بلدة سلوان.. أنفاق الاحتلال تبتلع منازل المقدسيين

انهيارات متواصلة وتشققات بالمنازل وأعمال حفر يسمعها المواطنون لا تتوقف.. هذا هو حال أهالي سلوان (جنوب المسجد الأقصى) الذين بات يهددهم خطر التشرد والتهجير وهدم المنازل فوق رؤوسهم بسبب عمليات حفر الأنفاق التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني.
ويحمل الأهالي بلدية الاحتلال وحكومته مسؤولية الحفريات والأنفاق التي تقوم بها ما يسمى (سلطة الطبيعة وسلطة الآثار وجمعية إلعاد الاستيطانية وشركة جيحون للمياه) في منطقة وادي حلوة وسلوان عامة.
وأكد الأهالي أنهم سيقاضون كافة هذه الجهات على ما تعرضت له منازلهم من انهيارات وتشققات وتصدعات هددت حياتهم وحياة أسرهم على مدار العشر السنوات الماضية وخاصة ٢٠١٤ و٢٠١٥، حيث تكشفت خطورة هذه الحفريات والأنفاق أسفل سلوان بطول ١٢٠٠متر حتى البلدة القديمة وساحة البراق.
مرحلة الحسم
ففي (١٢-٢-٢٠١٥)، انهار الشارع الرئيس في منطقة وادي حلوة في سلوان، وبدأت منازل ذلك الحي وخاصة تلك المحاذية للشارع الرئيس تتصدع وتغزوها الشقوق يوماً بعد يوم، ما عزز شكوك أهالي الحي خاصة المساكن المجاورة لما يسمى بمركز الزوار (عير ديفيد -مدينة داود ) جنوب الأقصى والمحاذي للقصور الأموية التي تشهد حفريات عميقة، بأن الأنفاق دخلت مرحلة الحسم، وأنها أسفل منازلهم وأصبحت تهدد وجودهم وحياتهم.
يقول نهاد جميل صيام أحد أصحاب هذه المنازل المتصدعة والمهددة بالانهيار لـ “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن جانبي الشارع الرئيس في وادي حلوة؛ معظم المنازل فيه أصابها التصدع ويزيد عددها يوماً بعد يوم، وتزداد معاناة أهلها”.
ويضيف “في الحي ٤٣ منزلا ظاهر فيها الشقوق والتصدع من بينها بيتي، هذا بالإضافة إلى مناطق أخرى في سلوان”، مؤكداً أن التركيز من قبل “جمعية العاد الاستيطانية” على منطقة وادي حلوة، ومنها تتشعب الأنفاق والحفريات إلى داخل أسوار البلدة القديمة وحائط البراق والقصور الأموية.
ويشير صيام إلى أن الشارع الرئيس انهار وسقط بعمق كبير مقابل جامع عين سلوان يوم الثلاثاء الماضي، فاستنفرت البلدية والعاد، وعلى الفور قامت طواقم البلدية بإغلاق الفتحة ورصف الشارع وكأن شيئا لم يكن دون الخوض في أسباب هذه الانهيارات المتكررة، إذ سبق لنفس الشارع أن انهار أكثر من مرة خلال العام الجاري والعام ٢٠١٥.
ويمضى صيام يقول عن منزله: “لقد تشققت الجدران والسقف وأصبحت المياه عند سقوط المطر تتدفق من كل مكان، قمت ببعض التصليحات ولكن عبارة عن (ترقيع)، خاصة أن الشقوق والتصدعات في الجدران متواصلة لا بل تتوسع، وهو ما يقلقني ويخيف أفراد عائلتي، فالخوف أنه في أي لحظة قد ينهار”، مؤكداً أن البيت بحاجة إلى ترميم شامل.
ويشير إلى أن هذا الحي السكني قديم قبل احتلال ١٩٦٧، ولكن هناك بعض المنازل أقيمت في السبعينيات والثمانينيات دون ترخيص، فأصحاب هذه المنازل لا يريدون أن تتدخل البلدية أو تكشف على منازلهم، مع أن بعض هذه المنازل أصبح غير صالح للسكن جراء الحفريات أسفلها من قبل الآثار والجمعيات الاستيطانية الصهيونية.
ويقول صيام إن التوجه إلى البلدية للحصول على رخصة ترميم مستحيل وصعب، فالسكان بين نارين، نار البلدية ونار المستوطنين والجمعيات الاستيطانية، فالمستوطنون هم الذين يقومون بالحفريات ،والبلدية تدعمهم وتساندهم.
أعمال حفر لا تتوقف
وكشف صيام النقاب عن أن بعض المستوطنين الذين يمارسون الحفريات والعمل في الأنفاق، عرضوا على عائلات تشققت منازلها في وادي حلوة أن يقوموا بعمليات ترميم وإصلاح ما تسببوا به من أضرار في منازلهم.
