الجمعة 28/يونيو/2024

ثمار البلح.. إذ يحولها المزارع أبو جميزة لـذهب

ثمار البلح.. إذ يحولها المزارع أبو جميزة لـذهب

يتصاعد عمود من الدخان فوق منزل المزارع جمال أبو جميزة بمنطقة البروك جنوب دير البلح معظم ساعات النهار وهو يحضّر “العجوة والتمر والقهوة” من ثمار ونوى البلح في فرن خاص .
 
يهتم نجله يوسف بكافة التفاصيل بدءًا من تنظيم نوبات العمل الموزعة بين رجال ونساء الحي وإطعام الفرن مزيداً من الحطب ليقوم بمهمته الوحيدة في التجفيف بطريقة علمية.
 
تجفيف الثمار

ونجح المزارع “أبو جميزة” في تجفيف ثمار البلح في حجرة أسمنتية غطاها بألواح الصفيح تحت حرارة 50 درجة مئوية طوال 3 ساعات يقوم بعدها بتنظيفها من القشور والنوى ثم يدخلها الفرن مرةً أخرى تحت حرارة (80-90) مئوية فتنتج العجوة.
 
منذ أسابيع يتبادل مزارعو النخيل في مدينة دير البلح الحديث عن مصنع “أبو جميزة” الذي نجح في صناعة “التمر والعجوة” إضافة إلى تحضير “القهوة والأعلاف” من مخلفات النخيل.

يودع يوسف عمال الفترة الصباحية الذي فرغوا من تنظيف ثمار البلح وأدخلوها في الفرن على أمل اللقاء في اليوم التالي استكمالاً لأعمال متفق عليها.
 
يبدأ في شرح ميداني للتجربة ويفتح باب الحجرة فتلفح وجوه الحاضرين حرارة عالية بعد أن تنفس الفرن جزءًا من حرارته المختزنة فوق رفوف خشبية تحمل عشرات الصواني.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” : “نفرد الرطب في هذه الصواني ونضعها في الفرن 3 ساعات، ثم نخرجها ونزيل المخلفات والنوى ونضعها في الفرن 8 ساعات أخرى فتخرج عجوة جاهزة للتعليب”.
 
يصل “جمال أبو جميزة ” مالك التجربة والخبرة الأول مقاطعاً ابنه بالقول:”ما تكلم عنه يوسف يخص الرطب أما البلح المقطوف حديثاً فلابد من تثليجه 96 ساعة في 18 تحت الصفر ثم نجففه كما أخبرك”.
 
ويستخدم “أبو جميزة” الحطب كمصدر للطاقة بسبب أزمات الوقود التي يعيشها قطاع غزة وهو مصدر مكلف نسبياً في الإنتاج.

يلوّح بيديه مشيراً أن السوق المحلي بحاجة ماسة للعجوة وأن فائض ثمار “البلح” يكون معروضا بكمية كبيرة في وقت قصير، وأن فرنه يحول كافة أنواع ثمار “البلح” لعجوة.
 
وتفتح تجربة “أبو جميزة” له أفقاً في مهنة توارثها عن أبيه وجده من 80 سنة وقد طورها بإقامة شركة استيراد للمعدات الزراعية قبل أن تتردى أسعار أشجار النخيل بعد انتشار “سوسة النخيل”.

ويتابع: “كان سعر النخلة الصغيرة (50-60) دينارا أردنيا وصل إلى 10 دنانير لأن سوسة النخيل قضت عليها، وقد طورت جهاز حقن للسوسة ببراءة اختراع، والآن صنعت العجوة فبدأت بـ200 كجم ثم طن وأحتاج الآن للتمويل لصناعة فرن أفضل”.

شجرة مباركة

ويحضّر المزارع “جمال أبو جميزة” قهوته منذ 3 سنوات من نوى البلح بعد أن يضيف إليها نسبة قليلة من مسحوق القهوة.
 
يغسل ” النوى”  ويجففه ويطحنه ويحضّر مسحوق “80% نوى و20% قهوة” بينما يستخدم بقية مخلفات الثمار وسعف النخيل في تحضير الأعلاف عبر آلة خاصة.
 
ويضيف: “كل شيء من هذه الشجرة المباركة له فائدة، والآن مهتم بإجادة تحضير القهوة وتسويقها فمسحوق النوى مكافح لأمراض السرطان والسكري”.
 
وأبدى ممثلو المؤسسات التنموية والزراعية الذين زاروا الفرن استحساناً لتجارب المزارع “أبو جميزة” وعلى رأسهم وزارة الزراعة ومنظمة “الفاو” و”الصليب الأحمر” وآخرون.

ويقول إبراهيم القدرة الوكيل المساعد بوزارة الزراعة أن الأسواق المحلية لا تستوعب ثمار موسم “البلح”  التي تكون ثماره بكمية عالية في فترة قصيرة جداً.

ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “نستورد 3 آلاف طن من العجوة سنوياً لصناعة الحلويات والمخابز، والمزارع جمال وفر حل لتحويل فائض الإنتاج لعجوة محلية مواصفاتها ممتازة فهذه الشجرة تناسب بيئة غزة”.

وتتبعثر في الشرفة الشرقية لمنزل “أبو جميزة” أجهزة ومعدات زراعية منها ما يخص مشروعه الحالي، ومنها ما لم يكشف عن طبيعته لكن شغله الشاغل حالياً كيف سيوفر التمويل لتطوير مصنع “العجوة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات