الأحد 04/مايو/2025

محمد زهران.. أول شهداء سلفيت بانتفاضة القدس

محمد زهران.. أول شهداء سلفيت بانتفاضة القدس

رغم أن الشهيد محمد عبد الحليم زهران (22 عاماً) كان يأبى الخروج من منزله صباح كل يوم للعمل، قبل أن يقبل يد ورأس والدته، إلا أنه اكتفى صباح يوم عمليته الاستشهادية، بالسلام عليها من بعيد، دون أن يرفع عينيه إليها، واكتفي بالقول: “بخاطرك يا حجة”، خشية أن يتسلل التردد إلى نفسه ويثنيه عن عمليته في مستوطنة أرئيل المجاورة لبلدته كفر الديك غرب مدينة سلفيت.

غادر محمد منزله في بلدة كفر الديك الساعة السابعة والنصف من صباح يوم الخميس (24/12/2015) ورغم أن العمال يتوجهون إلى عملهم في مستوطنة أرئيل الساعة السادسة صباحاً، إلا أن محمد تعذر لتأخره لعائلته، بأنه ذاهب ليحل محل أحد أصدقائه في العمل.

وما أن وصل محمد إلى مدخل مستوطنة أرئيل، حتى استل سكينه وطعن جندياً من حراس المستوطنة يبلغ من العمر 24 عاماً، وأصابه بجراح خطرة، ومن ثم انقض على حارسة أخرى كانت في الجوار تبلغ 24 عامًا، وأصابها بجراح متوسطة، قبل أن يطلق بقية الحراس النار على محمد ويسقط مضرجاً في دمائه، مصاباً بأربع رصاصات أعلى الرقبة وخرجت من الرأس، وأخرى في مقدمة الرأس وخرجت من الجهة الأخرى، واثنتين في الصدر خرجتا من الظهر ليكون بذلك أول شهداء بلدته ومحافظته سلفيت منذ بداية انتفاضة القدس في (1/10/2015).

مولده وحياته

ولد محمد زهران عبد الحليم زهران في (13/3/1993)، بمدينة عمان في الأردن، حيث كانت تعيش عائلته، بين ثلاثة أشقاء ذكور وشقيقتين، هو خامسهم، عادت عائلته إلى الضفة الغربية في العام 2000، حيث سكنوا بداية في بلدة نزلة عيسى شمال مدينة طولكرم، وبعد خمس سنوات سكنوا بلدة كفر الديك غرب مدينة سلفيت، والتي لجأ إليها أجداده بعد النكبة الفلسطينية عام 1948، وتعود أصول عائلته إلى بلدة كفر عانا قضاء مدينة اللد.

تلقى محمد تعليمه الابتدائي في بلدة نزلة عيسى وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة بلدته الثانوية كفر الديك، وأنهى الثانوية العامة بالفرع الأدبي بمعدل 67%، وبعدها توجه لسوق العمل في منجرة عائلته، ومن ثم توجه لعدة أعمال كان آخرها العمل في مصنع للبلاستيك بمستوطنة أرئيل، والتي ختم بها حياته شهيداً.

ملتزم ومحبوب

عرف محمد بالتزامه بكل عباداته، وبأداء صلاته جماعة منذ صغره في مسجد بلدته “عبد الله بن المبارك”، وكان يزيد عليها أحياناً بصوم النافلة يومي الاثنين والخميس، في (3/12/2015) وقبل أيام من استشهاده توجه مع والده إلى الديار الحجازية لأداء العمرة، ويبدو أنها كنت تحضيراً وجزءاً من مخطط الشهادة كما تعتقد عائلته.

امتاز محمد بعلاقاته وصداقاته الواسعة في البلدة، ومن مختلف الأعمار، وكان يلقبه والده بـ”الأخطبوط” لاتساع علاقاته الاجتماعية، وليلة استشهاده اجتمع مع الكثير من أصدقائه على العشاء، وكأنها وداع لهم.

عند الساعة العاشرة من صباح يوم العملية وعقب تنفيذها بساعتين، تلقت عائلة الشهيد محمد زهران، اتصالاً من الارتباط الفلسطيني يخبرها أن منفذ عملية الطعن في مستوطنة أرئيل هو نجلها محمد، وعقب العملية احتجزت سلطات الاحتلال جثمانه، أسوة ببقية الشهداء الفلسطينيين، ورفضت تسليمه لهم، وبعد أربعة أيام سلمته لعائلته مساء يوم الأحد (27/12/2015) حيث أدى آلاف المواطنين صلاة الجنازة عليه في مسجد البلدة الكبير الساعة الثامنة والنصف مساءً، وخرجت عقبها مسيرة التشييع، وصولاً لمقبرة البلدة، حيث ووري الثرى.

وفي اليوم التالي اقتحمت قوة مكونة من 30 آلية عسكرية صهيونية البلدة، وداهم الجنود خلالها منزل عائلة الشهيد زهران، والتقطوا صوراً للمنزل، ورسموا مخططات له، في إشارة لسعي الاحتلال لهدمه، في خطوة من العقاب الجماعي على الأسرة، لتنفيذ نجلها عملية استشهادية في مستوطنة أرئيل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات