جولة كيري والتصور الفرنسي لا تلقى اهتماما لدى الشارع الفلسطيني

لم تلق جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة، ولا  التصور الفرنسي الرامي لاستئناف المفاوضات، اهتماما لدى الشارع الفلسطيني الذي بدا مصرًّا على مواصلة انتفاضة القدس، عادًّا إيّاها الطريق الوحيد لطرد الاحتلال والتخلص منه.

ويتفق قادة ومحللون وكتّاب مع قراءة الشارع الفلسطيني في المساعي الأخيرة لإعادة مسار المفاوضات بأنها “جعجعة بلا طحين”، ويرون أن العوامل التي دفعت لتحريك الملف مجدداً، ودفعت باتجاه جولة كيري للمنطقة والطرح والتصور الفرنسي كلها تصبّ في خدمة الاحتلال وحماية أمنه والتخلص من مأزق انتفاضة القدس الحالية؛ خشية امتدادها وزيادة قوة زخمها وتصاعدها نحو العمليات الاستشهادية.

وتأتي المبادرة الفرنسية في خمسة بنود، وهي “مبادئ لحل الصراع على غرار تثبيت حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 مع تبادل أراضٍ بين الطرفين، وجعل القدس عاصمة مشتركة بين الدولتين، إلى جانب تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وعقد مؤتمر دولي للسلام”.

22 عاما من الفشل
وتعزو الطالبة حلا المصري من جامعة النجاح في نابلس عدم اهتمام الشارع ولامبالاته بجولة كيري والمبادرة الفرنسية للعودة للمفاوضات، للفشل طيلة 22 عاما من التفاوض الذي تسبّب بتغوّل الاستيطان وعدم تحقيق أي إنجاز سياسي فلسطيني يُذكر.

وأضافت المصري في حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “على العكس تم تحقيق ما هو سيئ الصيت والسمعة من تنسيق أمني واعتقال سياسي وتغول أجهزة السلطة على الشعب، والتي كان آخرها اعتقال معلمين مضربين”.

مطلوبٌ استمرار الانتفاضة
ورأى تيسير نصر الله، القيادي في حركة “فتح” في نابلس، أن العودة للمفاوضات، لم تعد الخيار الوحيد والأمثل لإنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية، لافتا إلى أن “فشل المفاوضات التي رُوهن عليها منذ عقدين من الزمن لإقامة الدولة الفلسطينية بات واضحا”.

وشدد نصر الله في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” على أن “المطلوب استمرار المقاومة بكل أشكالها”.

الشعب حدد خياره
ويقول المواطن خليل حسين من رام الله إن جهود العودة للمفاوضات سواء نجحت أم فشلت، فإن الشعب في وادٍ والسلطة في واد آخر، وسيستمر الشعب في انتفاضته؛ كونها خياره الوحيد بعد فشل المفاوضات التي وصفها  بالعبثية.

وكان رئيس السلطة محمود عباس، التقى الأحد، كيري، في عمان؛ لبحث إمكانية استئناف المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني.

ويؤكد الكاتب السياسي عصام شاور أنه طالما أن الأوضاع لم تتغير لصالح الفلسطينيين، وطالما بقيت أسباب انتفاضة القدس قائمة فلا يمكننا توقع أي هدوء أو نهاية قريبة لها.

وأضاف “يعتقد البعض أن الشعب تعب ولا يستطيع الاستمرار، لكن الانتفاضة لم تندلع إلا بسبب تعبه وقهره وإصرار المحتل على التمادي في جرائمه، وأنه تعب أيضا من مفاوضات عبثية ليس معها أي أفق سياسي وأي خلاص من الاحتلال حتى على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، ولذلك فإن الضفة الغربية تعيش واقعها الطبيعي مع انتفاضة القدس”.

خيار المقاومة
 ويتفق الكاتب الصحفي خالد معالي مع شاور بأن الواقع الطبيعي هو استمرارية الانتفاضة بغض النظر نجحت الأطراف في العودة للمفاوضات أو لم تنجح، مستشهدا بخروج مئات آلاف المواطنين في أعراس الشهادة خلال تشييع الشهداء كما جرى في الخليل ونابلس؛ وهو ما يدلل ويؤكد على التفاف الجماهير قاطبة حول خيار المقاومة وانتفاضة القدس، وليس العودة للمفاوضات.