الإثنين 05/مايو/2025

في مدارس القدس.. المخصصات الإضافية مقابل تعليم المنهاج الصهيوني

في مدارس القدس.. المخصصات الإضافية مقابل تعليم المنهاج الصهيوني

يُعد التعليم واحدًا من أهم عناصر القوة والنجاح لأي مجتمع يريد النهوض والالتحاق بركب الدول المتقدمة، فبناء الإنسان علميا وثقافيا أمر ضروري، حتى يستطيع أي مجتمع الحفاظ على بقائه واستمراريته. ومن هنا، فقد سعى الاحتلال الصهيوني إلى ترسيخ وجوده في أذهان الفلسطينيين، من خلال بلورة مناهج تعليمية محرّفة لطلاب المدارس، تغيّب حقيقة فلسطينيتهم وعروبة أرضهم، وإحلال أساطير الاحتلال الصهيوني مكانها.

لا جهاد ولا عقيدة! 


لم يكتف الاحتلال بإلغاء اسم “فلسطين” من كتبه التي أصدرها كمنهاج للطلاب الفلسطينيين في المناطق التي تخضع تحت سيطرته، واستبدالها بكلمة “إسرائيل”؛ بل أخذ يسوّق في مناهجه التعليمية أنها “دولة يهودية” تسكنها أقليات عربية، وتمادت أذرعه في التحكم بالمنهاج الفلسطيني الذي يدرّس في مدارس شرقي القدس المحتلة.

وقد لقي المنهاج التعليمي المحرّف اعتراضًا كبيرًا لدى المقدسيين الذين أخذوا على عاتقهم إيصال المنهاج الفلسطيني إلى كل طالب في المدينة المقدسة، وذلك من خلال التواصل مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، واستطاعوا مؤخرًا توزيع كتب المنهاج غير المحرّف، بعيدًا عن أعين الاحتلال.

وزارة المعارف الصهيونية، لم يرق لها استمرار الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة تعلّم المنهاج الفلسطيني، فقررت في الفترة الأخيرة حرمان قطاع المدارس التابع لها في المدينة المحتلة -التي يصل عددها إلى 30 مدرسة -من المخصصات الإضافية التي تدعم المدرسة من خلالها لرفع رواتب المعلمين وفتح ملاعب ومختبرات وتحديث الأدوات التعليمية، واشترطت على المدارس أن تفتتح صفوف تعليم المنهاج “الإسرائيلي” لاستئناف دفع الوزارة لتلك المخصصات.

وفي حال وافق مدراء المدارس التابعة لوزارة المعارف على فتح صفوف لتعليم المنهاج الصهيوني، فإن ذلك سيؤثر على 25 ألف طالب مقدسي يدرسون في تلك المدارس؛ حيث يقول رئيس اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس زياد الشمالي لـ “كيوبرس” إن مدينة القدس تعاني من نقص كبير في الغرف التعليمية، وإذا ما نجحت وزارة المعارف الصهيونية بفرض تعليم المنهاج الصهيوني، فذلك سيضطر الطلاب المقدسيين إلى تعلم هذا المنهاج كونهم لن يجدوا بديلا عن تلك المدارس؛ ما سيشكل خطرًا كبيرًا على الجيل الفلسطيني الناشئ.

المخصصات أو التشويه


واعتبر الشمالي أن حرمان المدارس من تلك المخصصات، سيؤدي إلى انخفاض جودتها التعليمية مقارنة بالمدارس التي تتلقى مخصصات وزارة المعارف، من حيث توفير المختبرات والألواح والدروج المريحة، عدا عن قدرة المدارس التي تتلقى المخصصات بزيادة رواتب معلميها وبالتالي تحسين أداء للمعلم وإنتاجه.

عضو لجنة أولياء أمور مدارس الطور خضر أبو سبيتان، أوضح أنه منذ أربع سنوات يحاول الاحتلال فرض المنهاج الصهيوني على مدارس شرقي القدس، لكنها المرة الأولى التي تُحرم فيها المدارس ممن رفضت تعليم ذلك المنهاج من مخصصاتها الإضافية، ما يشكل ضغطًا أكبر على مدراء المدارس، مبيّنًا أنهم يخوضون صراعًا مع وزارة المعارف الصهيونية والبلدية لإلغاء هذا القرار.

ودعا رئيس اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس زياد الشمالي، السلطة الفلسطينية إلى فتح عدد جديد من المدارس في شرقي مدينة القدس؛ حتى يتمكن سكان المدينة من تلقي التعليم بعيدًا عن التشويه والتغريب الثقافي، إضافة إلى تكثيف الرقابة الوطنية على مدارس القدس ومساءلة الاحتلال قانونيًّا إذا ما أجبر الفلسطينيين على تعلم منهاجه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....