ويتابع: “هنا مكمن الخطر، دخول المستوطنين الى المنازل يعطيهم المجال لكشف ما هو فوق هذه الأنفاق غير الشرعية والمدمرة لمنازلنا، خاصة أن هؤلاء المستوطنين أنفسهم من يجوب البلدة يعرض الشراء مع السماسرة والمندسين بين أبناء شعبنا”.
ويوضح صيام: “أنا وأطفالي وزوجتي أكثر من مرة استيقظنا من النوم على صوت الحفريات أسفل منزلنا، فصوت الحفريات واضح ومسموع وقريب جداً، فهناك حفارات أنفاق تعمل أسفل سلوان وبقوة، فالمستوطنون يومياً يقومون بإخراج أكياس التراب ويضعونها على أطراف الشارع لنقلها عبر تركتورات صغيرة وشاحنات”.
ويضيف إن مدخل النفق قرب المسجد يشهد عملية حفر وحركة عمال حفريات لا تتوقف، وحديثا تم إدخال حجارة وأقواس من دعامات حديدية كبيرة وصغيرة يجري تجميعها ووصلها ببعضها البعض، مؤكداً أن العمل يدور في حفر أنفاق جديدة وليست قديمة.
ويقول صيام ان هناك نفقا قائما من عين سلوان ويخرج في اعلى مركز الزوار(عير ديفيد -مدينة داود ) جنوب المسجد الاقصى والمحاذي للقصور الاموية اي ما يزيد عن ٩٠٠متر ،ومن جامع عين سلوان الى نقطة ثانية ،مشيراً الى ان العمل مستمر منذ سنوات وفق خطة مدروسة لا يعرف عواقبها ونهايتها احد من أهل الحي.
ويضيف ان وزراء في حكومة الاحتلال واعضاء مهمين في الجمعيات والاحزاب الدينية اليهودية يقومون بزيارة هذه الانفاق والإطلاع عن سير العمل فيها ،اخر هذه الزيارات كانت مطلع هذا الشهر حيث وقفت سيارات سوداء اللون تحرسها سيارات شرطة وحرس حدود ودخلوا من منطقة الملعب ،وبعد انتظار طويل لتصويرهم لم يخرجوا ،وغادرت السيارات والحراسة واقفل الباب السفلي ،بل خرجوا بحفله كبير من مركز الزوار(عير ديفيد -مدينة داود ) ما يشير الى ان العمل قطع شوطا كبيرا واقترب من النهاية على حساب اراضينا ومنازلنا ومقدساتنا .
بدورها تقول المربية مريم الشيخ بشير: “أن التشققات في منزلها زادت وتوسعت في المرحلة الأخيرة ،فمنذ عام تقريباً والحفريات زادت، وأصبحنا نسمع صوت الحفر قريبا جداً”، مؤكدة أن الأمر زاد وارتفع الصوت واهتزازات ترج المنزل بالكامل .
وتضيف لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” :”التشققات انتشرت من البوابة الرئيسة للمنزل إلى الدرج فسقف المنزل ،حتى السور الخارجي للبيت تصدع ،تشققات في الحمام”، مشيرة إلى أن التشققات بالطول والعرض ما يدل على أن المنزل أصبح خطرا حسب المهندسين الذين زارونا “.
وشددت على أن هذه التشققات بدأت تظهر منذ عام مع العلم أن المنزل قائم منذ عشرات السنين وقديم لم تظهر فيه أي تشققات قبل ذلك ، منذ عام تقريباً بدأت التشققات تظهر في جدران وسقف المنزل وفي داخل البيت وخارجة وفي الأسوار ،وقبل اقل من أسبوعين انهارت الساحة أمام المنزل بعمق أكثر من متر فجأة فقمنا بسدها وتغطيتها خوفاً من سقوط الأطفال فيها.
وتضيف أن “المنزل في الشتاء ، تتدفق المياه من كل اتجاه بسبب التشققات ،فالوضع خطير جداً ونخشى أن يتطور الوضع فلا سمح الله ينهار المنزل علينا جراء هذه الحفريات أسفل منازلنا”، مشيرة إلى أن الشقوق تمتد على طول السور الخارجي وعدد من سكان المنازل المجاورين لمنزلها.
خطر يهدد الجميع
من جانبه يقول رئيس تجمع مؤسسات سلوان فوزي شعبان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الخطر يهدد كل بيوت الحي في منطقه واد حلوه حيث تنتشر بؤر الاستيطان السرطانية منغصة الحياة على أهلها الفلسطينيين السلاونة ،مؤكداً أن أهالي الحي رغم كل الممارسات والتنغيص صامدون ويتصدون لمحاولات الاستيلاء على منازلهم .
ولفت شعبان إلى أن اسم الحي يعود لأول شهيدة روت بدمائها الزكية ارض الحي واسمها(حلوه صيام ).
وبالنسبة للأنفاق والحفريات التي تقوم بها الجمعيات الاستيطانية يقول شعبان أن سكان الحي يصحون بالليل على أصوات حفر أسفل منازلهم ويصاب الأطفال بحالات من الرعب والفزع جراء الأصوات وجراء مشاهداتهم لبيوت جيرانهم وهي،تتشقق بفعل الحفريات الاستيطانية وخاصة أن بعضهم تركوها خوفا على حياتهم وحياة صغارهم .
وتستمر سلسلة الانهيارات في حي وادي حلوة حيث انهار سقف احد الإنفاق بالقرب من جامع عين سلوان بداية العام الجاري وقبل نحو أسبوعين في نفس المنطقة تقريباً.
وقبل عدة أشهر انهار جدار استنادي في وسط حي وادي حلوة أيضا بسبب الحفريات الصهيونية المتواصلة أسفل المنازل ،حيث استيقظ سكان الحي الساعة الثالثة فجرا على أًصوات انهيار كبير، ولدى تفقدهم المنطقة فوجئوا بانهيار جدار استنادي ( عرضه 15 مترا، وارتفاعه 3 أمتار )و تضررت بفعل الانهيار ٤عائلات ( السلايمة وبدر والطويل والجعبري)،وأكد المتضررون أنهم يسمعون أصوات حفر أسفل منازلهم خاصة في ساعات الليل حتى الفجر، وتستخدم فيه الآلات الثقيلة.
وحسب مركز معلومات وادي حلوة فقد بدأت سلطات الاحتلال بأعمال حفر الأنفاق أسفل الحي منذ العام ٢٠٠٧، وبعد توجه السكان للمحاكم الصهيونية تمكنوا من استصدار أمر احترازي لوقف العمل أسفل منازلهم لمدة 14 شهرا، وبعدها تمكنوا من استصدار قرار يقضي بالسماح للجهات الصهيونية بأعمال الحفر بشرط عدم تشكيل أي خطورة على حياة السكان.
ويوضح سكان حي وادي حلوة أنهم يعانون من الانهيارات والتشققات الدائمة في منازلهم والشوارع بسبب الحفريات الصهيونية أسفل حيهم، خاصة في فصل الشتاء، ويعتبرونه “موسم الانهيارات”،وتحاول الجهات الصهيونية المختلفة من ( سلطة الطبيعة وسلطة الآثار وجمعية العاد الاستيطانية وشركة جيحون للمياه) التنصل من مسؤوليتها من أي عمليات حفر أسفل الحي والأضرار التي تنجم عنها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أطباء بلا حدود: إسرائيل ترفض دخول طواقم طبية لغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول الطواقم الطبية الدولية إلى قطاع غزة، في ظل الحاجة الملّحة لإمكانات وقدرات طبية...
من قتل شرين؟ وثائقي أمريكي يكشف هوية الجندي الإسرائيلي قاتل أبو عاقلة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام لأول مرة، كُشف الستار عن الجندي الإسرائيلي قاتل مراسلة قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة، وذلك في فيلم وثائقي استقصائي...

الدفاع المدني يعلن توقف 75% من مركباته في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني اليوم الخميس، عن توقف 75% من مركباته في قطاع غزة؛ بسبب شح الوقود. وأفاد الدفاع...

عشرات المستوطنين يدنسون ساحات المسجد الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال...

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تصاعدت أعمال المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ورصد مركز معلومات فلسطين "معطى"، تنفيذ...

الإعلامي الحكومي: نرفض مخططات الاحتلال لإنشاء مخيمات عزل قسري بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفض المكتب الإعلامي الحكومي، بشكل قاطع المخططات الإسرائيلية لإنشاء مخيمات عزل قسري تشبه الغيتوهات النازية، معتبرًا...

المطبخ العالمي يوقف الطهي في القطاع بعد نفاد الإمدادات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المطبخ العالمي في قطاع غزة عن توقفه الكامل عن العمل ابتداءً من يوم غد الخميس 8 مايو/أيار 2025، نتيجة نفاد مخزونه...