سفارة فلسطين ببلغاريا.. الدور المشبوه باغتيال النايف

على مدار شهرين عاش المطارد عمر النايف قلقا شديدا داخل مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا نتيجة شكوكه من مؤامرة تحاك ضده من طاقم السفارة الذين سعوا للتخلص منه من اليوم الأول لدخوله مقر السفارة لاجئا من ملاحقته، إلا أن انحصار الخيارات أمامه جعله يبقى في مقر السفارة اعتقادا منه أنه المكان الأكثر أمنا، أو على الأقل يوفر الأمان له من منطلق “الأعراف الدبلوماسية الدولية”.

وبحسب عائلة النايف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” عقب جريمة اغتياله؛ فـ”إن ما كانت تخشاه العائلة قد وقع، وإن اغتيال عمر داخل مقر السفارة يعني تواطؤ عناصر من داخل السفارة”.

مؤامرة متوقعة
وأضافت إن عمر اشتكى للعائلة مرارا وتكرارا خلال الفترة الماضية من المضايقات التي يتعرض لها من السفير وطاقم السفارة؛ فأحيانا يهددونه وأحيانا يضغطون عليه، كانوا يعدّونه عبئا يجب التخلص منه.

مصادر قالت لمراسلنا إن عمر حين تعرض للتهديد أول مرة من بعض طاقم السفارة اتصل بقيادة الجبهة الشعبية، وأخبرها بأنه لا يأمن جانبهم، وأنه يشعر أن مؤامرة تحاك ضده.

وأضافت المصادر أنه وعقب ذلك سارعت الجبهة الشعبية لإصدار بيان مباشر، ولم يكن يحمل أية مجاملات، ويتضمن تهديدا واضحا للسفير في حال مس عمر أي مكروه، واتهمته بالتآمر.

وجاء في بيان الجبهة الشعبية في (28-12-2015) والذي جاء بعد أيام من لجوء عمر لمقر السفارة في بلغاريا “مع الأسف الشديد يمارس السفير المذبوح كافة أشكال الضغط النفسي فضلا عن أسلوب التهديد المباشر بتسليمه (عمر) للسلطات البلغارية خلال 24 ساعة القادمة أو مغادرة السفارة”.

وحملت بشكل واضح السفير المذبوح بصفته الشخصية والرسمية، عن كامل التداعيات لقضية النايف، وأكدت أن سلوكه هذا يأتي في سياق “التخلي الكامل عن دوره الوطني ورضوخه لإملاءات وشروط ومطالب الاحتلال الصهيوني”.
 
تخبط وارتباك
خمس ساعات كاملة كانت الفاصل بين جريمة الاغتيال وبين أول تصريح رسمي فلسطيني على الحادثة؛ في ارتباك واضح لتخرج رئاسة السلطة ببيان “تشكيل لجنة تحقيق”، لأنها تعلم تماما أن ما جرى ما كان ليتم دون تواطؤ من داخل سفارة فلسطين.

ورصد “المركز الفلسطيني للإعلام” تصريحات متناقضة لطريقة التعاطي الرسمي مع واقعة الاغتيال؛ بداية كان تصريح ضبابي لا يعطي الإشارة الكاملة إلى أن عمر اغتيل داخل مقر السفارة، والثاني من السفير المذبوح يشير إلى أنه قتل في حديقة السفارة، كما أن العائلة في البداية لم تبلغ برواية وأبلغت فقط بالحادثة دون تفاصيل.

ولكن ما ثبت من رواية بعد ذلك يشير إلى أن عمر قتل داخل مبنى السفارة، وألقي به إلى الحديقة ،فأين أمن السفارة من كل ذلك؟

بدورها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها عقب جريمة الاغتيال: “إن كادرها عمر النايف اغتيل عن طريق ذبحه بالسكاكين والأدوات الحادة داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا دون وجود أي علامات خلع أو كسر في أبوابها”.

وأضافت إن “ذلك يقطع الشك باليقين دون أي مواربة عن دور التخاذل بل والتواطؤ من قبل طاقم السفارة في عملية اغتياله التي نفذتها مجموعة من الموساد الصهيوني وبمشاركة من أذناب الاحتلال الخونة والعملاء”.

وحملت قيادة السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة ممثلة بشكل مباشر برئيسها محمود عباس، وسفيرها في بلغاريا ووزير خارجيتها وجهاز المخابرات المسؤول عن أمن السفارات.

وقالت الشعبية: “كنا نحذر من أن يلقى رفيقنا هذا المصير الذي توقعه وتوقعناه في ظل وجود سفير وطاقم للسفارة ومن خلفه وزارة الخارجية الذين كانوا على استعداد لتسليمه منذ اللحظة الأولى لولا وجود الضغط الشعبي والرسمي عليهم ووضع الأمور أمام الرأي العام، ما دفع الجميع للتحرك الخجل تبريراً لذاتهم لا أكثر ولا أقل”.

مطالب بتحقيق مستقل

بدوره قال المبعد والمحرر بصفقة وفاء الأحرار حمزة نايف شقيق عمر “نحن ندرك ونتابع من 3 أشهر الضغوط التي كانت تمارسها السفارة والسفير أحمد المذبوح، لإجبار عمر على المغادرة بما يسهل على السلطات البلغارية اعتقاله لتسليمه للاحتلال الصهيوني”.

وشدد على أن عمر تعرض لضغوط كبيرة منذ اليوم الأول التي لجأ فيها للسفارة؛ حيث حاولوا إخراجه، وطلب منه أكثر من مرة مغادرة السفارة، والطاقم الأمني لم يشكل له حماية بالمطلق، واليوم يجري اغتياله بكل هذه السهولة.

وأكد أن السفير المذبوح كان يقول لشقيقه حرفياً “سوف يضعون لك السُم في الطعام، وسيقتحمون السفارة لأخذك، أو قتلك، والطيارة تنتظرك لتعيدك إلى إسرائيل”.

كما حمل شقيقه أحمد في حديث لمراسلنا السلطة المسئولية عن الحادثة، وقال “عمر تلقى التهديدات من طاقم السفارة”، مطالبا بتحقيق مستقل مع السفير وطاقم أمن السفارة.