أكاديمي فلسطيني: اتهامات مصر لـحماس تعبر عن مأزق حقيقي

كشف أكاديمي فلسطيني عن أن الاتهام المصري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” باغتيال النائب العام السابق هشام بركات جاء في وقت كان وفد الحركة يستعد لزيارة القاهرة لبدء حوارات لإعادة العلاقات بين الطرفين. 

وقال عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية، وعميد كلية الإعلام في جامعة الأمة بغزة لـ”قدس برس” إن “الاتهام المصري في هذا التوقيت شيء غريب، ولكن الأغرب أنه يأتي في ظل وجود ترتيبات حقيقية لسفر وفد من حماس إلى القاهرة لإعادة تريب العلاقات بين الطرفين من جديد”. 

وأضاف: “لا يمكن أن نجد تفسيرًا حقيقيًّا لما قد حصل إلا إذا افترضنا نوايا مصرية مسبقة تجاه هذا القرار”، في إشارة إلى اتهام حماس باغتيال المدعي العام المصري.
 
وأشار أبو عامر إلى أنه “من الواضح أن السياسة الداخلية المصرية تعيش مأزقًا حقيقيًّا في ظل مشاكل البطالة وتراجع عملتها إلى مستوى غير مسبوق والأوضاع الأمنية غير المستقرة”.

 وقال إن “السلوك المصري الأخير تجاه حماس جزء منه محاولة تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج، وذلك باتهام حماس باغتيال النائب العام هشام بركات حسبما أعلن وزير الداخلية المصري بشكل رسمي”.

وأضاف: “هذا الإرباك يقلب الأوضاع في ظل ترتيبات حقيقية جادة لتحسين العلاقات بين “حماس” والقاهرة، وفجأة يكون الاتهام بصورة رسمية”. 
 
وحول وجود اتهامات مصرية سابقة لحركة “حماس” بالضلوع في كثير من الأحداث في مصر ووضعها على قائمة الإرهاب المصرية، والتراجع عن ذلك؛ قال أبو عامر: “هذا ممكن أن يوضع في سياق مشابه حول الاتهامات السابقة (بما يخص كنيسة القديسين أو قرار إدراج حماس على قوائم الإرهاب)، ولكن قد تبدو خطورة هذا القرار أنه صادر عن وزير داخلية وشهادات اعتراف”. 
 
ورجح الأكاديمي الفلسطيني أن تكون هناك خلافات داخلية سياسية في الساحة السياسة المصرية حول التقارب مع حركة “حماس”.

 وقال: “ربما مصر تريد من حركة حماس أن تكبح جماح التقارب التركي الإسرائيلي في موضوع رفع الحصار عن غزة وإقامة الميناء، وتريد مصر أن تذكر حماس أنها هي القناة الحقيقة الوحيدة نحو الخارج، أو رغبة من مصر في أن تتخلى حماس عن موضوع المرجعية التنظيمية للإخوان المسلمين”، بحسب ما يرى.

وأضاف أبو عامر قائلا “لكن المثير تزامن هذه الاتهامات مع تهديدات أصدرتها حركة فتح تجاه حماس وغزة”، عادًّا أن حركة “فتح” تسرعت في موضوع إعطاء مشروعية لاتهام مصر “خاصة وأنه ليس لديها دلائل واضحة على ذلك”.
 
وتابع: “كان بإمكان حركة فتح أن تتخذ موقفا أكثر عقلانية بدعوة الجانبين إلى رأب الصدع ومحاولة التفاهم لإيجاد صيغ قانونية وسياسية بعيدا عن تحريض مصر على حماس لزيادة التوتر بين الجانبين”. 

وكان وزير الداخلية المصرية، مجدي عبد الغفار، اتهم أمس الأحد حركة “حماس” بالوقوف وراء عملية اغتيال النائب العام المصري السابق، هشام بركات، نهاية حزيران/ يونيو 2015.