العمل النقابي الجامعي.. جريمة في عرف أجهزة السلطة

لم يكن مستوعبًا في العقلية العرفية للأجهزة الأمنية، أن يمر النشاط الطلابي الذي اعتادت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح على تنظيمه بشكل فصلي، دون ملاحقة واعتقال لبعض أبناء الكتلة، بل وحتى مصادرة بعض حاجيات المعرض خلال قيام طلبة الكتلة تفكيكه ونقله خارج الجامعة.

اعتقال ومصادرةففي اليوم الأخير للمعرض الفني الذي أقامته الكتلة الإسلامية من 23 -27 شباط (فبراير) الماضي، نصرة للأسرى تحت عنوان “القمر السجين” قام جهاز المخابرات بنصب كمين للطلبة خلال إخراج محتويات المعرض خارج الجامعة، واعتقل الطالبين إيهاب عاشور وزهدي قواريق، وصادر كل محتويات المعرض، كما قام باعتقال سائقي السيارات التي كانت تهم بنقل مقتنيات المعرض، واقتحم مخزن الكتلة الإسلامية وصادر منه جميع محتوياته، وكلها تعود لنشاطات الكتلة الإسلامية في الجامعة من أخشاب وأقمشة وكراتين.

وأكمل جهاز الأمن الوقائي حملة الاعتداء باعتقال الطالبين: أسعد الطويل قرب المجمع الغربي للسيارات خلال عودته للمنزل، والطالب عمرو ريحان من على بوابة الجامعة قبيل دخولهم إليها، من قبل مجموعة مدنية أمام أعين الطلبة، ليحولا فيما بعد إلى الاعتقال الإداري بلا تهمة أو محاكمة، أو فيما يعرف على “ذمة المحافظ” ولمدة شهر كامل لم تنه بعد.

اعتقال غير قانونيوقد عبَّر عماد ريحان والد الطالب المختطف عمرو ريحان في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عن استنكاره لما حدث مع نجله وقال: “لقد اعتقد زملاء نجلي بداية أن من قام بالاعتقال هم القوات الخاصة الصهيونية، ولم ندرِ أن من قام بالاعتقال هو جهاز الأمن الوقائي، إلا بعد ساعات”، وتساءل ريحان: “هل يعقل أن يقوم الجهاز باختطاف نجلي دون أن يتصل بنا ليخبرنا بمصير نجلنا وخلفية الاعتقال؟”. 

ويضيف ريحان: “وتفاجأنا في اليوم التالي بتحويل نجلنا إلى الاعتقال على ذمة محافظ نابلس لمدة شهر كامل”، متسائلاً: “بأي مسوغ قانوني يعتقل نجلي على ذمة المحافظ؟، ومن سيتحمل الضرر الذي سيعود على حياة نجلي الأكاديمية وتحصيله الدراسي، خاصة وأن الاعتقال جاء خلال فترة الامتحانات؟!”.

وتابع مستنكرًا: “كل يوم تصدح سماعات المساجد تطالب المعلمين بوقف الإضراب، وتتحدث عن أهمية التعليم للطلبة لكونهم عماد المستقبل، فكيف تقوم الأجهزة باعتقال أبنائنا وتضيّع عليهم دراستهم وامتحاناتهم دون أية تهمة قانونية؟!”.

اعتصام احتجاجيووفق لجنة أهالي المعتقلين السياسيين فقد طالت الاعتقالات خلال الأيام القليلة الماضية ما يزيد عن 15 طالبًا من طلبة الكتلة الإسلامية في جامعات: النجاح والقدس – أبو ديس وجامعة بيرزيت، وقد أعلن عددٌ من المعتقلين عن إضرابه المفتوح عن الطعام احتجاجًا على اعتقالهم التعسفي، من بينهم الطالب في جامعة بيرزيت سامر المصري وقد دخلت الكتلة الإسلامية في الجامعة اعتصامًا مفتوحًا داخل حرم الجامعة حتى الإفراج عنه.

ويقول القيادي في الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت طارق ربيع لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن الأجهزة الأمنية تتعمد قبيل كل انتخابات لمجلس اتحاد الطلبة بحملة اعتقالات واستدعاءات لأبناء الكتلة الإسلامية”، مضيفًا: “لقد خاطبنا إدارة الجامعة والعديد من المؤسسات الرسمية والحقوقية التدخل للإفراج عن الزميل المصري، ولكن جهاز المخابرات ما زال يرفض الإفراج عنه، وقد علمنا من المعتقلين المفرج عنهم مؤخرًا تعرض أبناء الكتلة الإسلامية للتعذيب والإهانة على خلفية عملهم النقابي”.

شجب واستنكارواستنكرت الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية في بيان وصل “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة منه، حملة الاعتقالات والملاحقات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بحق أبنائها، والتي تزامنت مع حملة اعتقالات شرسة تشنها قوات الاحتلال بحقها.

وأكدت الكتلة أن “السلطة تعمدت في الآونة الأخيرة تكثيف ملاحقتها لأبنائها على خلفية تميزهم النقابي في خدمة عموم الطلبة في شتى المجالات العلمية والنقابية والأنشطة التي تخدم الطالب والوطن على حد سواء”.

وشددت على أن “الحملة الأمنية لن تثني من عزيمة أبناء الكتلة في مواصلة العمل والجد من أجل تقديم الخدمة لإخوانهم الطلبة الذين أولوهم ثقتهم في الانتخابات السابقة”، مؤكدةً على أن “هجمات السلطة لا تخدم إلا الاحتلال، وأنها تلقي بعرض الحائط كل المحاولات الرامية لإتمام المصالحة التي يتطلع إليها شعبنا”.