الأربعاء 26/يونيو/2024

المركز بؤرة اهتمام باحثي الاحتلال لفهم الانتفاضة.. فهل وصلت الرسالة؟

المركز بؤرة اهتمام باحثي الاحتلال لفهم الانتفاضة.. فهل وصلت الرسالة؟

عمليات فردية لكنها ضمن استراتيجية ثابتة لمنظمات تعتبرها “إسرائيل” إرهابية، وهي طريقة فعالة تفقد الاحتلال قدرته على الرد أو توقع الضربة المقبلة.. هذا هو ملخص دراسة  لـ”ناسيا شيمر” المحلل السياسي في صحيفة “إسرائيل اليوم”، الذي سلط الضوء على عمليات المقاومة لشباب انتفاضة القدس.

تحليل شيمر والذي استند إلى تغطية “المركز الفلسطيني للإعلام” لانتفاضة القدس، كشف طريقة متابعة الاحتلال لما ينشر على موقع المركز وإخضاعه للبحث والدارسة والمتابعة، وذلك لمحاولة فهم “انتفاضة القدس” بعيون فلسطينية.

عجز الاحتلال

وتحت عنوان “منفذو الطعن.. أفراد وراءهم استراتيجية”، كتب شيمر الأحد (28-2) تحليل تساءل فيه عن كيفية وقف العمليات الفردية أو كما يسميه “الذئاب المنفردة”، فيقول: “الياف غلمان، طوفيا يناي، عملية أخرى، قتيل آخر.. “المخرب” قتل أو تم إلقاء القبض عليه، وهذا لن يعزي العائلة الثكلى. كيف بالضبط يمكن وقف “الذئاب الأفراد”؟. حسب وصفه.

وأوضح شمير أنه يمكن التعامل مع عمليات المقاومة للمنظمات؛ لكن الطابع الفردي للعمليات وسط انتفاضة شعبية يستحيل معه وضع تصور لأي عملية مقبلة قائلا: “طالما أننا نعمل في مواجهة منظمة “إرهاب” ممأسسة فهناك سيطرة استخبارية وإمكانيات للعمل والرد. لكن عندما نقف أمام “إرهاب” شعبي عفوي، فإن الأجهزة الأمنية لا يمكنها أن تتوقع متى وأين ستحدث العملية القادمة أو وضع تصور عن منفذ العملية. هذا هو الموقف السائد في الجانب الإسرائيلي، ولكن هل يفكرون هكذا في الجانب الفلسطيني أيضا؟. حسب زعمه.

ولمحاولة معرفة نمط العمليات وتغطية انتفاضة القدس برؤية فلسطينية، قال شيمر: “موقع “المركز الفلسطيني للإعلام“، نشر في الأسبوع الماضي تحقيقا للباحث الاجتماعي الفلسطيني خالد عودة الله، وهو مختص بالأجهزة الأمنية “الإسرائيلية” والحرب في الحقبة الحديثة، ومحاضر سابق في جامعة بير زيت. إنه يحلل في البحث مميزات الانتفاضة الحالية تحت عنوان “عمليات أفراد تحول قوات أمن الاحتلال إلى فاقدين للقدرة”.

ونقل عنه قوله: “هذه انتفاضة لشباب لا يؤمنون بقيادة السلطة الفلسطينية وقدرتها على التوصل إلى إنجاز معين، بل ويعتقدون أنها متعاونة مع العدو. ومن جهة أخرى، الشباب القلقين من “تغيير الأوامر والإجراءات” لقوات الاحتلال حول مكانة المسجد الأقصى”.

نشاط تنظيمي بطابع فردي

وأوضح شمير أن ما يميز الانتفاضة كما يقول الباحث هو كونها انتفاضة أفراد غير منظمين، لكنه يقول: “هؤلاء الشهداء خرجوا من المحيط المقرب للمنظمات السياسية وخاصة اللجان الطلابية المدعومة من التنظيمات السياسية”. بكلمات أخرى، هناك “منظمات سياسية” والتي نسميها نحن منظمات “إرهابية”، والتي تشجع الشباب في القرى والمساجد والجامعات على تنفيذ عمليات تبدو وكأنها فردية وعفوية، لكنها فعليا مخطط لها جيدا. حسب قوله.

وتابع “بحث الدكتور شاؤول برتيل وهو مختص بالشؤون الفلسطينية من جامعة بار ايلان، يؤكد هذه الأقوال، فبحسب متابعته فإن عمليات الأفراد هي طريقة صراع مخطط لها من قبل منظمات “الإرهاب” التي تدرك ضعف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في إفشال ذلك، في هذا البحث أجري فحص دقيق “للمخربين” المتورطين أظهر معطيات مفاجئة حيث إن الأغلبية المطلقة منهم، 87 في المائة، ينفذون أعمال “الإرهاب” كجزء من نشاطهم التنظيمي. حسب زعمه.

واختتم مقاله بالقول: “وكتأكيد إضافي سأنهي بخلاصة الباحث عودة الله حول فاعلية الطريقة: “المجتمع الصهيوني غير قادر على معرفة كيفية مواجهة أولئك الأفراد، قوات الأمن الإسرائيلية مهيأة لمواجهة المنظمات من خلال أعمال بربرية لإفشال العمليات والقصف من الجو، ويسمي الصهاينة العمليات الفردية عمليات الذئب الوحيد. جميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تعرف ماذا تفعل، ولا يوجد طرف خيط يؤدي إلى منفذ العملية التالي”.

ويقوم “المركز الفلسطيني للإعلام” بتغطية الانتفاضة من رؤية واضحة تنحاز إلى حق الفلسطينيين بمقاومة المحتل بكافة الوسائل التي أقرتها الشرائع الدولية.

ويرى “المركز” أن كل التحليلات التي تحاول فهم الانتفاضة وواقعها ستصل إلى نتيجة حتمية، بأنها واقع مستمر، ما دام الاحتلال قائما، وأن الوعي الفلسطيني قادر على تحريكها على المستوى الفردي والجماعي حين يقرر ذلك، وبكافة الوسائل المتاحة في كل مرحلة من مراحل هذا النضال حتى التحرير، فهل وصلت الرسالة؟.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات