الإثنين 12/مايو/2025

لبيب ومحمد.. رفيقا الدرب شهداء

لبيب ومحمد.. رفيقا الدرب شهداء

لا يذكر أهالي بلدة قريوت جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة الشهيدين لبيب عازم ومحمد زغلوان اللذين لم يتجاوز عمر كلٍّ منهما 17 ربيعا، إلا وهما متلازمين، جمعتهما الصداقة في الدنيا وصولا للشهادة في الآخرة.

تركا الدنيا خلف ظهريهما، ولم ينتظرا امتحانات الثانوية العامة الصيف المقبل، كأقرانهما؛ فقد نالا شهادة أعلى وأرفع، وباتت أرواحهما تحلق في جنان النعيم.

لبيب خلدون عازم (17 عاما) ومحمد هاشم زغلوان (17 عاما) شابان يافعان من بلدة قريوت جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ربطتهما علاقة صداقة وطيدة وارتقيا شهيدين معاً فجر الأربعاء (2-3) بعد أن نفذا عملية طعن أصيب بها مستوطن بمستوطنة “عيليه” الجاثمة على أراضي بلدتهم.

ووفقا لرواية الاحتلال؛ فقد تسلل الشهيدان عازم وزغلوان ليلا إلى مستوطنة “عيليه” الجاثمة على أراضي قريوت من الجهة الغربية، وانتظرا في فناء أحد المنازل داخل المستوطنة، وعندما حاول المستوطن الذي يقطن المنزل الخروج منه فجرًا، هاجماه بسكاكين وعصي كانت بحوزتهما.

وبحسب الرواية ذاتها؛ فإن المستوطن تمكن من الرجوع لداخل المنزل وإغلاق بابه، بعد أن أصيب بجراح في رأسه، ولاحقا أطلق جنود الاحتلال النار عليهما بالقرب من مدخل المستوطنة، وتركوهما ينزفان إلى أن استشهدا.
 
رواية مجروحة
ومنذ اندلاع انتفاضة القدس قبل خمسة شهور، أعدم الاحتلال 114 مواطنا بدم بارد على خلفية قيامهم بعمليات طعن ودهس، وبقيت رواية الاحتلال حول ظروف استشهادهم محل شك وعدم ثقة من جانب ذوي الشهداء.

هاشم زغلوان، والد الشهيد محمد، بدا غير مصدق لما حدث، وأبدى تشككه من رواية الاحتلال حول ظروف استشهاد نجله ورفيق دربه لبيب.

وقال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كل ما هو متوفر لدينا من معلومات مصدره الاحتلال، ونحن لا نثق برواية الاحتلال؛ فقد يكونان تعرضا للاختطاف والقتل على يد المستوطنين الذين كثيرا ما يتسللون للبلدة”.

ويبين أن محمد ولبيب شوهدا آخر مرة مساء الثلاثاء في صلاة العشاء بالمسجد، وبعدها اختفت آثارهما، ولم يعودا لمنزليهما.

ويقول: “أبلغنا الارتباط الفلسطيني بالأمر، وأمضينا طوال الليل نحاول جاهدين الوصول إليهما أو معرفة مكان تواجدهما، إلى أن أبلَغَنا الارتباط صباحا بأن الاحتلال أطلق عليهما النار قرب مستوطنة “عيليه” وأنهما مصابان، ثم أبلغنا باستشهادهما”.

محمد الذي يدرس الثانوية العامة الفرع العلمي عرف بتفوقه في دراسته، وحصل على المركز الأول على صفه في السنة الماضية، كما يؤكد والده الذي يقول أن ابنه كان يخطط لإكمال دراسته الجامعية وفق ما يسمح به معدله.
 
رفاق الدرب
محمد وعازم مشهود لهما بالتدين والاستقامة في أوساط أهالي قريوت، وربطتهما علاقة صداقة قوية، وكانا يلتقيان يوميا، خاصة وأنهما يدرسان بذات المدرسة.

ويقول خلدون عازم، والد الشهيد لبيب لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن ابنه امتاز بهدوئه وقلة كلامه، ولم يظهر عليه أي تصرف يوحي بما كان يخطط له، وهو ما أثار استغراب جميع من عرفه عندما سمعوا بأنه نفذ عملية الطعن.

ويضيف: “لبيب كان يهوى الرسم، وكان يخطط لدراسة تخصص الديكور بعد حصوله على الثانوية العامة، لكن الله اختاره شهيدا، والحمد لله”.
 
شهيد يرث شهيدا
ويحمل الشهيد لبيب اسم عمه الاستشهادي لبيب أنور عازم الذي كان من أوائل الملتحقين بكتائب القسام بعد تعرفه إلى الشهيد المهندس يحيى عياش، وشكل معه أول خلية عسكرية سرّية في نابلس، وهو الذي فجر نفسه بحافلة وسط تل أبيب بتاريخ (24-7-1995)، وقتل سبعة مستوطنين وأصيب أكثر من أربعين.

ويقول خلدون عازم: “عندما استشهد أخي لبيب لم أكن متزوجا، وعندما تزوجت ورزقت بأول أبنائي، ارتأينا أن نعطيه اسم عمه تيمنا به ليبقى اسمه خالدا في العائلة”.

وباستشهاد زغلوان وعازم، يرتفع عدد الشهداء الذين أعدمهم الاحتلال منذ تشرين أول/ أكتوبر الماضي إلى 189 شهيدا، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، من بينهم 44 شهيدا تقل أعمارهم عن 18 عاما، ويرتفع عدد شهداء محافظة نابلس إلى 12 شهيدا.

ويضاف إلى هذه الإحصائية الشهيد كامل حسن من السودان الذي أعدمه الاحتلال في عسقلان، و13 شهيدا قضوا في أنفاق قطاع غزة خلال الفترة ذاتها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....