الانتفاضة بين مد وجزر.. لكنها تستمر

تغيب الفعاليات المقاومة في الضفة الغربية يوماً أو أكثر، ثم تعود لتتجدد مرة أخرى. ففي يومي الخميس والجمعة، عاد الزخم من جديد بثلاث عمليات طعن؛ قتلت مستوطناً وأصابت جنديين، فيما ارتقى ثلاثة شهداء وأصيب شابان آخران.
والحال أن قياس الأمر بمنطق انتفاضة الأقصى مثلاً أو الانتفاضة التي سبقتها إنما يؤكد أننا إزاء انتفاضة حقيقية، إذ أن كلا الانتفاضتين السابقتين، كانتا تحظيان بدعم من السلطة أولاً، ومن حركة فتح ثانياً، بينما لا تجد هذه الأخيرة غير المواجهة من قبل السلطة التي تصل الليل بالنهار من أجل وقفها، فيما تتواطأ في القضية حركة فتح، وإن رفض الكثير من كوادرها منطق السلطة وانحازوا لنبض شعبهم، لكن العقلية الحزبية تفرض نفسها في نهاية المطاف.. والنتيجة أنه لولاهذه المعادلة الصعبة لتغير المشهد برمته.
وضع مؤسف بكل تأكيد، إذ أننا لا نجد في مواقف السلطة سوى المزيد من الإصرار على ذات النهج الذي وصل به الحال حد الحديث عن التحريض بمنطق المساواة بين الجلاد والضحية (هاتوا لجنة محايدة تفحص التحريض في الجانبين، كما ذهب كبيرها، كأن الخطاب الذي يعلي من شأن مواجهة الغزاة صار تحريضاً!!).
في ظل الإصرار الشعبي الفلسطيني على مواصلة الانتفاضة، رغم كل عناصر الشد العكسي؛يبدو من الضروري أن تعيد القيادة الفلسطينية النظر في نهجها، وكذلك حال حركة فتح، وقد آن لهم أن يكفوا عن المنطق الذي تابعناه منهم منذ اندلاعها ولغاية الآن.
يجب أن يتوقف منطق الاستجداء الذي سلكته قيادة السلطة منذ 2004 دون جدوى. ثم أليس من الغريب أن يتواصل الحديث عن الهبة السلمية التي تدعمها تلك القيادة، من دون أن يشرح لنا رموزها ما هي تلك الهبة التي تريدها؛ بينما نسمع الرئيس يعلن بالفم الملآن بأنه لن يسمح للأطفال الفلسطينيين بأن يتوجهوا للحواجز حيث جنود الاحتلال (موقفه من السلاح معروف أيضاً).
الهبة السلمية التي يتحدث عنها هي محض مظاهرة تجوب الشوارع ثم تعود إلى البيت، كما لو كانت احتجاجاً على غلاء الأسعار، كأن شيئاً كهذا يمكن أن يؤثر على الاحتلال. وحين تحدث الرئيس عن مناطق (أ) بتصنيف أوسلو، ومحاولات اختراقها من قبل الاحتلال، لم يسأله أي أحد، لماذا لا يحميها بالجماهير ويمنع دخول الاحتلال إليها، ويعلنها مناطق محررة. أليس هذا شكلاً من أشكال النضال السلمي؟
أول أمس تحدث صائب عريقات لقناة ألمانية قائلاً إن وقف التنسيق الأمني، ليس تلويحاً، بل هو قرار سينفذ قريباً، وهو وعد سمعناه مراراً وتكراراً من قبل، ولم ينفذ على الأرض، بل سمعنى رئيس السلطة يقول إنه مصلحة فلسطينية في بعض الأحيان.
ربما كان من العبث الدخول في نقاش مع هذا المنطق الذي يصطدم بوعي الشعب وجماهيره في الداخل والخارج، لكننا مضطرون لذلك، فما دام يكرره، يغدو من الواجب الرد عليه وتفنيده، بخاصة حين ينحاز إليه شبان يحبون فلسطين، لكن القبلية الحزبية لا زالت تحملهم على الدفاع عنه. خلاصة القول إنها انتفاضة يتمية بامتياز، ولولا إصرار هذا الجيل الفلسطيني على البطولة والعطاء، ولولا انحياز الشعب، لما كان لها أن تستمر كل هذا الوقت.
…………………………..
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ102 على التوالي
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ102 على التوالي، ولليوم الـ89 على مخيم...

أطباء بلا حدود: إسرائيل ترفض دخول طواقم طبية لغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول الطواقم الطبية الدولية إلى قطاع غزة، في ظل الحاجة الملّحة لإمكانات وقدرات طبية...
من قتل شرين؟ وثائقي أمريكي يكشف هوية الجندي الإسرائيلي قاتل أبو عاقلة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام لأول مرة، كُشف الستار عن الجندي الإسرائيلي قاتل مراسلة قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة، وذلك في فيلم وثائقي استقصائي...

الدفاع المدني يعلن توقف 75% من مركباته في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني اليوم الخميس، عن توقف 75% من مركباته في قطاع غزة؛ بسبب شح الوقود. وأفاد الدفاع...

عشرات المستوطنين يدنسون ساحات المسجد الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال...

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تصاعدت أعمال المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ورصد مركز معلومات فلسطين "معطى"، تنفيذ...

الإعلامي الحكومي: نرفض مخططات الاحتلال لإنشاء مخيمات عزل قسري بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفض المكتب الإعلامي الحكومي، بشكل قاطع المخططات الإسرائيلية لإنشاء مخيمات عزل قسري تشبه الغيتوهات النازية، معتبرًا...