أبو عطيوي.. رجل الأنفاق يرحل مخلفاً باعاً طويلاً في المقاومة

قرب جدار منزله، يقف “أبو محمد” أحد قادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مجتهدا في استذكار شهيد الأنفاق فؤاد أبو عطيوي، محاولا تبديد حزنه على فراقه.
و”أبو محمد” واحد من المقربين للشهيد “فؤاد أبو عطيوي” (38 سنة) القائد الميداني في كتائب القسام الذي استشهد قبل أيام في انهيار نفق للمقاومة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
يقول هذا الرجل إن “كل شيء في شخصية الشهيد فؤاد أبو عطيوي يشي بأنه رجل من طراز خاص، فهو دائم الانشغال في مهمات الأنفاق من ساعات الصباح حتى حلول الظلام، قليل الكلام وقبل كل ذلك بسيط في كافة تفاصيل حياته”.
ويُلفت أبو محمد إلى أن الشهيد أبو عطيوي يحظى بعلاقات جيدة بكافة فصائل المقاومة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى. علاوة على صمته الدائم سجل مواقف بطولية في مقارعة الاحتلال وإعداد الأنفاق والوفاء لأقاربه وجيرانه”.
خفيف الظل
كل نشطاء وقادة المقاومة في قرية المغراقة التي عانت من عدوان مستوطنة “نتساريم” سابقاً يعرفون “فؤاد” صاحب الخطوة الرشيقة والمهمات الجريئة والذي تبرع كثيراً لمعاونة أي مجموعة مقاومين تعمل في القرية.
يشعر أصدقاء “فؤاد” في كتائب القسام بالقرية أنهم تلقوا ضربة قوية برحيله المفاجئ وهم أمام هول المفاجأة يحاولون استيعاب الموقف والعمل على سد فراغ غيابه الكبير.
ويضيف أبو محمد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كانت علاقته قوية بالشهيدين نضال حسان وعمران الغول، وله باع في زرع العبوات الناسفة وإطلاق القذائف على مستوطنة نتساريم، وتدرج في القسام حتى أصبح قائداً ميدانياً”.
ساهم “فؤاد” في التصدي للاحتلال في حرب “الفرقان-حجارة السجيل-العصف المأكول” ومنذ سنوات طويلة تخصص في تجهيز العقد القتالية والأنفاق التي أحبها، ولازم العمل فيها طوال اليوم، حتى كان يعود لمتابعة حفر الأنفاق في ساعات الليل.
الأم والزوجة
وتتحلى والدة الشهيد “فؤاد” برباطة جأش عالية، وهي تكرر الدعاء له بالرحمة والمغفرة مشددةً على فخرها باستشهاده الذي عمل من أجله سنوات طويلة.
وتتخلص من نساء القرية اللواتي جئن لمواساتها وتضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “ابني مقاوم يحب كل الناس. آخر أيامه كان مشغولا بإعداد الأنفاق ومع ذلك كان كثير المرح، أفتخر به وأتمنى كل الشباب يشاركوا في المقاومة” .
وترك الشهيد “فؤاد أبو عطيوي” خلفه 3 زوجات و7 أبناء عاشوا معه في منزله الريفي الذي تعرض عدة مرات لقصف وعدوان الاحتلال خلال الحروب الثلاثة.
وتقول “أم حمزة” زوجته الأولى إنه كان زاهداً في الدنيا، دائم الحديث عن شخصية الشهيد أحمد ياسين، يحافظ على صلاة الفجر، ويحدث أطفاله دوماً عن حب الوطن.
تغالب “أم حمزة” دموعها من تحت غطاء وجهها وتتابع لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “كان لي كل شيء في الدنيا. آخر يوم شربنا الشاي معاً واحتضن أولاده وقال لي إن الإنسان قد يرحل في أي لحظة ثم خرج لعمله المعتاد”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني عبر منع الماء والغذاء...

القائد عبد الله البرغوثي يواجه محاولة تصفية ممنهجة من سجاني الاحتلال بسجن جلبوع
المركز الفلسطيني للإعلام أكد مكتب إعلام الأسرى أن الأسير القائد عبد الله البرغوثي يواجه محاولة تصفية ممنهجة داخل سجن "جلبوع" الإسرائيلي، حيث وصلت...

6 شهداء منهم طفلان بقصف إسرائيلي على مواصي خانيونس
خانيونس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ستة مواطنين، بينهم طفلان، مساء الثلاثاء، في قصف إسرائيلي على خيام النازحين في المواصي خانيونس، ما يرفع...

حماس تطالب بالضغط على الاحتلال لإنهاء جريمة التجويع الممنهج في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن استمرار حكومة نتنياهو في استخدام التجويع كسلاح في قطاع غزة؛ جريمة حرب، واستخفافٌ بالمجتمع الدولي، وتحدٍّ...

حكومة الاحتلال تتراجع عن إقالة رئيس الشاباك
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام تراجعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن قرار إقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، وذلك...

49 صحفيا في سجون الاحتلال.. آخرهم علي السمودي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد نادي الأسير الفلسطيني، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل في سجونها 49 صحفيا فلسطينيا. اعتقلت قوات...

سلطات الاحتلال تغلق مؤسسة وقفية في القدس المحتلة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارا بإغلاق مؤسسة وقفية فلسطينية في مدينة القدس المحتلة بدعوى ارتباطها بالسلطة...