الجمعة 02/مايو/2025

كفر عقب.. حامية الأقصى معزول عن القدس

كفر عقب.. حامية الأقصى معزول عن القدس

برز حي كفر عقب على الساحة النضالية للشعب الفلسطيني وخاصة خلال انتفاضة القدس الحالية؛ حيث قدم العديد من أبناء الحي أرواحهم دفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك.

ويقع الحي في أقصى شمال القدس خارج جدار الفصل العنصري، ويبعد 11 كليومترًا عن البلدة القديمة، وحوالي أربعة كيلومترات عن مدينة رام الله. وحتى وقتٍ قريب كان الحي أحد الأحياء الراقية في القدس، أما اليوم، فقد فصل جدار الضمّ والتوسع هذا الحيّ عن مركز مدينة القدس.

تشديد أمني


وتؤكد مؤسسات حقوقية أن هذا الجدار، بالإضافة إلى القيود الصهيونية المشددة على البناء، وهدم البيوت، ومصادرة الأراضي، أدى إلى تحويل هذا الحيّ إلى ما يشبه “الجيتو” المدني، مثلهم مثل سكان بقية الأحياء المقدسية التي فصلها الجدار عن المدينة، فيما يفتقد سكان كفر عقب وهم من حملة الهوية الزرقاء، إلى العديد من الخدمات والتي تمتنع بلدية الاحتلال عن تقديمها في الأحياء خلف الجدار.

ويقول مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك تشديد غير مسبوق على المقدسيين خاصة الذين يقطنون خارج الجدار الفصل العنصري، وتحديدًا في كفر عقب، وسمير أميس نظرًا للإغلاق المستمر للحواجز سواء كان حاجز قلنديا أو جبع؛ حيث يقف المواطنون الفلسطينيون ساعات طويلة أمامهما خاصة الطلاب والمعلمين خلال فترة الصباح”.

ويضيف: “تلقينا العديد من الشكاوي من طلاب ومعلمين يشتكون من قضائهم 3 ساعات على الحواجز منذ خروجهم من منطقة كفر عقب حتى وصولهم إلى مدينة القدس، وبالتالي يتأخرون عن دوامهم.. هذا التشديد برأيي مقصود، وهو ليس أمنيًّا بقدر ما هو جزء من العقوبات الجماعية بحق المواطنين لاستهداف العملية التعليمية”.

ويقول عبد القادر: “إن الاحتلال يدرك أن ساعات الصباح يتوجه فيها الطلاب والمعلمون داخل الجدار، علمًا أن أكثر من 60% من طلبة ومدرسي منطقة كفر عقب يدرسون داخل الجدار”.

لا خدمات


ويشير إلى انعدام الخدمات التي يتلقاها المواطنون في كفر عقب، فهي مصنفة كجزء مما يسمى بـ”بلدية الاحتلال” ويقومون بدفع كل الضرائب بما في ذلك ضريبة “الأرنونا” دون أن يتلقوا خدمات، فالنفايات منتشرة في الشوارع، وبعض الشوارع لا تصلح لمرور السيارات والحافلات عليها وبحاجة لتعبيد، مؤكدًا عدم وجود بنية تحتية في المنطقة، ناهيك عن الاكتظاظ في البناء وفي عدد السكان.. هذا بالتأكيد -كما يقول عبد القادر- خلق توترًا لدى المواطنين وحالة من الغضب على الاحتلال الذي حول حياة المواطنين إلى مقابر جماعية للأحياء، وكان لذلك تداعيات على أوضاع المواطنين.

ويرى عبد القادر أن جدار الفصل العنصري كان سبب كل المشاكل التي يعاني منها المواطنون، فهم مصنفون على أنهم مقدسيون يقطنون في منطقة محسوبة على القدس، غير أنهم ليسوا داخل المدينة، وهذا يعود بسبب بناء جدار الفصل والحواجز العسكرية التي تفصلهم عن القدس، ما خلق شعورًا بالإحباط والتوتر لدى كافة المواطنين، ليس فقط في حي كفر عقب، وإنما أيضًا في مناطق مثل مخيم شعفاط، وضاحية السلام، ورأس خميس وعناتا وسميرأميس خارج الجدار.

ووفق عبد القادر، فإن قوات الاحتلال تحتفظ بالأحياء المقدسية خارج الجدار مثل حي كفر عقب كجزء من القدس كمناورة سياسية، فهي لا تتمسك بها من ناحية أمنية أو جغرافية وإنما كنوع من الابتزاز السياسي للسلطة الفلسطينية مستقبلاً.

ويضيف: “قوات الاحتلال تريد أن تتمسك بهذه المناطق التي ليست هي بحاجة إليها أصلاً من أجل مقايضتها لدى السلطة عند الوصول إلى أي حل يتعلق بالقدس بادعاء أنها انسحبت من جزء من مدينة القدس”.

ويتابع: “في حال لم يتم التوصل إلى حل يمكن أن تتخلى قوات الاحتلال عن هذه المناطق، وبالتالي تحرم كل السكان القاطنين خلف الجدار، والبالغ عددهم حوالي 120 ألف شخص، وتعزلهم عن القدس، وهذا من شأنه أن يخل بالتوازن الديموغرافي داخل مدينة القدس لصالح المستوطنين.

ويذكر أن 3 مواطنين استشهدوا من كفر عقب، وهم: محمد الكالوتي (20 عامًا) الذي استشهد أمس الأربعاء بالقرب من باب الجديد، و ثائر أبو غزالة (19 عامًا) الذي استشهد بتاريخ  (8-10-2015) ومحمد أبو خلف (20 عامًا) استشهد بتاريخ (19-2-2016).

خلفية تاريخية

وقد سميت كفر عقب بهذا الاسم نسبة إلى شخص يدعى “كفير” والذي تقول المصادر إنه مرّ بقافلته في المنطقة في العهد العثمانيّ ومكث عند بئر الماء المتواجد في المنطقة. أما كلمة “عقب” فأتت من “عَقِبَ” أي بقي في المنطقة. تطوّر اللفظ فيما بعد ليصبح “كفر عقب”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...