ميلاد جديد.. قصص نجاح خارج الصندوق

من رماد لا قيمة له عند البعض، صنعت الطالبتان مجد وروان قصة نجاح، وبرغبة وإصرار حولت ميسرة حلمهما إلى حقيقة، ومن الكيمياء والشريعة أصبح الدكتور عادل رئيساً للجامعة الإسلامية، ومن خلف الكاميرا تألقت أسماء.

حكايات نجاح فكر أصحابها خارج الصندوق المغلق، وتمخضت عن ولادة برنامج “ميلاد جديد” في الملتقى الشبابي الأولى على مستوى جامعات غزة، والذي نظمه مجلس طالبات الجامعة الإسلامية بمدينة غزة؛ ليعلن حينها عن انطلاق قصص التحدي والمثابرة.

مراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام” نقلت هذا التألق الذي شكل بصمة مميزة تحدَّت الحصار المفروض على القطاع.

من طب إلى الإعلام

كانت حكاية النجاح التي حملتها الطالبة في قسم الصحافة والإعلام ميسرة أبو عليان، هي دراسة التخصص الذي ترغب به، رغم أن عائلتها كانت ترسم لها حلم دراسة الطب إلا أنها جعلت من رغبتها الفيصل لدراسة الصحافة والإعلام، حيث أكدت من خلال مشاركتها في برنامج جديد “ميلاد جديد” على “كن كما تريد لا كما يريدون”.

وتقول عن تجربتها: “لقد تم اختياري في المرحلة المدرسية لأكون مراسلة المدرسة، الأمر الذي جعلني أحب مجال الإعلام، وقد قررت في داخلي دراسة الإعلام بعد مرحلة الثانوية العامة”.

ولفتت، إلى أن أنها في مرحلة الثانوية العامة حصلت على نتيجتها خلال حرب “العصف المأكول” (2014) على نسبة تزيد عن(97%) الأمر الذي شجع عائلتها على التأكيد بدراسة الطب.

وتابعت: “كنت في بداية الأمر أضع أمام عائلتي حججا كثيرة منها الرسوم الجامعية المكلفة لدارسة الطب، لكن هذه الحجة لم تعد تنفع بعد أن حصلت على منحة كاملة”.

وأشارت إلى أنها كانت في بداية الأمر سوف تودع رغبتها التي أحبتها منذ سنوات، والتي تتمثل في الإعلام إلى رغبة عائلتها في دراسة الطب، لكنها وقفت بشجاعة وأخبرت عائلتها أن الإعلام هو رغبتها، ولن تقتل هذه الرغبة والأحلام بدراسة الطب.

وأضافت: “حينما سجلت بالجامعة، استنكرت المسجلة القرار، وسالتني أيعقل معدلك (97%) وتدرسي مجالا غير الطب، فقلت لها نعم فهذه رغبتي”.

من القمامة صنع النجاح

أمام حكاية الطالبتين مجد المشهراوي، وروان عبد اللطيف فقد حققت كل واحدة منهما نجاحا مشتركا بعد مراحل عديدة من الفشل، حيث ذكرت المشهراوي أن فكرة صناعة حجر صديق البيئة من الرماد الذي يعتبر للجميع بمثابة قمامة لا فائدة له مما جعل الفكرة أقرب للمستحيل.

وتابعت: “ومع ذلك فقد عملت مع زميلتي لساعات وأيام طويلة، حتى أنتجنا أول حجر من الرماد، ولكن للأسف كانت قوته قليلة، الأمر الذي أشعرنا بالفشل”.

واستكملت حديثها: “وبالوقت ذاته كان دافعاً على تكرار التجربة إلى أن وصلنا إلى مرحلة إنتاج حجر خفيف الوزن، لكن قوي؛ في طريقة للحصول على براءة اختراع بعد أن تم قبول طلب التقديم من وزارة الاقتصاد الفلسطينية”.

رئيس جامعة وواعظ

قصة النجاح الأخرى كانت لقبطان سفينة الجامعة الإسلامية، الدكتور عادل عوض الله، الذي يشغل منصب رئاسة الجامعة، وبالوقت نفسه واعظاً وخطيباً بعد حصوله على بكالوريوس الشريعة الإسلامية.

ويقول عن قصة نجاحه: “لقد درست الكيمياء، ولقد أحببتها كثيراً لدرجة أنني كنت مستعد أن أجلس بالمحاضرة (4) ساعات متواصلة دون ملل، وبعد الحصول على الماجستير، والدكتوراه كنت أشعر أن هنالك ثغرة في قلبي بحاجة لسدها”.

ومضى بقوله: “لا أتخيل نفسي حبيساً للكيمياء”. وبين أنه كان يشعر بالحاجة لدراسة العلوم الشرعية الأمر الذي دفعه لدراسة الشريعة الإسلامية؛ ليؤهله ذلك من الإبحار في العلوم الشرعية، وأن يكون واعظاً وخطيباً.

وأكد قائلاً:” الإبداع بحاجة إلى أساس فكري يوضع عند الأبناء منذ الطفولة”، مشيراً إلى أن السعي نحو القمة بحاجة إلى الصدق، والإخلاص، الوفاء والهمة والمبادرة”.

مخاض الولادة

أما المصورة أسماء فقد حملت لقب أسماء “ليلياء”؛ لتكون أول مصورة في قطاع غزة تصور لحظات الولادة لعملية قيصرية لطفلة حملت اسم “ليلياء”.

وعن سبب ذلك قالت خلال عرض تجربة نجاحها: “لقد أحببت التصوير كثيراً، كنت أشعر بالملل من التقليد، الأمر الذي كان يدفعني لشيء جديد فأخذت قرار تصوير لحظات ولادة الطفلة “ليلياء”.

وذكرت أنها كل سنوات عمرها كانت تحلم أن تكون أمام الكاميرا، لكن الأمر جاء بأن تكون خلف الكاميرا، ورغم ذلك لم يمنعها من الإبداع في فن التصوير والبحث عن ما يراه البعض فكرة من الجنون. وقالت: “المهم حلمك يكون من قلبك”.