الجمعة 09/مايو/2025

أماني سباتين .. الأم الحنون تمضي شهيدة

أماني سباتين .. الأم الحنون تمضي شهيدة

صنعت “الكعكة”، وجهزتها وقالت لأبنائها ستأكلون منها صباح الجمعة، هذا آخر ما عهدته رغدة الابنة الكبرى بأمها الشهيدة أماني حسني سباتين (34 عاماً)، التي نفذت عملية دهس بطولية صباح الجمعة (4-3) على مفترق مستوطنة “غوش عتصيون” جنوب بيت لحم، جنوبي الضفة المحتلة.

وفي حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أضافت رغدة (16 عامًا) الطالبة في الصف الحادي عشر: “كانت أمي -رحمها الله- تتابع الأخبار على التلفاز أولاً بأول، وتتأثر بأخبار الشهداء وبما يحدث من انتهاكات واعتداءات من الاحتلال وخاصة ما يتعلق بالقدس والأقصى.

الشهيدة

“كعادتها أفاقت الشهيدة هذا اليوم لصلاة الفجر، صلّت وقرأت القرآن، وغادرت المنزل عند الساعة السادسة والنصف صباحًا (بتوقيت القدس) مستقلة سيارة والدي دون أن تشعرنا بذلك، ليأتينا خبر استشهادها كالصاعقة”، أضافت الابنة بمشاعر يختلط فيها الفخر بالألم.

خروج على غير العادة
أما عدنان زعول شقيق الشهيدة فقال أنه تلقى اتصالاً فجر الجمعة من زوجشقيقته يسأله فيها إذا كانت جاءت لزيارتهم، “لأنه ليس من عادتها الخروج منالمنزل في مثل هذا الوقت”.

وأضاف: “اتصلت بأشقائي لسؤالهم عنها فلم أجد إجابة، وفور تلقينا نبأ حصول عملية عند عتصيون توجه شقيقي محمد إلى هناك، فوجد السيارة التي نفذت فيها العملية وعرفها، وحاول الجنود إبعاده فأصر على التعرف على هوية المنفذ وإن كانت فتاة، فاحتجزوه”.

ويكمل عدنان حديثه لـ “المركز الفلسطيني للإعلام“: “بعد أن أخبر شقيقي الضابط الصهيوني عن فقدانه لشقيقته فأخبره بأن منفذة العملية فتاة، وبعد ساعة من الاحتجاز سمحوا له بالتعرف عليها، وأجروا معه تحقيقاً لحوالي ساعتين، قبل أن يفرجوا عنه”.

ووفق القناة الصهيونية العاشرة؛ فإن المواطنة هاجمت بسيارة تحمل لوحة تسجيل صهيونية، الجنود الصهاينة على مفترق”غوش عتصيون”، قبل أن يتم استهدافها بوابل كثيف من النيران.

وأفاد شهود عيان بأن الجنود الصهاينة، بعدما أطلقوا وابلا كثيفًا من النار تجاه المواطنة، تركوها تنزف حتى فارقت الحياة، مؤكدين أن ما تعرضت له هو عملية إعدام ميداني.

معتز ورغدة نجلا الشهيدة


ماما راحت على الجنة

أم محمد والدة الشهيدة قالت والدموع تملأ عينيها: “الله يرحمك يا أماني .. الله يرضى عنك.. حسبي الله ونعم الوكيل على الاحتلال وأعوانه.. أماني هي الأكثر جمالاً وأناقةً بين بناتي، تحب الحياة كثيراً واللباس، حنونة وعاطفية جداً، لم أتوقع أبداً أن يكون يومها قبل يومي.. رحمك الله”.

الشهيدة “أم شريف” هي ربة منزل وترعى أطفالها الأربعة: رغدة وشريف وعبد الرحمن، وأصغرهم معتز ابن الصف الأول الابتدائي؛ الذي كان يمسك صورة والدته ويقول: “ماما راحت عالجنة.. أنا بحبك يا ماما.. الله يرحمك”.

وتبقى المرأة الفلسطينية مصرّةً على أعمال المقاومة، والمشاركة في انتفاضات الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال؛ فهي المربية الأولى وصانعة الرجال، بل هي الرجل في الزمن الذي يعزّ فيه الرجال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات