السحيجة بقراراته الحكيمة التي ستنهي الفساد والهيكليات المترهلة والميزانيات التي تبتلعها الأجهزة الأمنية.

وقبل وصول وفد حماس إلى القاهرة، للقاء وزير المخابرات المصرية، يخرج قارئو الفنجان بتحليلات بمضمون المثل الشعبي: “ما محبة إلا بعد عداوة”. وهكذا كل واحد يريد “الحلاوة على قدر فمه” لا يوجد تفسير مقبول لفهم خلفيات شريحة المتفائلين الخارقين سوى أنهم إما غرقى يتعلقون بقشة، أو مفلسون يبيعوننا بضاعة مضروبة، ويقدمون طبخات غير ناضجة، أو سماسرة يسوقون بضاعة غيرهم دون أدنى معرفة، وشعارهم التجاري: “شكل بإيدك ولا الزمان يكيدك”.

أصحاب الانفراجات والتطورات والإنجازات تنطبق عليهم نكتة الأسد والضفدع؛ فقد جمع الأسد حيوانات الغابة لمناقشة أزماتهم المستعصية والبحث عن حلول حقيقية، وقال لهم: عايزين نطور الغابة… فتدخل الضفدع الذي كان سكرانَ حتى الثمالة، وقال: نجيب بنات لنرفه أنفسنا؟ تجاهله الأسد، وقال: هنحفر آبار بالغابة… رد الضفدع: بعدها نجيب بنات؟

طنش الأسد وقال: لازم نبني سور حول الغابة… نط الضفدع يقول: ونجيب بنات؟ الأسد اتعصب وقال: في واحد أخضر قبيح وعيونه جاحظة راح ادبحو اليوم! رد الضفدع: بعد ما تدبح التمساح… نجيب بنات؟ يبدو أننا سنظل نواجه نقيق الضفادع بيننا، وعليه يجب أن نوطن أنفسنا حتى لا نستسلم للإحباط وكي نتجنب أمراض الكآبة.

المصدر: صحيفة الرسالة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...