الثلاثاء 06/مايو/2025

المعلمان القيق ونايف

خالد معالي

حدثان كبيران على الساحة الفلسطينية نستقي العبر الغزيرة منهما؛ فالأسير الصحفي محمد القيق استطاع بسلاح بدائي جدا يملكه كل إنسان على وجه الأرض؛ أن يقهر وينتصر على دولة الاحتلال وإن كان ليس بالضربة القاضية؛ بل بالنقاط؛ ليكون معلما لمن بعده من طلاب الحرية والعزة والكرامة؛ بأن الحقوق تنتزع انتزاعا ولا تستجدى بالدموع.

الحدث الثاني هو اغتيال الموساد للأسير الذي قهر السجان بالفرار من السجن وبقي طيلة 25 عاما يقاوم ويعمل لحرية شعبه، حتى اغتاله الموساد في السفارة الفلسطينية في بلغاريا؛ وهو نجاح بطعم الفشل لدولة الاحتلال؛ كون 25 عاما من النجاح في عدم قدرة الموساد من الوصول إليه يعد نجاحا للمطارد المقاوم عمر النايف وليس للموساد.

الأسير محمد القيق كان معلما في إضرابه؛ وعلم الأجيال أن الحقوق تنتزع انتزاعا من حلوق الأعداء، وعلم أنه من الضعف الظاهر؛ يمكن أن تنبت أسباب النصر والقوة لتعطي ثمارها الطيبة من خلال نقاط ضعف العدو.
اغتيال الشهيد نايف؛ يستدعي أخذ العبر الكثيرة منه؛ كون عملية اغتياله جرت في مكان من المفترض أن له حرمته ومحصن وليس من السهل اختراقه؛ وكون الموساد يريد أن يوصل رسالة أن يده هي الطولى؛ ولكن بالتفكر قليلا يده هي القصرى؛ كون ما حصل من جريمة وقعت على أرض خارجية وفي مكان محمي بحسب القوانين والشرائع الدولية.

ما الذي جمع الأسير القيق مع الأسير الذي نجح بالفرار من سجنه؛ إنه حب الوطن والمقاومة بحسب الطريقة والأسلوب الملائم لكل واحد منهما؛ فالقيق قاوم بأمعائه؛ والشهيد نايف قاوم بطريقته أيضا بالفرار من سجنه والعمل لحرية شعبه من خلال سنين طويلة وهو تحت تهديد الموت والقتل من قبل الموساد.

لن يتوقف الصراع مع دولة الاحتلال من خلال اغتيال مقاوم هنا أو هناك؛ ولن يتوقف الحراك والسعي لانتزاع الحرية للشعب الفلسطيني ما دام الاحتلال جاثما على صدور الفلسطينيين يعد عليهم أنفاسهم عدا.

ستتواصل مسيرة وقافلة الشهداء؛ ولن يذهب دم الشهداء سدى؛ وستتواصل عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار على جنود الاحتلال والمستوطنين؛ فقد كان يتوقع البعض أن انتفاضة القدس هي مجرد موجة عابرة وتنتهي؛ وإذا بها تستمر وتتواصل دون توقف؛ ترتفع وتيرتها أحيانا وتخبو أحيانا بحسب الظروف والتعلم من الأخطاء وعدم تكرارها.

انتصار القيق؛ رفع المعنويات للشعب الفلسطيني ولانتفاضته المباركة؛  وشكل تقدما في حراك الحركة الأسيرة؛ في كيفية مقاومة ظلم السجان الذي لا يحترم حتى القانون الدولي الإنساني الذي يعتبر الأسرى جنودا في معركة الحرية، واستشهاد نايف هو دليل على تخبط الاحتلال وليس قدرته على الوصول لفلسطيني في حرم سفارة يمنع اختراقها أو القيام بداخلها بأي جريمة نكراء.

من المتوقع أن تبقى دولة الاحتلال شغلها الشاغل هو الأمن؛ والآن هي تتحسب لرد الجبهة الشعبية على عمليتها الجبانة، وكون الاحتلال هو دولة مصطنعة لن تنعم بالأمن مهما ضغطت واشتكت ومكرت وقتلت من الشعب الفلسطيني، وفبكرت وقلبت الحقائق أمام المجتمع الدولي ودول الغرب خاصة؛ من أنها واحة الحرية والديمقراطية وسط غابة من الوحوش العرب، مع أن العكس هو الصحيح.

ألف رحمة لروح الشهيد نايف؛ وألف تحية لصمود ونجاح وانتصار الأسير الصحفي محمد القيق؛ وهذا حال الدنيا تكسب نقطة هنا وتخسر نقطة هناك؛ والكيس من اعتبر واتخذ احتياطاته للمعركة القادمة وجهز لها أدواتها المناسبة؛ فالحياة الدنيا هي أصلا من بدايتها وحتى نهايتها عبارة عن حراك وصراع بين الحق والباطل لا يتوقف ولا ينتهي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...