نداف أرجمان.. قامع انتفاضة الحجارة رئيسا للشاباك

جاء تعيين رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو لـ”نداف أرجمان” رئيسا جديدا لجهاز الشاباك “الصهيوني” بعد انتهاء الرئيس الحالي “يومرام كوهين” ليفتح الباب أمام الحديث عن قدرة أرجمان على التعامل مع انتفاضة القدس التي يقودها الشعب الفلسطيني.
وتباينت الرؤى داخل الكيان حول إمكانيات “أرجمان” في قمع انتفاضة القدس على غرار الدوره الذي قام به في قمع الانتفاضة الأولى (انتفاضة الحجارة عام1987)، وإن كان ذلك سبباً رئيسياً لاختياره، فيما يرى آخرون آن انتفاضة القدس ستشكل عقبة كؤود أمامه، وستتسبب في إفشاله كما فشل الرئيس السابق للجهاز في الوقوف أمامها.
قمع الانتفاضةويرى مراقبون أن تعيين “أرجمان” لم يكن بالمفاجأة لكون منافسه الرئيسي، روني كوهين، انتخب مفتشاً عاماً للشرطة، إلا أن التعيين يشكل عملياً، كسراً للهيمنة الأمنية التي بدا أن التيار الديني القومي في “إسرائيل”، بدأ يفرضها على مفاصل الدولة.
وأشاروا إلى أن دور أرجمان في قمع الانتفاضة الأولى كان سببا رئيسيا آخر في تعيينه، ويكشف نوايا الاحتلال في العودة لاستعادة “السيطرة الاستخباراتية” في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، لا سيما في ظل اعتراف رئيس أركان الجيش الصهيوني، الجنرال “جادي أيزنكوط” أمام مؤتمر الأمن القومي التابع لجامعة “تل أبيب”، بفشل الاحتلال في توفير معلومات استخبارية حول العمليات الفدائية التي ينفذها أفراد لا ينتمون لتنظيمات وفصائل فلسطينية.
“نداف أرجمان”، من “كيبوتس حمديا”، التابع لتيار الصهيونية الاشتراكية العلمانية اليسارية، ويبلغ من العمر 55 عاماً، التحق بصفوف الجيش “الإسرائيلي” في العام 1978، وانضم لجهاز الشاباك عام 1983.
وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن أرجمان كان يشغل حينها نائب رئيس الشاباك حتى تسلم منصبه الجديد، مشيرة إلى أنه شغل مناصب عديدة من بينها رئيس قسم العمليات في الجهاز ثم كان ممثلا للشاباك في الولايات المتحدة ولعب الشاباك وقتها دورا كبيرا في تصفيات واعتقالات واغتيالات وأعمال تنكيل وحشية بالفلسطينيين لإخضاعهم وإجهاض انتفاضتهم، وهو ما يشير إلى احتمالية العودة لتلك السيناريوهات.
شغل أرجمان مناصب عديدة، أهمها رئيس قسم العمليات. ويأتي تعيينه، في ظروف الانتفاضة الفلسطينية، مدفوعاً أيضاً بمحاولة الاحتلال، إعادة بناء قواعده الاستخبارية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وبالنظر إلى الدور الذي أداه أرجمان خلال الانتفاضة الثانية، عندما كان لا يزال الشاباك يتمتع بوجود عدد كبير من العملاء ومصادر المعلومات القيمة في الأراضي المحتلة، قبل أن تثبت السلطة الفلسطينية تحت قيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات أقدامها.
وذكرت الصحافة العبرية، أن تعيين أرجمان لم يكن مفاجئاً لأحد، إلا أن موقع صحيفة “مكور ريشون”، نقل عن معلمته ومربيته في مدرسة “الكيبوتس”، روت دهاري قولها، “لقد ظننت أنا وزوجي أنهم لن يعينوه في المنصب لأنه جاء من الكيبوتس وليس من أوساط الليكود”.
وبحسب دهاري، التي كانت مربية رئيس الجهاز الجديد، من رياض الأطفال وحتى نهاية المرحلة الابتدائية، فقد امتاز أرجمان بالخجل، وبعدم الاستعلاء، لكنه أيضاً كان هادئاً في طبيعته.
وبحسب المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام العبرية، فإن ما ميز عمله في جهاز الشاباك ، كان في قسم العمليات الميدانية، وعين لاحقاً رئيسا للقسم بين عامي 2003-2007، وقد تفوق فيه، وهو لم يكن من المستعربين.
كما أرسل إلى الولايات المتحدة، لعدة أعوام، كان خلالها ممثلاً لجهاز الشاباك فيها.
ويحمل رئيس الشابك الجديد اللقب الثاني في العلوم السياسية، إلى جانب لقب ثان من كلية “القيادة العامة بوم” وهي بمثابة الكلية العسكرية للقيادات العليا في جيش الاحتلال.
تصعيد متوقعويعني هذا التعيين، وفقا لآراء المتابعين، احتمال اتجاه الاحتلال لتصعيد وتكثيف العمليات الميدانية لجهاز الشاباك داخل الضفة الغربية، وخاصة في المناطق المصنفة (بي) و(سي)، ومحاولة استعادة وبناء شبكة جديدة حتى داخل المدن الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الأمنية التامة للسلطة الفلسطينية، مع الاعتماد أيضاً، على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، وتبادل المعلومات بين الأجهزة “الإسرائيلية” والأجهزة التابعة للسلطة.
من جانبها، نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” تقريرا عن التحديات الكبيرة، والعقبات الكؤود التي تقف في طريق رئيس جهاز الأمن العام الجديد، في ظل اتساع حلقة المواجهات مع الفلسطينيين على وجه الخصوص، وهي ملفات من شأنها إفشال مسيرة الرئيس الجديد للشاباك في حال لم يستطع التأقلم معها، تمامًا كما فشل الرئيس السابق للجهاز في الوقوف أمامها، نتيجة إصرار الفلسطينيين على مطالبهم.
وبحسب الصحيفة، فإن أهم الملفات التي تنتظر الرئيس الجديد للجهاز الذي يعرف لدى الفلسطينيين بشدة قمعه وتسلطه، تتمثل في المساعي “الإسرائيلية” الحالية في السيطرة على موجة عمليات الطعن والدهس التي يقوم بها شبان فلسطينيون بشكل فردي، وأدت إلى مصرع أكثر من 30 إسرائيليًا وجرح مئات آخرين حتى اللحظة، وما زالت تسبب الإرباك لحكومة نتنياهو جراء تعاظمها.
التنسيق الأمني في ظل الانتفاضة
الإرهاب اليهوديوأشارات الصحيفة إلى أن رئيس الجهاز الجديد، مطالب أيضًا بالحفاظ على التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وقواتها الأمنية في ظل اتساع الغضب الشعبي الفلسطيني.
وعلى الرغم من تأكيد الصحف الإسرائيلية نفسها، وعدد من المراقبين على عدم جدية “إسرائيل” في مكافحة الإرهاب اليهودي، وفي ظل الحديث عن محاولات قضائية للالتفاف بشتى الطرق والوسائل على القانون، ومنع إصدار حكم قضائي منصف على الإرهابي يوسف بن دافييد المتهم الرئيسي في عملية قتل وإحراق الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير، إلا أن الصحيفة الإسرائيلية تشير إلى أن الرئيس الجديد لجهاز الشاباك مطالب بمكافحة هذا النوع من الإرهاب.
وتقول الصحيفة إن “أرغمان مضطر لمواجهة هذا النوع من الإرهاب الذي يحتمي خلف لوبي يهودي متطرف، من أجل تحقيق مكاسب واضحة للجهاز، وترميم قدراته وتوسيع نطاق عملياته على الأصعدة كافة”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

استشهاد المعتقل الإداري محيي الدين نجم من جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد المعتقل الإداري، محيي الدين فهمي سعيد نجم (60 عاماً) من جنين، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ، ليضاف إلى سجل...

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز صدى سوشال الفلسطيني، 25 ألف حالة انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني في العام 2024 على المنصات الرقمية...

40 شهيدًا و125 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 40 شهيدا، و125 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

إيهود باراك يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى وإسرائيل من نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك هجومه على نتنياهو لما قال إنه بسبب سوء إدارته للحرب، في ظل تزايد خسائر...

الأورومتوسطي: خطة الاحتلال بشأن المساعدات “خدعة إنسانية” لتكريس الحصار والتجويع في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ الخطة الإسرائيلية المتداولة حاليًا بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة...

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن
المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين
المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...