السبت 29/يونيو/2024

انهيار اقتصاد غزة.. بوابة الحرب مع الاحتلال

انهيار اقتصاد غزة.. بوابة الحرب مع الاحتلال

على نموذج غزة المتدهورة اقتصاديًّا لا يتحرك سلم “ماسلو” للحاجات الإنسانية خطوة واحدة للأعلى!.. الحاجات الأساسية غير متوفرة لغالبية السكان ومؤشرات الفقر والبطالة المعلنة تتحدث باستحياء عن واقع يفوقها بكثير.
 
منذ عشر سنوات تقاسي غزة حصارًا مطبقًا اخترقته ثلاثة حروب خلّفت مزيدًا من المشاكل والدمار حتى وصلت نسبة الفقر إلى 70% والبطالة إلى 47% إلى أن أوشكت على الولوج في مرحلة انهيار اقتصادي.

وكان الاحتلال قد فرض حصارًا محكمًا على غزة منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية سنة 2006، لكن الحصار اشتد بعد تعرضها لحروب مدمرة بين سنة (2008-2014) وإغلاق الأنفاق الحدودية مع مصر سنة 2013.

وضع كارثيأقطاب الأمن والسياسة في “إسرائيل” يعرفون أن وصول التدهور الاقتصادي والمعيشي في غزة لحالة الانهيار يؤدي حتمًا إلى انفجار على شكل حرب جديدة.

هرتسي هليفي، رئيس هيئة الاستخبارات في الجيش الصهيوني قال في تصريحات صحفية قبل أيام: “تردّي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة يهدّد بانفجار الموقف في وجه إسرائيل” وقد سبقه تحذيرات متواترة من الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية تتوقع وصول غزة لمرحلة الانفجار.

ويؤكد عمر شعبان، الخبير الاقتصادي، أن مؤشرات التعليم والصحة والبطالة منذ عدة سنوات بدأت تقلق المجتمع الدولي، بينما انقسم المجتمع “الإسرائيلي” بين مؤيد لمواصلة معاقبة غزة اقتصاديًّا وبين مُطالب بالتخفيف من حصارها.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك من يملك رؤية براغماتية لمواصلة عقوبات غزة، ومن يقول إن العقاب لم يعد يجدي لأنها تؤثر على استقرار الإقليم”.

ويلفت إلى أن بطالة الخريجين الجامعيين قد تصل بنسبة البطالة إلى 70% ونسبة الفقر تقفز عن 47% حسب تقارير دولية قبل شهور، مشيرًا إلى أن هناك موظفين يتقاضون 1000 شيكل، لكنهم في عداد الفقراء، لأن الحد الأدنى لتخطي الفقر 2000 شيكل.

أما د. ناجي البطة، الخبير في الشئون الصهيونية، فيقول: إن الاحتلال يفرض حصارًا غير قانوني حسب تقارير الأمم المتحدة ومؤسسات دولية أخرى لكن الفلسطينيين لا يملكون قوة قانونية لملاحقتهم.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “إسرائيل لا تريد حربا لأن الإقليم غير مستقر وتحاول تبريد الجبهة الغزيّة”.

غزة مستقبلاًقادم الأيام لغزة إما تخفيف اقتصادي غير معلن أو حرب في أسوأ الأحوال، فيما يوصى كافة الدبلوماسيين الذين يزورون غزة بضرورة منحها فرصةً للحياة من جديد.

ويرجح الخبير شعبان أن تشهد غزة قريبًا تخفيف حصارها، موضحًا أن انهيارها اقتصاديًّا لن يشبه حتمًا ما وقع في السنوات الماضية في دول مثل أوكرانيا، وتونس، وإيران، وغيرها، بل ستتوجه بوصلته مباشرة نحو الاحتلال كعنوان المعاناة المتواصلة.

ويتابع: “الانقسام يعطل الحلول، والمجتمع الدولي يحمل الفلسطينيين مسئولية سوء الأحوال، وهي لا تنفصل عن الضفة التي تعيش مشاكل اقتصادية أخرى تتمثل الآن في إضراب المعلمين وصعوبة التنقل، لذا أي انفجار سيكون نحو الاحتلال”.
 
عدم توفر الحد الأدني للحياة سيدفع غزة -حسب توقع الخبير البطة- إلى القتال ضد الاحتلال، لأنها لن تخسر شيئًا، بينما سيتضرر الاحتلال من تكرار إغلاق مطار “بن غوريون” وتدهوروالبطالة.
 
ويتفق الخبير البطة مع الخبير شعبان في حدوث تخفيف اقتصادي غير معلن، مشيرًا إلى أن قيام حماس بمناورة سياسية سيمنحها مزيدًا من تخفيف الحصار، لكن بقاء الجمود سيعزز الفقر والبطالة.
 
الحديث عن خطوات استراتيجية مثل ميناء – مطار – مشاريع ضخمة، يستوجب حسب رؤية الخبير شعبان بيئة سياسية داعمة والمجتمع الدولي لن يدفع في اتجاهه ما دام الانقسام موجودًا.
 
أما الخبير البطة فيصف الميناء بالموضوع الحساس الذي تحدث قادة الاحتلال بضرورة العمل فيه مع رئاسة السلطة وليس حماس، وهو ما يبعد احتمال ميلاده قريبًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات