الأحد 11/مايو/2025

نصر وأكرم.. القناصان الشقيقان

نصر وأكرم.. القناصان الشقيقان

يكمن “الشبح” لطريدته، في حي “الموت”، وما هي إلا ثوان معدودة حتى تخرج طلقة من فوهة بندقيته، محلية الصنع، لا تعرف إلا قنص هدفها.. عدة أشهر أذاقهم فيها كل صنوف الخوف والذعر والهلع.. ففي أسوأ كوابيسهم لم يتوقعوا خطوته القادمة، كاشفا عن خواء نفسية جنود الاحتلال ومستوطنيه. 

من شرفة الطابق الثالث بمنزل عائلة البدوي (أبو سنينة) بمدينة الخليل، يدّعى جهاز “الشاباك” الإسرائيلي أنّ الشقيقين نصر (23 عاما) وأكرم (33 عاما) حوّلا شقّة قيد التشطيب إلى موقع لقنص واستهداف عناصر جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه في باحات المسجد الإبراهيمي.

(نصر وأكرم)، مجاهدان من “حماس”، عرفهما مسجد المجاهدين من رواد صفوفه الأولى، لا بل كان حضورهما في الفعاليات الشعبية والمسيرات واضحا، وخاصة نصرة الأسرى والمسجد الأقصى.

يقول مؤذن المسجد أبو محمد الوحش، لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “ما قدمت يوما إلى المسجد فجرا، إلا وأجد نصر ينتظرني وأحيانا برفقة أخيه أكرم، فهما من رواده وخدمه، ويتحرقان ألما على ما يجري داخل البلدة القديمة من عنف للمستوطنين وإرهاب الجيش الصهيوني، الذي يطال المواطنين صباح مساء”.

عائلة مجاهدة

في المنطقة الجنوبية من الخليل، وعلى أطراف حي الفحص، الواقع بحسب تقسيمات اتفاق أوسلو في منطقة (C)، التي تخضح للسيطرة الأمنية الكاملة للجيش الصهيوني، يقع منزل فيصل بدوي أبو اسنينه، المعروف (أبو ماهر) 65 عاما، والد قناصي الخليل، أكرم وشقيقه نصر، بيت جمع بين الدين والمقاومة وتنمية الاقتصاد الوطني.

الشيخ أبو ماهر، هو أحد رجال المقاومة الفلسطينية، من المقاتلين القدامى في الثورة الفلسطينية، أمضى في سجون الاحتلال نحو (17عاما)، رجل متدين ويمتلك مصنعا للحجر، ووجه عشائري معروف، استقبلنا بحرارة، وأكد  أنه وأولاده وعائلته فداء للوطن والدين والأقصى.

الافتخار بالمقاومة

لا يعرف أبو ماهر عن تفاصيل ما فعله ابناه نصر وأكرم شيئا، لكنه في نفس الوقت فخور بهما وغير مبال لاعتقالهما، ويروي في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” تفاصيل اقتحام بيته، قائلا: “اقتحمت قوات كبيرة من المخابرات والجيش الصهيوني منازلنا، وقالوا لي نريد هذه البندقية، حيث أشاروا إلى صورة بندقية قنص يحملونها، فقلت لهم لا أعرف عنها شيئا، فهددوني بتدمير المنزل وتخريبه، فأجبتهم: اصنعوا ما شئتم”.

ويضيف أبو ماهر، في لغة أهل الخليل الواثقة: “والله ما هي مفرقه !! فليعمل الصهاينة ما يريدون، اعتقلوا أبنائي نصر وأكرم، أنا عندي 17 شابا ومتزوج امرأتين، وإن شاء الله سأتزوج اثنتين أخريين، وسأنجب مجاهدين وسنبقى صامدين في أرضنا ووطننا، وعمر السجن ما سكر أبوابه على الناس فالفرج قادم”.

عمليات القنص

وادعت القناة العبرية أن الشقيقين نفذا عملية قنص ضد مجموعة من المستوطنين القريبين من الحرم الإبراهيمي بالخليل في السادس من نوفمبر الماضي، ما تسبب بإصابة مستوطنين بجراح ما بين متوسطة إلى خطيرة؛ حيث نفذا العملية من نافذة إحدى الأبنية القريبة، في حين اعترف نصر بتنفيذ العملية رداً على استشهاد مسنة فلسطينية قرب حلحول ظهر نفس اليوم.

وزعمت أنهما نفذا عملية قنص أخرى باتجاه مركبة قريبة من الحرم الإبراهيمي في السادس والعشرين من ذات الشهر دون وقوع إصابات.

كما نسب الجيش للشقيقين تنفيذ عملية قنص في تجمعات للجيش بمنطقة الخليل من بينها عملية قنص في الثالث من شهر كانون ثاني الماضي قرب الحرم الإبراهيمي، ما تسبب بإصابة ضابطة بالجيش بجراح خطيرة.

كما زعم الجيش تنفيذهما عملية إطلاق نار أخرى باتجاه حاجز “الحيوانات” القريب من الخليل، ما تسبب بإصابة جندي بجراح طفيفة، في حين اعتقل أفراد الخلية خلال شهر كانون الثاني الماضي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات