الأسير لؤي حسين.. حضور إنساني في معظم سجون الاحتلال

بوجه بشوش، يستقبل الأسير لؤي حسين (39 عامًا)، من سكان بلدة عينبوس، جنوب نابلس، الأسرى الجدد في سجن مجدو الصهيوني، دون اكتراث للسنوات الاثنتي عشرة التي أمضاها حتى الآن، في سجون الاحتلال، مقدمًا لهم كل عون، ومخففًا عمن قدم منهم من مراكز التحقيق.

كان اعتقاله في 29 آب (أغسطس) 2003 بعد مطاردة لعدة سنوات؛ حيث جرى اعتقاله من شقه في مدينة نابلس، ليمضي شهرًا ونصفًا في التحقيق، ثم صدر بحقه حكم قاس بالسجن 24 عامًا.

وتنقل حسين في معظم سجون الاحتلال، منها: “مجدو” و”هداريم” و”شطة” و”ريمون” و”النقب” و”عوفر” و”إيشل” و”هلكدار” و”نفحة” و”جلبوع”، وبعض السجون نقل منها وأعيد إليها لاحقًا.

ممنوع من الزيارة

انتظر حسين طويلا، حتى تمكن ذووه من زيارته؛ حيث جرت أول زيارة بعد 24 شهرًا من اعتقاله، وتزوره والدته المسنة، فيما يحظر ذلك على باقي أفراد أسرته زيارته، فيما جرت زيارته مرة واحدة فقط من أحد أشقائه، و3 مرات فقط من شقيق آخر، طيلة السنوات التي مضت من اعتقاله.

ويقول الأسير حسين إنه شارك في إضرابات جماعية عن الطعام، منها: إضراب 2004 لمدة 14 يومًا، وآخر في العام 2012 لمدة 28 يومًا، وقد أضرب بشكل فردي لمدة 5 أيام، وإضرابًا آخر، لمدة 7 أيام خلال سنوات اعتقاله.

يقول عن أكثر المواقف المحزنة التي تخللت اعتقاله: “وفاة جدي خلف أسى للصلة بينا، والتواصل معه، منذ طفولتي”، وذلك في العام 2009، وكانت العلاقة بيننا لها طعم يختلف عن باقي أفراد الأسرة.

ويبدي حسين حزنه، لعدم معرفة كل أبناء أشقائه وشقيقاته، ويضطر أحيانًا للنظر إلى صورهم، التي تصل عبر الزيارات العائلية، منوهًا بأن جميع أشقائه وشقيقاته، تزوجوا وهو رهن الاعتقال.

معاناة المرض والحرمانوأدت مشاركة حسين في الإضراب عن الطعام، إلى التأثير على صحته؛ حيث اضطر إلى ارتداء نظارات، وأيضًا يعاني من البواسير ورمل بالكلى.

وكانت أكثر المواقف حضورًا في مسيرة اعتقاله، تمكنه بعد 5 سنوات ونصف، من الاتصال الهاتفي بشقيقاته، عندما كان بسجن النقب، وكانت فرصة لا تعوض.

ورغم أنه من الأسرى القدامى في سجن مجدو، إلا أنه لا يبخل عن مساعدة الأسرى الجدد، وتوكل إليه إدارة “الكنتينا” في قسم 6 الذي يقبع فيه 120 معتقلاً، جميعهم من حركة حماس، حتى يخفف من تبعات الاعتقال، ويشعر الأسرى بالارتياح مع الأسير حسين، الذي لا يلتقي مع أي أسير، إلا بوجه بشوش، وردّ السلام.